شتاء 2023

شتاء 2023ماريان جرجس

الرأى11-8-2022 | 07:58

لا ينفك الألم عن كونه شاهدًا على رواية البشرية وملحمة الحياة، ولكن خلق الله المخارج من الكروب، وبين تلك النقطتين يظل الإنسان جاهدًا كي ينجو، فلقد خُلقنا لننجو!

ومع تأزم الصراعات الدولية تزداد معاناة البشرية أكثر وأكثر سواء على صعيد الأمن الغذائي أو المائي أو التوازن البيئي المُهدد، أو نقص الطاقة، ف شتاء 2023 قد يكون الشتاء الأكثر قسوة على أوروبا ، ليس فقط بسبب انخفاض مخزون الطاقة وبدائل النفط الروسي المعدومة ، ولكن لما تتوقعه الأرصاد المُناخية من شُح في المياه والأمطار وجفاف كثير من المناطق اثر التداعيات السلبية للمُناخ مع غلاء الأسعار وتراجع القوة الشرائية وذلك لا يهدد فقط الشعوب الأوروبية من حيث نقص السلع بل يزداد الأمر سوءًا عندما نعلم أن تلك الموجة من الغلاء في البلدان النامية ستزيد من موجات الهجرة الغير نظامية إلى بلدان أوروبا الساحلية هروبًا من سوء الظروف الاقتصادية في كثير من الدول العربية والإفريقية ، وهنا ستواجه أوروبا أصعب التحديات على مر التاريخ.

لا شك أن ذلك الشتاء سيكون صعبًا على البشرية جمعاء ، ولكن السعي للنجاة هو الحل الوحيد هنا، وهذا ما تفعله مصر على الجانب الأخر من الكوكب والمواجه للقارة العجوز ، وعلى الرغم من التحديات الداخلية التي كانت تواجهها مصر بمفردها ولكن يبدو أن مصر سيكون لها دور حقيقي في حل كثير من مشكلات شتاء 2023 ؛ والتي بدأت بالفعل بتوقيع مذكرات تعاون وشراكة مع الاتحاد الاوروبى لتوريد الغاز المسال لأوروبا ، إيمانا من مصر بأن لها دور ايجابي لحل واحدة من مأسى البشرية ، وهنا ستقف صامتة منظمات حقوق الإنسان التي كانت تدعى افتراءات لا أساس لها من الصحة، عندما ترى الدولة المصرية تتبنى حقوق الإنسان في العالم بل وتمارس إنسانيتها وواجبها تجاه الجنس البشرى غير مستغلة الظروف السياسية التي تمر بها دول أوروبا.

أمّا على صعيد المُناخ فستسعى مصر بجهود حثيثة في نوفمبر القادم كي تنظم خارطة طريق وترسم مسارًا للحد من الآثار السلبية للمُناخ .

أمّا عن توطين صناعات الغذاء وتأمين السلع الإستراتيجية وزيادة الرقعة الزراعية وكل الجهد الذي بذلته مصر لتحقق الأمن الغذائي، ربما يوما ما سُيرجع مصر إلى مكانتها كسلة غذاء العالم كما كانت يومًا ما.

ومن أجل كل ما سبق ، يبقى المستقبل في مصر ، ولابد أن تبقى الاراضى المصرية هي مستهدف المستثمرين ، لابد من نقل الصناعات التي يمكن نقلها إلى الشرق الأوسط حيث يتوافر الغاز بوفرة بدلا من توقف صناعاتهم الآن في أوروبا في ظل السياسات المٌقيدة والحد من استخدام الغاز والتي جعلت بعض من المصانع تلجأ لشراء الغاز من الأسواق الفورية.

إن مصر ستظل بقعة نور في كوكب يكاد أنواره تنطفئ فتكون خريفًا هادئًا عاقلاو صيفًا لطيفًا وشتاءًا دافئًا وربيعًا عذبًا .

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2