سفير مصر لدى ألمانيا: زيارة الرئيس السيسي لـ برلين تدفع مسيرة التعاون المشترك

سفير مصر لدى ألمانيا: زيارة الرئيس السيسي لـ برلين تدفع مسيرة التعاون المشتركخالد جلال سفير مصر لدى المانيا

مصر17-7-2022 | 13:59

أكد خالد جلال، سفير مصر لدى ألمانيا الأهمية الكبرى للزيارة ، التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لألمانيا لما سيكون لها من أثر كبير فى الدفع قدما بمسيرة التعاون المشترك بين البلدين الصديقين وعلاقاتهما الثنائية المتميزة وأيضا لتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن هذه الزيارة هى الأولى للرئيس السيسي فى ظل الحكومة الألمانية الجديدة، التى تم انتخابها فى ديسمبر 2021، التى تعد حكومة غير مسبوقة، حيث تتكون من ثلاثة أحزاب.

وقال السفير خالد جلال - فى حوار أجراه على حسن رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط إن المانيا شريك وثيق لمصر فى مجالات كثيرة ومتعددة ومتشعبة تكاد تغطى كل أوجه ومجالات التعاون، موضحا أن التعاون التجارى بين البلدين يبلغ 6 مليارات يورو سنويا استيرادا أو تصديرا بالإضافة لوجود ثلاثة آلاف شركة ألمانية سواء عاملة فى مصر بالفعل أو لها أفرع فيها أو مكاتب تمثيل .
وقال إن التعاون العلمى والتعليمى والثقافى بين البلدين على مستوى رفيع من الأداء، حيث لا توجد دولة أخرى فى العالم لها هذا القدر من العمق فى التعامل مع ألمانيا، مثل علاقاتها مع مصر، مشيرا إلى أن مصر تستحوذ على 40% من ميزانية التعاون العلمى والثقافى لألمانيا خارج حدودها.

وأشار إلى أنه من أبرز أوجه التعاون المشترك مشروع شركة سيمنز لبناء خطوط القطار السريع، الذى تبلغ تكلفته 8 مليارات يورو وهو المشروع، الذى اعتبرته الحكومة الألمانية مشروعا استراتيجيا للدولة الألمانية وبالتالى كانت حريصة على دعمه وتقديم كل التسهيلات لإنجازه، مضيفا أنه قبل ذلك قامت شركة سيمنز بإنشاء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء أحدثت نقلة نوعية فى إنتاج الكهرباء فى مصر وأصبح لدينا فائض من إنتاجها وباتت متوفرة لخدمة أهداف التنمية، مشيرا إلى التعاون مع ألمانيا فى المشروعات الضخمة، التى تقام على أرض مصر تحظى بدعم استراتيجى كامل من الدولة الألمانية بكل أجهزتها وتساهم بصورة إيجابية وفعالة فى مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر وهو ما جعل من ألمانيا شريكا فى التنمية وبناء المستقبل وليست شريكا تجاريا فقط.

وأكد سفير مصر لدى ألمانيا أن هناك تنسيقا وتشاورا أساسيا بين البلدين فى الأمور السياسية المتعددة، حيث يعملان سويا عن قرب نحو الدفع قدما بعملية السلام فى الشرق الأوسط وإحلاله وبناء أسس الدولة الليبية والعمل سويا والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية إلى جانب أن هناك تفهما المانيا لاحتياجات مصر؛ لتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقه تموج بالعديد من بؤر عدم الاستقرار .

وأشار إلى أن ألمانيا تحرص على دعم مصر كمركز إقليمى للطاقة فى شرق المتوسط، خاصة فى ضوء التطورات الجارية فى الحرب الروسية الأوكرانية وانكشاف خطوط إمدادات الطاقة الأوروبية الواردة من روسيا، وبالتالى أصبح هناك حديث بين مصر وألمانيا بالتعاون فى مجال الغاز الطبيعى لسد الاحتياجات الألمانية العاجلة.

وقال إن البلدين يتعاونان فى استشراق آفاق جديدة للطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر وتحويل مصر لمركز لإنتاجه وتصديره إلى ألمانيا وأوروبا وكذلك تعميق الشراكة فى مجال الطاقة بصفة عامة لسد احتياجات ألمانيا، موضحا أن الشراكة بين الجانبين فى هذا المجال وإنتاج الهيدروجين الأخضر هو أمر يتعلق بتعميق البحث العلمى والاستثمار والتعاون التكنولوجى وهو ما يعد تطبيقا عمليا لتنوع الشراكة، التى تتبعها الدولتان فى علاقتهما.

وقال إن زيارة الرئيس السيسي لألمانيا تكتسب أهمية دولية حيث يترأس بصورة مشتركة مع المستشار الألمانى أولاف شولتس لحوار بترسبرج للمناخ وهى اجتماعات سنوية تعقدها ألمانيا للدولة، التى تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية ، الذى ستسضيفه مصر هذا العام فى نوفمبر القادم بشرم الشيخ.

وأشار إلى أن هذا الحوار سيكون فرصة لأن يطرح الرئيس السيسي رؤية مصر لقضايا تغير المناخ وطرح الشواغل والهموم الإفريقية فى هذا المحفل الدولى واحتياجات القارة الافريقية من التمويل والتكنولوجيا وكافة المتطابات اللازمة للوصول إلى تحقيق اهداف اتفاقية باريس لتغيير المناخ .

وقال السفير خالد جلال إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وألمانيا هى علاقات شراكة عميقة تتوافق وتتطابق مع رؤية مصر وفلسفتها الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمفهومها الشامل.

وأوضح أن مشروع القطار الكهربائى السريع ليس مجرد نقل فقط إنما الأهم من ذلك أنه يربط نقاطا عمرانية كانت غير متصلة من قبل، حيث تقع فى مناطق غير مأهولة واصبحت الان تشهد تعميرا وتنمية فى مجتمعات جديدة على أحدث طراز عالمى وهو ما استلزم وجود مشروعات نقل خضراء تربط بين تلك المناطق الجديدة.

وأوضح أن المتغيرات الدولية فى ظل جائحة كورونا برهنت للعديد من الدول الصناعية عدم إمكانية استمرار الاعتماد على التصنيع فى مناطق بعيدة جغرافيا عنها، مشيرا إلى أن هناك مشاورات مع الجانب الألماني لاهمية الاستفادة من المنطقة الاقتصادية حول قناة السويس نظرا لقربها من أوروبا بصفة عامة وألمانيا بصفة خاصة لكى تصبح هذه المنطقة هى البديل الحقيقى لتصنيع مستلزمات الإنتاج سواء لألمانيا او غيرها فى تلك المنطقة بحيث يتم نقل المصانع الالمانية من شرق اسيا والمناطق البعيدة إليها؛ لتكون أكثر قربا لألمانيا عبر قناة السويس .

وأشار إلى وجود برنامج رفيع المستوى للتعاون الفنى بين البلدين فى حدود 160 مليون يورو سنويا توجه؛ لتنفيذ مشروعات تنموية فى مصر فى مجالات المياه والصرف الصحى والتعليم، منوها بوجود تركيز شديد من الجانب الالمانى على النهوض بالتعليم الفنى بمصر، حيث يجرى حاليا تنفيذ مشروع لاعادة تأهيل المعاهد الزراعية فى مصر للتدريب على السبل الحديثة للزراعة والارشاد الزراعى إلى جانب وجود ذات الاهمية فى الحرص على تطوير التعليم الصناعى سواء فى المدارس او المعاهد الصناعية .

وأشار إلى أن ألمانيا تدرك أن عملية التنمية الشاملة، التى تتحقق على أرض مصر هى ضرورة لتحقيق الاستقرار فى ربوع مصر لاسيما فى ظل ظروف عدم الاستقرار السائد فى المنطقة، موضحا أنهم يدركون أن مصر تمثل وجهة للاستقرار فى هذه المنطقة من العالم وأنهم يتفهمون تماما لضرورة نجاح التجربة المصرية فى تحقيق التنمية ويعبرون عن اعجابهم الشديد لسرعة الانجاز وطموح الفكر الحاكم لعملية التنمية فى مصر .
وقال السفير خالد جلال إن الصادرات والواردات بين مصر والمانيا تشهد تناميا متواصل، موضحا أنه من أبرز الصادرات المصرية مواد بترولية ومنسوجات وغزول قطنية ومفروشات منزلية وكابلات كهربائية ومعادن بينما تستورد مصر من المانيا الالات والمعدات الكهربائية ومنتجات معدنية وبلاستيكية ومطاط ومنتجاته ومواد كيماوية وسيارات وغيرها .

وأشار إلى أن الاستثمارات الألمانية فى مصر تبلغ 2.9 مليار يورو فى مجالات الصناعة والمجالات الزراعية والخدمية والانشاءات، مشيرا إلى تطلع أعداد كبيرة من راغبى السياحة الالمانية الى زيارة مصر يدعمهم مشاعر اعجابهم الكبير بالحضارة المصرية القديمة وتطلعهم لمعرفة اثارها ومشاهدتها عن قرب .

وقال إن الالمان يقدرون ويثمنون التزام مصر بمكافحة الهجرة غير الشرعية ومدركين أن مصر تحسن استضافة اللاجئين على اراضيها ولا تطالب باثمان لمواجهة الاعباء المترتبة على استضافتها لهؤلاء اللاجئين سواء العرب أم الافارقة وهو ما يعطى مصر مركزا متميزا عن الحديث فى هذا المجال .

وأشار سفير مصر لدى المانيا إلى أن تعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الاوروبى تلعب دورا ايجابيا فى قيام المانيا بدور ايجابي باعتبارها المحرك الاقتصادى الرئيسى للاتحاد الاوروبى فى دعم علاقات مصر مع دول الاتحاد فى مجمله والتعاون والتشاور معه فى القضايا السياسية والاقتصادية والتنموية ذات الاهتمام المشترك موضحا ان ذلك تجلى فى العديد من المواقف والتى من بينها زيارة شخصيات كبيرة من الاتحاد الاوروبى لمصر الى جانب ان مصر تتفاوض على الانتهاء من اتفاق المشاركة الجديد مع الاتحاد الاوروبى والمأمول توقيعة فى غضون الفترة المقبلة ،منوها بأن لألمانيا دور ايجابى وفعال فى التأثير على الاتحاد الاوروبى ومؤسسات فيما يتعلق بالشراكة مع مصر.

وقال سفير مصر لدى المانيا إنه منذ أن تم الإعلان عن استضافة مصر لقمة التغيرات المناخية بشرم الشيخ فى نوفمبر المقبل بدأ الجانبان المصرى والالمانى سلسلة من المناقشات حول مخرجات المؤتمر وكيفية دعم مصر فى الخروج بالنتائج المرجوه منه وتقديم الدعم لفريق التفاوض المصرى وللجهات المختصة المعنية بالمؤتمر مشيرا الى ان المبعوثة الخاصة بالمناخ جينيفر مورجان قامت بزيارة لمصر مرتين على رأس الفريق المعنى بتغيير المناخ فى الخارجية الالمانية.

وأوضح أنه يجرى حاليا التشاور بين الجانبين على تنفيذ عدد من المشروعات الكبرى فى مصر للتكيف مع تغيير المناخ بمناسبة انعقاد المؤتمر على أراضيها بشرم الشيخ حيث تقوم الشركات الالمانية بعرض تقديم دعم المساندة لمصر فى اقامة فعاليات جانبية على هامش المؤتمر للمشاركيين فيه .

وأشار إلى أن مكونا رئيسيا من الحكومة الالمانية الحالية حزب الخضر المعروف عنه اهتمامه بالبيئة والمناخ حتى ان وزيرة الخارجية وهى من حزب الخضر قررت أن تأخذ مسئولية البيئة والعمل البيئى من وزارة الاقتصاد والحقتها بوزارة الخارجية وعينت مبعوثا خاصا لها للتغيرات المناخية.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2