ناسا تعرض أول صور ملونة بالكامل لمجرات بعيدة

ناسا تعرض أول صور ملونة بالكامل لمجرات بعيدةناسا
أعلنت إدارة الطيران و الفضاء الأمريكية (ناسا) مساء أمس الثلاثاء عن تطور كوني عبر مليارات السنين من خلال عرض أول مجموعة صور من تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع للإدارة، وهو أكبر وأقوى مرصد فضائي على الإطلاق، قائلة إن الصور المضيئة أظهرت أن التلسكوب يفوق التوقعات وفقا لرويترز.

وقامت وكالة ناسا بنشر أول صور ملونة بالكامل وعالية الدقة التقطها التلسكوب، الذي يهدف لعرض لمحة هي الأكثر تفصيلا على الإطلاق للكون في طوره الأول، باعتبارها علامة فارقة تمثل حقبة جديدة من الاستكشافات الفلكية.

وجرى بناء التلسكوب على مدى ما يقرب من عقدين من الزمن بموجب عقد أبرمته ناسا مع شركة نورثروب جرومان العملاقة في مجال الفضاء بتكلفة بلغت تسعة مليارات دولار، وجرى إطلاقه في 25 ديسمبر 2021، ليصل بعد شهر إلى وجهته في مدار شمسي على بعد حوالي مليون ميل من الأرض.

والجدير بالذكر انه بعد قضاء عدة أشهر في ضبط مرايا وإعدادات التلسكوب ويب عن بعد، سيشرع العلماء في وضع أجندة مختارة لاستشكاف تطور المجرات ودورة حياة النجوم والأغلفة الجوية للكواكب البعيدة وأقمار نظامنا الشمسي الخارجي.

وقامت ناسا بنشر الصور الأولى، التي استغرق استخراجها من بيانات التلسكوب الخام أسابيع، لإظهار قدرات ويب والتنبؤ بالمهام العلمية المقبلة.

والصورة الأولى الأبرز، التي عاينها الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الاثنين، لكنها عُرضت وسط هالة أكبر يوم الثلاثاء، تظهر "مجالا عميقا" لسلسلة مجرات بعيدة، تعرف باسم سماكس 0723، وتكشف عن أكثر لمحة تفصيلية عن فجر الكون تم تسجيلها حتى الآن.

وقالت ناسا إن مجرة ​​واحدة على الأقل تم قياسها من بين آلاف المجرات الموجودة في الصورة عمرها يعادل حوالي 95 بالمئة من عمر الانفجار الكبير، وهو الشرارة النظرية التي أطلقت عملية توسع الكون المعروف قبل نحو 13.8 مليار سنة.

وأظهرت الصور أيضا سحابتين هائلتين من الغاز والغبار اندفعتا في الفضاء بسبب انفجارات نجمية لتشكلا حاضنات لنجوم جديدة- سديم كارينا والسديم الدائري الجنوبي، وكل منهما على بعد آلاف السنين الضوئية من الأرض.

وتضمنت المجموعة أيضا صورا جديدة لعنقود مجرات آخر يعرف باسم خماسية ستيفان، والذي تم اكتشافه لأول مرة في عام 1877، ويشمل العديد من المجرات التي وصفتها ناسا بأنها "محبوسة في رقصة كونية من لقاءات متقاربة متكررة".

وعلاوة على الصور، عرضت ناسا أول تحليل طيفي للتلسكوب ويب لكوكب خارجي بحجم كوكب المشتري يبعد أكثر من 1100 سنة ضوئية- كاشفة عن التوقيعات الجزيئية للضوء المرشح الذي يمر عبر غلافه الجوي، بما في ذلك وجود بخار الماء. وأثار العلماء إمكانية اكتشاف المياه في نهاية المطاف على سطح كواكب صخرية أصغر حجما شبيهة بالأرض خارج المجموعة الشمسية في المستقبل.

وتلسكوب ويب هو ثمرة تعاون دولي تقوده وكالة ناسا بالشراكة مع وكالات الفضاء الأوروبية والكندية.

أضف تعليق