يرى كبير الباحثين في معهد دراسات الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية فاسيلي كاشين، أن الصراع قد يتصاعد حول تايوان في أغسطس وسط الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة.
وقال الباحث الروسي -في تصريحات وفق ما نقلته وكالة أنباء (تاس) الروسية اليوم الجمعة- :"إذا تمت الزيارة، فقد نشهد تصعيدًا للوضع حول تايوان بل وتصعيدًا للصراع. لا أعتقد أنه سيكون عملًا عسكريًا فوريًا واسع النطاق. ربما لن نصل إلى تلك النتيجة على الاطلاق لكن ستكون هناك خطوات عسكرية مهددة إلى حد ما".
ووفقًا للخبير، قد يشمل ذلك اجراء التدريبات العسكرية وانتهاك الخط (الموجود بشكل غير رسمي بين البر الرئيسي للصين والجزيرة) أو القيام بمحاولات لحصار تايوان.
وأضاف "إذا تمت الزيارة بعد كل شيء، فقد نشهد تطورًا خطيرًا إلى حد ما في الأحداث". وتكهن كاشين بأن الصراع قد يتصاعد إلى أعمال عدائية واسعة النطاق في المستقبل.
وتابع: "على الارجح لن يحدث ذلك على الفور ستكون هناك فترة تصعيد قد تستمر عدة اسابيع عندما يتم الادلاء بتصريحات وسيتم اتخاذ بعض الخطوات العسكرية كمحاولات لترهيب هذا الجانب أو ذاك" ويعتقد الباحث أن الوضع حول الجزيرة سيظل متوترا للغاية خلال العامين المقبلين.
وأشار إلى أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للولايات المتحدة لحدوث شئ في تايوان لأن القوات الأمريكية الرئيسية يتوجه تركيزها إلى أوروبا بسبب الصراع في أوكرانيا.
وقال كاشين: "من الصعب أن يكونوا مستعدين تماما لأننا نتحدث عن تهديد بصراع على عكس ما حدث منذ الحرب العالمية الثانية. إنه تهديد بنزاع عسكري واسع النطاق بمشاركة طيف كامل من قدرات الحرب البحرية، ودرجة عدم اليقين في مثل هذه الصراعات عالية بشكل خاص".
ويرى أن التقييمات الذاتية للوضع في جزء من القيادة الأمريكية أمر مهم، موضحا أن "الكثيرين في الولايات المتحدة ما زالوا يعتقدون أن تفوق الولايات المتحدة هو أمر هائل وساحق لدرجة أنه يسمح لها بالتعامل مع أزمتين في وقت واحد، وبالتالي قد يقومون بهذه المخاطر. وقد يؤثر على تصرفات الولايات المتحدة مخاوفهم من أن تصبح الصين أقوى إذا انتظروا لفترة أطول لذلك سيكون من الأفضل توجيه ضربة حاسمة في الوقت الحالي حتى لو كان الوضع دون المستوى الأمثل".
وأشار إلى أن هناك آراء مختلفة بشأن زيارة بيلوسي ل تايوان داخل الإدارة الأمريكية "لا نعرف مقدار الحقيقة الموجودة في هذه التقارير الإعلامية حول الزيارة. ربما تكون هذه الخلافات إما مبالغ فيها أو اخترعها الصحفيون. ولكن، حتى لو كانت موجودة، فإنها لا تلغي حقيقة أن جزءًا كبيرًا من النخبة الأمريكية تريد هذا الصراع وهو استفزاز خطير للغاية من حيث المبدأ. وإذا تمت الزيارة فإن احتمالية نشوب صراع عالية للغاية".
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل الإعلام أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي بيلوسي - ثالث أعلى مسؤول في التسلسل الهرمي للدولة الأمريكية - تخطط لزيارة تايوان في أغسطس. ووفقًا للتقارير، فقد خططت للقيام بهذه الزيارة في وقت سابق من شهر أبريل، لكن يُزعم أنها لم تذهب بسبب الإصابة بفيروس كوفيد. وستكون هذه الرحلة أول زيارة لرئيس مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية.