بحد أقصى ١٥ دقيقة.. نص خطبة عيد الأضحى المبارك

بحد أقصى ١٥ دقيقة.. نص خطبة عيد الأضحى المباركصلاة العيد

الدين والحياة6-7-2022 | 05:16

نشرت وزارة الأوقاف، عبر موقعها الإلكترونى نص خطبة عيد الأضحى المبارك المقرر لها يوم السبت المقبل، ضمن خطة الوزارة لنشر نص خطب الجمعة وخطب العيد، ليستعين بها أئمة المساجد نصا أو مضمونا على أقل تقدير.

وحددت وزارة الأوقاف مدة خطبة عيد الأضحى بحد أقصى ١٥ دقيقة، ونشرت محاور خطبة عيد الأضحى عبر صفحتها الرسمية وكذلك نص خطبة عيد الأضحى لتكون دليل استرشادي للأئمة والخطباء .

خطبة عيد الأضحى مكتوبة
الحمد لله رب العالمين، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، وأَشهدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عَبدُه ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيه وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ، وبعد:

فإن الأعياد مواسم خير وبركة، تفرح فيها النفوس، وتبتهج بها الأفئدة، وتتلاقى الوجوه والقلوب متسمةً بالسعادة الصادقة ، والبسمة الصافية ، وهذا من فضل الله (عز وجل) على الناس، حيث يقول الحق سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، وعندما قَدِمَ نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْم الْفِطْرِ، وَيَوْم النَّحْرِ).

ويوم عيد الأضحى المبارك من أيام الله (عز وجل) المشهودة، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ)؛ ويوم القر: هو اليوم الذي يلي يوم النحر؛ لأن النَّاس يقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من أعمال يوم النحر.

وفي عيد الأضحى تتجلى مظاهر الفرح والسرور؛ حيث يفرح حجاج بيت الله بأداء مناسكهم، بعد أن أتم الله عليهم نعمته بالطواف بالبيت الحرام، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف على صعيد عرفات حيث التعرض للبركات والرحمات، كما يفرح المسلمون في بقاع الدنيا بذبح الأضاحي تقربًا إلى الله (عز وجل)، وإدخالًا للسرور على الفقراء والمحتاجين.

وكلما أهل علينا عيد الأضحى المبارك استحضرنا قصة الخليل إبراهيم (عليه السلام) مع ابنه إسماعيل (عليه السلام)، حيث تجلت أعلى درجات التضحية وصدق التسليم، وحسن الامتثال لأمر الحق سبحانه، بعدما رزق الله (عز وجل) خليله (عليه السلام) الولدَ بعد شوق وطول انتظار، فلما بلغ معه نضرة الصبا جاء الابتلاء الأعظم، والأمر الإلهي بذبح الوالد لولده، حيث يقول الحق سبحانه: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}، فكان الرد الجميل من إسماعيل (عليه السلام): {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}.

ثم جاءت عطاءات الله (عز وجل) متتابعة، بعد أن استسلم الولد والوالد لأمر رب العالمين، فجاء الفداء منه سبحانه، حيث يقول تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ *وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}.

ومن هنا كانت سنة الأضحية؛ إحياءً لذكرى الخليل وولده (عليهما السلام)؛ وتحقيقًا للمعاني الإنسانية النبيلة من التوسعة على الأهل، وتحقيق التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع، والتصدق على الفقراء والمساكين، وقد ضحى نبينا (صلى الله عليه وسلم) بكبشين أقرنين أملحين، وقال: (ضَحُّوا؛ فَإِنَّهَا سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ)، وقال (صلى الله عليه وسلم) في فضل الأضحية: (مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا)، وعندما سئل (صلى الله عليه وسلم) عن الأضاحي، قَالَ (صلى الله عليه وسلم): سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالصُّوفُ؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ).

ما أجمل أن نجعل من شعيرة الأضحية دليلًا على عظمة الإسلام، ومظهرًا من مظاهر رقيه وحضارته، فنتجنب الذبح في الأماكن العامة، ومداخل العمارات، والبيوت، والشوارع؛ مما يتسبب في أذى الناس وضررهم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضْرَارَ).

على أننا نؤكد أن يوم العيد فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية بالتزاور والتلاقي وصلة الأرحام، ونشر المودة والرحمة بين الناس، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (من أحَبَّ أن يُبسَطَ له في رزقِه، ويُنسأَ له في أثرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه)، ويقول سبحانه في الحديث القدسي: (أَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ).

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2