وزير الأوقاف: الصك يزيد من نفع الأضحية ويعظم ثوابها

وزير الأوقاف: الصك يزيد من نفع الأضحية ويعظم ثوابهاوزير الأوقاف

الدين والحياة5-7-2022 | 06:12

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الأضحية سُنّة مؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتحقق بالصك كما تتحقق بالذبح، فـ"الصك" نوع من الوكالة أو الإنابة فى الأضحية، ولا شك أنه يعظم من نفع الأضحية، وبخاصة لمن لا يملك آلية لتوزيعها على الوجه الأمثل، مما يجعلها تصل عبر منظومة الصكوك إلى مستحقيها الحقيقيين.

وقال وزير الأوقاف ، فى بيان له، مساء أمس الإثنين، إن "الصك" يزيد من نفع الأضحية وثوابها فى آن واحد، كما أنه يحقق إيصال الخير إلى مستحقيه بعزة وكرامة وآلية لا تمتهن آدمية الإنسان أو تنال منها، كما أن صاحب الصك قد ينيب فى أضحيته جهة توزعها كاملة على الفقراء والمحتاجين، مما يعظم نفعها وثوابها.

واستشهد وزير الأوقاف بقول الحق سبحانه فى كتابه العزيز: "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ"، وبقول نبينا، صلى الله عليه وسلم: "ضَحُّوا فَإِنَّهَا سُنَّةُ أَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ عليه السلام"، مؤكدا أن الأضحية سُنّة مؤكدة عن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وعن السيدة عائشة، رضى الله عنها، أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: "مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا"، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: "ضَحَّى النبى صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ".

وأشار مختار جمعة إلى أن بعض الناس قد يقفون عند قوله صلى الله عليه وسلم: "كُلُوا وَأَطْعِمُوا وادَّخِرُوا" دون أن يجمعوا بينه وبين الأحاديث الأخرى فى هذا الشأن، وينظرون بما يشبه التقديس إلى أقوال بعض الفقهاء بتقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام: ثلث للفقراء، وثلث للإهداء، وثلث للإنسان وأهله، ولا بأس فى ذلك على الإطلاق، غير أن هذا التقسيم هو عملية تقريبية للتصرف، وكان القصد منه ألا يجور المضحى على نصيب الفقراء، وأن يخصهم ولو بالثلث فى أضحيته، فمن زاد زاده الله فضلًا، ولما سأل نبينا صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضى الله عنها وقد ذبحوا شاة: "ما بقى منها"، قالت رضى الله عنها: ما بقى منها إلا كتفها، فقال صلى الله عليه وسلم: "بقى كلها غير كتفها".

وأضاف وزير الأوقاف أن الأمر يختلف باختلاف الأحوال، ولنا فى رسول الله أسوة حسنة، ومن ذلك أنه لما رأى نبينا صلى الله عليه وسلم بالناس فاقة قال لهم: "من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفى بيته منه شيء، فلما كان العام المقبل قالوا: يا رسول الله، نفعل كما فعلنا العام الماضى؟ قال: كلوا وأطعموا وادخروا، فإن ذلك العام كان بالناس جهد فأردت أن تعينوا فيهم"، فحيث يكون الرخاء والسعة يكون العمل بقوله صلى الله عليه وسلم: "كلوا وتصدقوا وادخروا"، وحيث يكون بالناس جهد وحاجة أو شدة وفاقة يكون العمل بقوله صلى الله عليه وسلم: "من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفى بيته منه شيء".

وأوضح وزير الأوقاف أن التَّشريعُ الإسلامى راعَى واقِعَ المُجتمعِ وحاجاتِه، وبَنى مُجتمعًا مُسلِمًا مُترابِطًا كالجسَدِ الواحدِ، متى نَزَلَتْ بأحدِهم نازلةٌ، تَكاتَفَ الجميعُ لإزالتِها عنه.

وأشار إلى حديثِ سلَمةُ بْنُ الأكوعِ رضِى اللهُ عنه يُخبِرُ أنَّ النَّبى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمر النَّاسَ فى عامٍ من الأعوامِ فى عيدِ الأضحى أنَّ مَن ضحى منهم، فلا يدَّخِرْ شيئًا مِن لحمِ الأُضحيةِ أكثَرَ من ثلاثةِ أيَّامٍ، حَضًّا لهم على التَّصدُّقِ بما يَزيدُ على حاجتِهم وأنْ يُخرِجوها إلى مَن يَحتاجُها؛ وذلك لِضيقِ العيشِ فى هذا الوقتِ، وأوَّلُ هذه الأيَّامِ يومُ النَّحرِ؛ فمَن ضَحَّى فيه أمسَكَ فى يومِ النَّحرِ، ويومَينِ بعدَه، ومَن ضَحَّى بعْدَ يومِ النَّحرِ، فلْيُمْسِكْ ما تبقَّى له مِن الثَّلاثةِ الأيَّامِ بعدَ يومِ النَّحرِ، وقيل: أوَّلُ هذه الأيَّامِ هو اليومُ الَّذى يُضحِّى فيه؛ فلو ضحَّى فى آخِرِ أيَّامِ النَّحرِ، لكانَ له أنْ يُمسِكَ ثلاثةَ أيَّامٍ بعدَه.

فلمَّا جاءَ العامُ الَّذى يَليه سألوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هل نفعلُ كما فعلْنَا العامَ الماضى، فلا نَدِّخِرُ شيئًا مِن لحم الأُضحيةِ بعد ثلاثةِ أيَّامٍ؟ فقال لهم: "كلُوا وأَطعِموا وادَّخِروا"، أى: مَن أرادَ أنْ يدَّخِرَ فَلْيدَّخِر، ومنْ أراد أنْ يأكُلَ ويُطعِمَ غيرَه فَلْيفعلْ، وبيَّن لهم سببَ منعِهم مِنَ الادخارِ فى العامِ الماضى: أنَّه كان بِالَّناسِ جَهدٌ ومَشقَّةٌ وتعَبٌ وضِيقُ عَيشٍ، فأراد النبى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من المضَحِّين أن يُعِينوا ويساعِدوا الفقراءَ فى هذه المحنةِ، فلمَّا زالَتْ عِلَّةُ الحاجةِ والفَقرِ، أمَرَهم النَّبى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يَأكُلوا مِن لُحومِ الأضاحى فى أى وقْتٍ شاؤوا، ويَدَّخِروا.

أضف تعليق