اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الاثنين، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس - في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسًا تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وساحاته، واستمعوا لشروح حول هيكلهم المزعوم.
وتواصل جماعات الهيكل المزعوم إطلاق الدعوات لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى، في السابع من أغسطس الجاري، بزعم أنه يتزامن مع ما يسمى ذكرى خراب الهيكل.
ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين يوميا على فترتين صباحية ومسائية، باستثناء يومي الجمعة والسبت، وتزداد كثافة تلك الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية، في محاولة لفرض التقسيم الزماني في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ومن ناحية أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، محافظ القدس عدنان غيث.
واقتحمت قوات الاحتلال منزل المحافظ غيث في بلدة سلوان جنوب القدس المحتلة، وفتشته وعبثت بمحتوياته، قبل اعتقاله.
يذكر أن المحافظ غيث كان قد اعتقل من قبل قوات الاحتلال أكثر من 17 مرة منذ توليه منصبه محافظا للقدس، كما تمنعه من دخول الضفة، بذريعة تواصله مع القيادة الفلسطينية.
كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم، حملة اعتقالات واسعة طالت 39 مواطنا من الضفة الغربية بما فيها القدس، غالبيتهم من الخليل.
ففي محافظة الخليل، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اعتقالات طالت ثلاثين مواطنا على الأقل خلال عمليات دهم وتفتيش نفذتها في مناطق متفرقة من المحافظة.
وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال محمد البنا من منطقة خلة العامود شرق المدينة، ومأمون يوسف حنني من بلدة بيت فوريك، وفي قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال، ثلاثة فلسطينيين، كما اعتقلت قوات الاحتلال، الشاب حسين محمد حسين عيسة، بعد أن داهمت منزله في بلدة صانور بجنين.
وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال، الأسير المحرر نضال نعيم أبو عكر (55 عاما)، وباسل دعامسة (26 عاما)، من مخيم الدهيشة.
وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الفتى ثائر وجدي صافي (17 عاما)، بعد أن داهمت منزل ذويه في مخيم الجلزون.
ومن مخيم شعفاط شرق القدس، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، الشاب محمد الهندي ونقلته إلى أحد مراكزها في المدينة.
كما اقتحم مستوطنون، اليوم، منطقة الرأس الأحمر، جنوب شرق طوباس.
وفي السياق، أصيب مواطن فلسطيني، اليوم، بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت أحياء عدة في نابلس، وسط إطلاق النار؛ ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بالرصاص الحي في الفخد، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مقر نادي هلال القدس، وأجبرت الطلاب والأطفال والموظفين، على مغادرته تحت تهديد السلاح.
كما هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، منزلا في الجهة الغربية من بلدة كفر الديك، غرب سلفيت.
وقال رئيس بلدية كفر الديك محمد ناجي إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بتعزيزات عسكرية وجرافتين، وشرعت بهدم منزل في منطقة "الخلال".
وفي قطاع غزة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنا من القطاع يدعى محمد عبد السلام عوض، خلال دخوله عبر معبر بيت حانون "ايريز" شمال قطاع غزة.
ومن جهة أخرى، قال نادي الأسير الفلسطيني، إن نتائج الفحوص الطبيّة الخاصّة بالمعتقل شادي غوادرة (34 عامًا)، من بلدة بير الباشا في جنين، بينت أنه غير مصاب بورم سرطاني، وإنما يعاني من التهابات في الرئة والمعدة، نتيجة لآثار الإصابة التي تعرض لها أثناء اعتقاله.
وأوضح نادي الأسير، أن غوادرة الذي تعرض لإهمال طبيّ متعمد على مدار سنوات اعتقاله، عانى مؤخرًا من تفاقم في وضعه الصحيّ، وبعد فحوص أولية أُجريت له في يونيو الماضي، والتي تمت بعد مطالبات عديدة، كشفت في حينه عن وجود ورم لم تحدد طبيعته، إلى أنّ أجريت له مؤخرًا فحوص طبية أخرى، بينت أنّه غير مصاب بورم سرطانيّ.
وأضاف أنّ غوادرة القابع في سجن "نفحة" كان يبلغ من العمر 15 عامًا عند اعتقاله عام 2003، وتعرض للإصابة بسبع رصاصات، وخضع لعدة عمليات جراحية، تم خلالها استئصال أجزاء من معدته، وحكم عليه الاحتلال لاحقًا بالسّجن مدى الحياة.
وأشار نادي الأسير إلى أنّ المعتقل غوادرة بحاجة إلى متابعة صحية وفحوص دورية لمراقبة وضعه الصحيّ، خاصة أنّ العشرات من المعتقلين الذين عانوا في البداية من مشاكل صحية وكانوا بحاجة لمتابعة، تفاقم وضعهم الصحي، جرّاء سياسة الإهمال الطبي، حتّى تحوّلت مشاكلهم الصحية إلى أمراض مزمنة يصعب علاجها، ومنهم من اُستشهد بعد سنوات.
يذكر أن عدد المعتقلين المرضى في سجون الاحتلال بلغ نحو 600، من بينهم 200 معتقل يعانون أمراضًا مزمنة، وبحاجة لمتابعة صحية حثيثة.
ومن ناحية أخرى، قالت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان الفلسطينية، إنها تنظر بخطورة بالغة لصمت المجتمع الدولي تجاه الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وتكرر مطالبتها له بالتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ حياتهم من بطش الاحتلال ووقف سياسة الاعتقال الإداري، وتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقل عواودة المضرب عن الطعام.
ووفقاً لمتابعات مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان يواصل المعتقل خليل عواودة (40 عاما)، من بلدة إذنا غرب الخليل، المضرب عن الطعام لليوم (141) على التوالي رفضاً لقرار الاعتقال الإداري، فإنه يعاني من أوجاع حادة في المفاصل، وآلام في الرأس ودُوار قوي وعدم وضوح في الرؤية، ولا يستطيع المشي، ويتنقل على كرسي متحرك.
وتتعمد إدارة معتقلات الاحتلال نقل عواودة بشكل متكرر إلى المستشفيات المدنية، بدعوى إجراء فحوصات طبية له، لكن في كل مرة تتم إعادته دون إجرائها، بذريعة أنه لم يصل إلى مرحلة الخطورة.
وأشارت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان إلى أن الاعتقال الإداري الذي تستخدمه قوات الاحتلال هو إجراء غير قانوني يسمح بتوقيف فلسطينيين لفترة غير محددة، دون توجيه تهمة معينة، بل استناداً إلى معلومات سرية، بناءً على أمر صادر من القائد العسكري الإسرائيلي بموجب صلاحياته المخولة له وفقا للأمر العسكري رقم (1651)، والأوامر العسكرية اللاحقة التي كان آخرها تخويل قائد المنطقة العسكري إصدار قرارات بالاعتقال الإداري.
وجددت مطالبتها للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الفلسطينيين وفقا للالتزامات والاتفاقيات الدولية، وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل العاجل وإجراء الزيارات المستمرة لمنع مزيد من تدهور الوضع الصحي للأسير عواودة، وناشدت منظمات المجتمع المدني ومدافعي حقوق الإنسان وأحرار العالم للقيام بتفعيل حملات التضامن الدولي مع المعتقلين الفلسطينيين وإلى الضغط على حكوماتهم من أجل إجبار دولة الاحتلال على احترام قواعد القانون الدولي، وقواعد العدالة الدولية.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت عواودة بتاريخ 27/12/2021، وحولته للاعتقال الإداري بدون أن توجه له أي اتهام، كما اعتقل سابقا في معتقلات الاحتلال عدة مرات، حيث كان قد أضرب لمدة 111 يومًا، وعلق إضرابه أسبوعًا فقط وعاد للإضراب بعد تنصل إدارة السجن في إيجاد حل لقضيته وتجديد الاعتقال الإداري له لمدة 4 أشهر، وهو التجديد الثاني له رغم حالته الصحية الحرجة.