أكد رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة الدكتور عماد الدين عدلي، أن الشباب أحد المقومات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، ليس في مصر أو المنطقة العربية فقط، وإنما في كل العالم، باعتبار أنهم يمثلون الركيزة الرئيسية لإحداث التغيير، فهم يمتلكون المعرفة والقدرة على إحداث التغيير المطلوب باتجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واستعرض عدلي خلال مشاركته في احتفالية «اليوم العالمي للشباب لعام 2022»، التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بالقاهرة، الدور الذي يمكن أن يقوم به الشباب في التحضير لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-27)، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ، في نوفمبر المقبل.
وتطرق عدلى إلى مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، التي أطلقتها جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة بالشراكة مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، كأول مبادرة لحشد جهود المجتمع المدني في التحضير لمؤتمر شرم الشيخ، والوصول بمفاهيم التغيرات المناخية وأسبابها وتأثيراتها إلى كل بيت في مصر، من خلال المنصات المحلية للمبادرة في جميع المحافظات.
يهدف اليوم العالمي للشباب، الذي يُقام بالشراكة بين الأمم المتحدة وزارة الشباب والرياضة، إلى توفير منصة للشباب المصري حيث يمكنهم المشاركة والمساهمة وتقديم وجهات نظر وحلول تغير المناخ، مع ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والحكومة.
وشكلت الاحتفالية، التي جاءت تحت شعار «التضامن بين الأجيال.. خلق عالم لكافة الأعمار»، بحضور وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، وممثلي منظمات الأمم المتحدة في مصر، فرصة للاستماع إلى أصوات الشباب، والتعرف على مقترحاتهم ومبادراتهم وحلولهم الهادفة إلى تعزيز العمل المناخي، في ضوء استضافة مصر لقمة المناخ في شرم الشيخ.
وفي إطار أنشطة مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، التي أطلقتها جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة، بالتعاون مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، استعداداً لمؤتمر (COP-27)، عقدت المنصة المحلية للمبادرة في محافظة الشرقية ندوة تثقيفية للتوعية بمخاطر التغيرات المناخية، تحت عنوان «هجوم الكارثة البيئية.. فلنقاوم»، وذلك بقرية «العصلوجي»، التابعة لمركز الزقازيق، بالتعاون مع مديرية الزراعة، وجامعة الزقازيق.
استهلت المهندسة سامية عسل، مدير عام بمديرية الزراعة، اللقاء بشرح قضية التغيرات المناخية، مشيرةً إلى أنها المقصود بها التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، وقد تكون هذه التحولات طبيعية من خلال التغيرات في الدورة الشمسية، أو تكون بسبب الأنشطة البشرية، التي أصبحت بالفعل المسبب الرئيسي للتغيرات المناخية، نتيجة حرق الوقود، الذي ينتج عنه انبعاثات غازات الدفيئة، التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأشارت إلى أن هناك أسباب أخرى للانبعاثات الحرارية، منها استخدام الفحم في التدفئة، وحرق المخلفات الصلبة والزراعية، التي تؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، كما تعتبر مدافن القمامة مصدراً رئيسياً لانبعاث غاز الميثان، فضلاً عن إنتاج واستهلاك الطاقة، والأنشطة الصناعية، والنقل، والمباني، حتى الأنشطة الزراعية يمكن أن تتسبب في انبعاثات غازات الدفيئة.
وحذرت عسل من أن حرارة الأرض أصبحت أكثر دفئاً في الوقت الراهن بمقدار 1.1 درجة مئوية، عما كانت عليه أواخر القرن الـ19، في حين أن «اتفاق باريس 2015» يدعو إلى العمل على تجنب ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، وأضافت أن العقد الماضي، بين عامي 2011 و2020، كان الأكثر دفئاً على الإطلاق.
وقال الدكتور خالد محروس، عميد كلية التكنولوجيا والتنمية بجامعة الزقازيق، إن كثيراً من الناس يعتقدون أن تغير المناخ يقتصر فقط على ارتفاع درجات الحرارة، ولكن هذا ليس سوى إنذار لحدوث كارثة، نظراً لأن الأرض عبارة عن نظام متصل، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع الحرارة في منطقة ما، إلى تغييرات في العديد من المناطق الأخرى.
وأوضح أن عواقب تغير المناخ يمكن أن تشمل العديد من المخاطر، منها الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق، وارتفاع مستوى سطح البحر، والفيضانات، والأعاصير والعواصف الكارثية، إضافة إلى تدهور التنوع البيولوجي، مشيراً إلى أن هناك بعض الحلول التي يمكن من خلالها التخفيف من حدة هذه التأثيرات، منها التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وإعادة تدوير المخلفات، واستخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، وغير ذلك من الممارسات التي جاءت ضمن ميثاق شرف مواجهة التغيرات المناخية.
وفي بور سعيد ، عقدت المنصة المحلية للمبادرة ندوة بعنوان «ترشيد استهلاك المياه ضرورة مجتمعية»، بالتعاون مع مركز النيل للإعلام، وإدارة التربية البيئية والسكانية بمديرية التربية والتعليم، والإدارة المركزية للتوعية والإرشاد المائي بوزارة الري، ومشاركة المجلس القومي للمرأة.
وقال إيهاب الدسوقي، منسق المنصة المحلية لمبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27» بمحافظة بورسعيد، إن الندوة تضمنت التوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياه، في ظل تداعيات التغيرات المناخية.
وأكد المشاركون أن استضافة مصر لمؤتمر المناخ (COP-27) خير دليل علي اهتمام الدولة بضرورة وضع عدد من الآليات للحد من هذه التغيرات، وأن أول هذه الآليات هي الوعي والسلوك للجميع، حيث تم التأكيد على أهمية تعديل سلوكياتنا اليومية في استخدام المياه، بما يسهم في توفير كميات كبيرة من المياه المستهلكة.