أعلن البنك المركزي المصري أن حساب المعاملات الجـاريـة خلال الفترة ما بين يوليو ومارس من السـنة المالية 2021 /2022 ؛ أسفر عن عدم تغير في العجز الذي بلغ نحو 13.6 مليار دولار، بالرغم من زيادة عجز الميزان التجاري السـلعي بمقدار 3 مليارات دولار نتيجة زيادة المدفوعات عن الواردات السلعية (بترولية وغير بترولية) بنحو 14.9 مليار دولار مقارنة بالفترة المناظرة من العام المالي السابق.
وأوضح البنك في بيان، اليوم الخميس، أن ذلك يأتي انعكاسًا لما يشهده العالم في الوقت الحالي من موجات تضخمية، غير مسبوقة نتيجة لعودة النشاط الاقتصادي للقطاعات التي أغلقت جراء جائحة كورونا والتأثيرات السلبية للأزمة الروسية الأوكرانية، بالتزامن مع العقوبات المفروضة من الغرب على روسيا، والتي اسهمت في الارتفاع غير المسبوق لأسعار الطاقة والسلع الأساسية، مما دفع الكثير من الدول للاتجاه نحو التشديد النقدي لمواجهة هذا التضخم.
وأشار إلى أن الاقتصاد المصري، قد تأثر بهذه التطورات كسائر بلدان العالم؛ فبالإضافة إلى ارتفاع فاتورة الواردات في ظل ارتفاع الأسعار العالمية، تخارجت اسـتثمارات الأجانب من محفظة الأوراق المالية، والتي تم ســدادها دون أي تأخير، مما أدى إلى تراجع صـافي التدفقات للداخل في حساب المعاملات الرأسمالية والمالية، لتسـفر الفترة ما بين يوليو ومارس من السنة المالية 2021 /2022، عن تحقيق ميزان المدفوعات عجزا كليا بلغ نحو7.3 مليار دولار سجل كله تقريبا خلال الفترة ما بين يناير ومارس 2022.
وأرجع البنك، العوامل التي أثرت سلبا على حساب المعاملات الجارية الى ارتفاع عجز الميزان التجاري غير البترولي بمعدل 22.5 %؛ ليصـل إلى نحو 37.7 مليار دولار (مقابل نحو30.7 مليار دولار خلال الفترة المناظرة)، نتيجة لارتفاع المدفوعات عن الواردات السلعية غير البترولية بما يفوق الزيادة في المتحصلات من الصادرات السلعية غير البترولية، حيث ارتفعت المدفوعات عن الواردات السلعية غير البترولية بنحو 11.7 مليار دولار لتسجل نحو 57.1 مليار دولار، وقد تركزت الزيادة في الواردات في مستلزمات الإنتاج مثل البوليميرات بروبيلين والمركبات غير العضـوية أوالعضوية، والحديد صب زهر والمحاصيل الزراعية وعلى رأسها فول الصويا، والذرة، والقمح، لارتفاع الأسعارالعالمية، الأدوية، ومحضرات الصيدلية والشاش والأمصال (في ظل جهود الدولة لمكافحة فيروس كورونا ).
وأضاف أن حصيلة الصادرات السلعية غير البترولية ارتفعت بنحو 4.7 مليار دولار لتسجل نحو19.4 مليار دولار، وقد تركزت الزيادة في الصادرات من السلع تامة الصنع وعلى رأسها الأسمدة الفوسفاتية أو المعدنية، والملابس الجاهزة، والأدوية، وأجهزة ارسال واستقبال، للاذاعة أو التليفزيون، والأجهزة الكهروبائية للاستعمال المنزلي بالاضافة الى إلى السلع المصنعة وعلى رأسها المركبات غير العضوية أو العضوية والبوليميرات ايثيلين وبروبيلين.
وأشار "المركزي" إلى ارتفاع عجز میزان دخل الاستثمار" بمعدل 27.2% ليسجل نحو11.3 مليار دولار مقابل نحو 8.9 مليار دولار كمحصلة لارتفاع مدفوعات دخل الاستثمار بمقدار 2.7 مليار دولار لتسجل نحو 11.8 ملیار دولار انعكاسا لارتفاع كل من الأرباح المحققة على الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر والفوائد والتوزيعات المدفوعة على استثمارات غير المقيمين في السـندات والأوراق المالية المصرية.
وأوضح أن متحصلات دخل الاستثمار ارتفعت بمقدار259.1 مليون دولار لتسـجل 579.2 مليون دولار مقابل 320.1 مليون دولار خلال الفترة المناظرة كنتيجة أسـاسـية لارتفاع الفوائد والتوزيعات المحصلة على السندات والأوراق المالية الأجنبية.
وذكر المركزي أنه حد من تفاقم العجز في الحساب الجاري العوامل الإيجابية كارتفاع فائض الميزان الخدمي بنحو 4.8 مليار دولار ليسجل نحو 7.9 مليار دولار لزيادة الإيرادات السياحية بنحو 5.1 مليار دولار لتسجل نحو 8.2 مليار دولار مقابل نحو 3.1 مليار دولار خلال الفترة المناظرة، بالرغم من تأثرها سلبيا بغياب السائحين من روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الأزمة بينهما.
وأشار الى ارتفاع متحصلات النقل بمعدل 27.8% لتسجل نحو 7 مليارات دولار مقابل نحو 5.5 مليار دولار، كنتيجة أساسية لارتفاع إيرادات قناة السويس بمعدل 16.9% لتسجل نحو 5.1 مليار دولار مقابل 4.3 مليار دولار .
وأوضح أن فائض الميزان التجاري البترولي ارتفع بنحو 4 مليارات دولار ليسجل نحو 4.1 مليار دولار مقابل174.9 مليون دولار خلال ذات الفترة من السنة المالية السابقة، كنتيجة أساسية لتصاعد قيمة الصادرات من الغاز الطبيعي لتسجل نحو 5.6 مليار دولار (منها نحو 2.5 مليار دولار خلال الفترة أكتوبر وديسمبر 2021، ونحو 2.6 مليار دولار خلال الفترة يناير ومارس 2022)، في ضـوء الارتفاع الملحوظ في الأسعارالعالمية، وزيادة الكميات المصـدرة منه مع فتح أسواق جديدة في تركيا وأوروبا على رأسها إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وكرواتيا واليونان.
وأشار إلى ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج بمعدل طفيف بلغ 1.1% لتسجل نحو 23.6 مليار دولار مقابل نحو 23.4 مليار دولار خلال الفترة المناظرة من العام المالي السابق.
وعلى صعيد حساب المعاملات الرأسمالية والمالية اشار المركزي إلى تراجع صافي التدفق للداخل خلال الفترة ما بين يوليو ومارس من السنة المالية 2021 /2022 بمعدل 36.6% ليقصتير على نحو 10.8 مليار دولار مقابل نحو 17.1 مليار دولار خلال الفترة المناظرة.
وأضاف تحولت الاستثمارات بمحفظة الأوراق المالية في مصر من صافي تدفق للداخل بلغ نحو 16 مليار دولار إلى صافي تدفق للخارج بلغ نحو 17.2 مليار دولار تركزت أساسا خلال الفترة يناير ومارس 2022 حيث سجلت نحو 14.8 مليار دولار صافي تدفق للخارج، وجاء هذا التخارج ليعكس قلق المستثمرين على أثر اندلاع الصراع الروسي الأوكراني والتخوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة، بالإضافة إلى السياسات النقدية الانكماشية التي ينتهجها الفيدرالي الأمريكي والتي تؤدي بدورها إلى نزوح الأموال الساخنة من الأسواق الناشئة.
وأشار الى أن تحقيق القروض والتسهيلات الخارجية متوسطة وطويلة الأجـل صافي استخدام اقتصر على نحو 1.3 مليار دولار (مقابل صافي استخدام بلغ نحو 5 مليارات دولار)، على خلفية ارتفاع المسدد ليسجل نحو 5 مليارات دولار مقابل نحو 2.4 مليار دولار، وتحقيق المستخدم تراجعا ليسجل نحو 6.3 مليار دولار مقابل نحو 7.4 مليار دولار.
وأضاف أن سجل التغير على التزامات البنك المركزي صافي تدفق للداخل بلغ نحو 16.4 مليار دولار، منها نحو 14.1 مليار دولار محققة خلال الفترة ما بين يناير ومارس 2022، تمثل اغلبها في ودائع الدول العربية.
وأشار الى تصاعد صافي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر بمعدل 53.5% ليسجل نحو 7,3 مليار دولار، حيث شهد صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالقطاعات غير البترولية ارتفاعا بنحو 3.9 مليار دولار ليسجل تدفق للداخل بلغ نحو 9 مليارات دولار منها نحو 4.6 مليار دولار خلال الفترة ما بين يناير ومارس 2022 كمحصلة لارتفاع صافي التدفقات الواردة من الخارج بغرض تأسيس شركات جديدة أو زيادة رؤوس الأموال بنحو 1.5 مليار دولار لتسجل نحو ٢٫٦ مليار دولار منها 208.2 مليون دولار مبالغ واردة لتأسيس شركات جديدة، كمالل زادت حصيلة بيع شركات وأصول إنتاجية لغير مقيمين بنحو 2.2 مليار دولار لتسجل نحو 2.3 مليار دولار.
وأضاف أن صافي التحويلات الواردة لشراء عقارات في مصر بمعرفة غير مقيمين ارتفع بمقدار 189.8 مليون دولار لتسجل 643.5 مليون دولار، فيما استقر صافي الأرباح المرحلة وفائض الأرصدة الدائنة عند نحو 3.5 مليار دولار.
وفيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية المباشرة بقطاع البترول، أشار المركزي إلى أن الاستثمارات سجلت صافى تدفق للخارج بلغ نحو 1٫7 مليار دولار مقابل صافی تدفق للخارج اقتصر على 322.5 مليون دولار خلال الفترة المناظرة، كمحصلة لارتفاع التحويلات إلى الخارج والتي تمثل استرداد التكاليف التي تحملها الشركاء الأجانب خلال فترات سابقة في أعمال البحث والتنمية والتشغيل لتصل إلى نحو 5.4 مليار دولار مقابل نحو 4.6 مليار دولار، كما انخفض اجمالي التدفق للداخل والذى يمثل استثمارات جديدة لشركات بترول أجنبية ليقتصر على نحو 3.8 مليار دولار مقابل نحو 4.3 مليار دولار.