أظهرت الدراسات السابقة أن أدمغة الطيور المغردة والببغاوات تحتوي على أعداد كبيرة جدا من الخلايا العصبية في دماغها، وأحيانا أكثر من القرود
ولكن في حين أن فكرة الأداء المعرفي مرتبطة بإجمالي عدد الخلايا العصبية للحيوان تبدو بديهية، فإنها تفتقر إلى الأدلة الكافية.
ووجدت مقارنة حديثة بين القرود والغربان والحمام أن إجمالي عدد الخلايا العصبية هو مؤشر ضعيف للقوة المعرفية المطلقة، على الرغم من أنها قد تفسر سرعة تعلم الحيوان أو قدرته على التكيف مع المواقف
ووجدوا أن أنواع الطيور التي تحتوي على أعداد أكبر من الخلايا العصبية كانت أيضا أكثر قدرة على الابتكار، بحسب دراسة نشرت في مجلة Nature Ecology and Evolution.
وخلص الباحثون إلى أنه "إذا كان الطائر يحتوي على عدد كبير بشكل غير متناسب من الخلايا العصبية في جزء كبير من دماغه الأمامي، فيجب أن ينتج هذا دماغا أكبر من حيث القيمة المطلقة ويتناسب مع حجم جسمه".
وتشير النتائج إلى أن ذكاء الطيور يعتمد على "تخصيص غير متناسب للخلايا العصبية للمهام الإدراكية".
هذا ويعد قياس الذكاء أكثر تعقيدا بكثير من حساب الخلايا العصبية أو تحديد مدى كثافة هذه الخلايا في مكان معين
كما يعتقد الباحثون أن ذكاء الطيور له علاقة بكيفية التحكم في الشبكات الموزعة على نطاق واسع في الدماغ وتكاملها.
وكتبوا: "هذه النتيجة الأخيرة تتفق مع فكرة أن الحيوانات التي لديها أدمغة كبيرة لمجرد أن لديها أجساما كبيرة جدا ليست بالضرورة الأكثر ذكاء".
يقول عالم الأحياء لويس لوفيفر من جامعة ماكجيل في كندا: "عدد الوقت الذي يقضيه الصغار في العش أثناء تطور أدمغتها قد يلعب أيضا دورا مهما في تطور الذكاء، والأنواع الأكبر من الغربان والببغاوات، والمعروفة بذكائها، تقضي وقتا أطول في العش، ما يتيح مزيدا من الوقت للدماغ لينمو ويراكم الخلايا العصبية البهلوانية"