نشرت مجلة "أكتوبر" المصرية حوارا خاصا مع وزير الشباب والرياضة اللبناني في حكومة تصريف الاعمال الدكتور جورج كلاس، على هامش اجتماع وزراء الشباب والرياضة العرب، جاء فيه: "شهدت أروقة وزارة الشباب والرياضة اللبنانية، نشاطا ملحوظا في مختلف قطاعاتها خلال الأشهر القليلة الماضية، وفي فترة وجيزة ترجم وزير الشباب والرياضة جورج كلاس طموحاته للارتقاء بواقع الرياضة والشباب في مختلف المجالات واكتشاف المواهب وتنميتها والارتقاء بها وتطويرها من أجل خدمة لبنان، إلى أفعال مجسدة".
وإليكم نص الحوار:
سئل: شاركتم معاليكم فى لقاء وزراء الشباب والرياضة العرب مع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في اطار مؤتمر وزراء الشباب والرياضة العرب الخامس والاربعين الذي تسلم رئاسة مكتبه التنفيذي وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور اشرف صبحي، وأقر بشكل نهائي اعتماد بيروت عاصمة للشباب العرب 2022 بإجماع الدول الاعضاء، فما هو انطباعكم عن لقاء الرئيس السيسي، وما هي اهم التوصيات التى تم اقرارها في ما يتعلق بلبنان؟.
أجاب: "الرئيس السيسي شخصية استثنائية، تدرك أنها تحمل على كاهلها حملا كبيرا في توقيت صعب، تدرك أنها تقود بلدا بحجم وقيمة وموقع مصر الجغرافي والسياسي والتاريخي والحضاري، فتمضي به في طريق النهضة والعمران والتطور والرقي واستعادة الموقعية ونحو بناء "الجمهورية الجديدة"، وهو ما بدأنا نتلمسه ونشاهده في كل مكان فيها، وتدرك أنها تلعب دورها الرئيسي في قيادة أمة كاملة تعاني ما تعاني".
أضاف: "سنحت لي هذه الفرصة كي ألتقي بهذه الشخصية الفذة ذات الرؤية الواضحة، التي تبرز في كل كلمة وعبارة وتصرف، في العودة بمصر الغالية نحو المستقبل، وربطها بماضيها المجيد، وفي اهتمامه بكل ما يتعلق بالتنمية التي تبرز في المشروعات العملاقة كقناة السويس الجديدة والعاصمة الادارية والمدن الجديدة وشبكة الطرقات الهائلة، ومبادراته تجاه الشباب مثل "مستقبلنا في ايدينا" و"البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة" و"مهنتك مستقبلك" و"التحول الرقمي"، والدعم اللامحدود الذي يمنحه لوزارة الشباب والرياضة بقيادة الوزير النشيط الصديق الدكتور أشرف صبحي".
سئل: بخصوص تثبيت تمويل بيروت عاصمة الشباب العربي 2022 بمبلغ مائة ألف دولار، مع إمكانية زيادة المبلغ ومضاعفته، ماذا انجز فى هذا الاطار؟.
أجاب: "للأسف، لم ينجز شيء بعد سواء في مبلغ المائة ألف أو مضاعفته، والمسألة في يد قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية وإدارة الشباب والرياضة فيه، لصرف وتحويل "المبلغ "المضاعف" من الصندوق العربي لدعم الأنشطة الشبابية والرياضية الى وزارة الشباب والرياضة اللبنانية.
في هذا الاطار، تم طرح مسألة تسريع اجراءات التحويل من قبل دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي مع الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط، خلال زيارته الأخيرة الى بيروت، وترجم ذلك من خلال كتاب رسمي وجهناه كوزارة إلى معاليه بناء لتوجيهات دولة الرئيس. كما وجهنا كتابا بالمعنى نفسه الى معالي الدكتور أشرف صبحي، بصفته رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، نظرا لانعقاد المكتب التنفيذي قريبا، وكلنا ثقة بإحتضان معاليه لهذا الملف واهتمامه به، بإعتبار لبنان يعنيه تماما كما مصر، وكلنا إيمان أيضا بالرعاية الكاملة التي يحظى بها هذا الموضوع من قبل معالي الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون الاجتماعية، ومعالي الوزير المفوض فيصل الغسال، مدير ادارة الشباب والرياضة في الجامعة".
سئل: كان من أبرز مقررات مؤتمر وزراء الشباب والرياضة العرب الخامس والاربعين، الاعلان عن جائزة التميز العربية، واطلاق المبعوثين الافتراضيين للشباب العربي تحت عنوان طارق وبلقيس، وإطلاق جائزة "ذا فيرست" التي اقرها المجلس لاختيار افضل رياضي عربي رائد، والاعلان عن "الشارقة عاصمة الثقافة الرياضية العربية"، حدثنا عن اهمية ذلك؟.
أجاب: "يعكس ذلك كله، الدور المهم الذي يلعبه مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، وقطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية وإدارة الشباب والرياضة فيها، تجاه الشباب العربي، فهذه الانشطة الرائدة تعبر عن مدى ايمان الجامعة والحكومات العربية بدور الشباب وضروة احتضانهم ورعايتهم، وتحديدا من قبل وزراء الشباب العرب، وخصوصا في ظل الأحداث الكبرى المتتالية والتطورات العلمية والتكنولوجية وثورة الاتصالات، وما جائزة التميز العربي والمبعوثين الافتراضيين للشباب العربي وجائزة "ذا فيرست" والاعلان عن "الشارقة عاصمة الثقافة الرياضية العربية"، الا تعابير متنوعة وذات تأثير في اتجاهات مختلفة".
سئل: حقق لبنان العديد من الإنجازات في عهد معاليكم، آخرها الوصول إلى نهائي كأس آسيا لكرة السلة، وحصد سيدات نادي الصفاء لقب بطولة غرب آسيا لكرة القدم، فكيف تحديتم الصعاب والمعوقات للوصول الى تلك النتائج المشرفة؟.
أجاب: "سأكون عادلا ومنصفا بالقول إن الانجازات التي تحققت في كرة السلة وكرة القدم والعديد من الألعاب الرياضية، يعود الفضل فيها بشكل أساسي الى تضحيات الاتحادات الرياضية واللاعبين وأهاليهم، فهم يقاتلون باللحم الحي، ويستخدمون علاقاتهم ومبادراتهم الفردية لتمويل احتياجاتهم وتحقيق طموحاتهم، ونحن كوزارة نعمل حاليا كمساندين، في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي تعوق سبل الدعم والتمويل، ونسعى لوجستيا لتسهيل مهامهم ما أمكن ذلك، واستغل هذا المنبر العربي، لأوجه لهم التحية والشكر على ما يفعلون، بإسمي وإسم الحكومة وكل لبناني ساهموا في جلب الفرح الى قلبه".
سئل: ما هو تعقيب سيادتكم عن واقع الرياضة اللبنانية خلال السنوات الأخيرة؟.
أجاب: "واقع الرياضة اللبنانية خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ الربع الأخير من العام 2019 هو واقع صعب، بفعل الأحداث السياسية المتتالية التي عصفت بلبنان، وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية الهائلة على جميع القطاعات، وفي طليعتها الرياضة، وانهيار القوة الشرائية للعملة الوطنية، وابتعاد الشركات الراعية ورجال الأعمال عن الرياضة، بالاضافة الى ما تركته تداعيات الأوضاع الصحية على العالم ولبنان على السواء، وتراجع قدرة الدولة على دعم الحركة الرياضية الى حدود كبيرة للغاية، ولكن المبادرات الايجابية الكبيرة التي تقوم بها الاتحادات الرياضية هي أمر ترفع له القبعة، وهي موقع احترام من الجميع دون استثناء".
سئل: طلبتم سيادتكم استضافة لبنان للمركز العربي الإقليمي لمنتدى التعاون الإسلامي للشباب، ما هي اهمية هذه الاستضافة؟.
أجاب: "منتدى التعاون الإسلامي للشباب هو مؤسسة هامة، كونها مؤسسة جامعة، تقوم بالانشطة على مستوى العالم الاسلامي، وتقدم الدعم للمشاريع ذات الصلة، وقد كان لنا تجارب طيبة معها، ونعلم أن استضافة لبنان للمركز العربي الإقليمي للمنتدى، سوف يعزز من دور بلدنا في استقطاب الكوادر العربية والاسلامية للمشاركة في أنشطة ومشاريع كبيرة، ويخدم الشباب اللبناني في الاحتكاك واكتساب الخبرات، ويجعل من بيروت مركزا للتواصل، وهي مسألة ذات أبعاد كبيرة، خصوصا في ظل الاوضاع الصعبة التي نعيشها".
سئل: عبرتم عن شكركم للرئيس السيسي، باسم الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، على كل ما تقدمه مصر للبنان من دعم مستدام في مجالات الاقتصاد والغذاء والإغاثة الصحية والتموينية، التي تساعد لبنان على اجتياز الأزمات المتلاحقة التي يمر بها، ماذا ترى معاليكم لاهمية الدور المصري فى لبنان؟.
أجاب: "نعم، نقلت رسالة صادقة من فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ودولة الرئيس نبيه بري، ودولة الرئيس نجيب ميقاتي، الى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مفادها الشكر العميق على كل ما قدمته وتقدمه وستقدمه مصر للبنان من دعم مستدام في كل المجالات.
هذا الشكر طبيعي جدا، فلطالما كانت مصر الأم والحضن والصديق، والرئيس السيسي هو الذي أكد خلال المؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني، الذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة، بمشاركة مجموعة من رؤساء الدول والحكومات، أن يد مصر ممدودة للتكاتف، وتسخير كل إمكاناتها لدعم لبنان، وهو ما حصل بالفعل في مناسبات عدة، حيث كانت مصر على سبيل المثال اول من وقف داعما بعد انفجار الرابع من آب - أغسطس في مرفأ بيروت. ولطالما عبر مصر ولبنان تاريخيا في كل مواقفهما، عن عمق العلاقات الوطيدة بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة".
سئل: ما تقيمكم لجهود الرئيس السيسي وما بذله من إسهامات منذ نكبة انفجار المرفأ إلى جائحة كورونا وتداعياتها إلى تسهيل تصدير المنتجات اللبنانية ورعايته الأخوية للقضايا التي تهم لبنان؟.
أجاب: "إننا نعول بصدق على دور جمهورية مصر العربية عموما، وجهود الرئيس السيسي خصوصا في دعم لبنان، وتسهيل ما نحتاج اليه سواء في مجال الطاقة أو الدعم الصحي وتسهيل المنتجات اللبنانية وخلافه، ولكننا ننظر أيضا بعين الأخ الصغير الى الدور الجامع الذي لعبه ويلعبه فخامة الرئيس، الأخ الأكبر، في عودة الأشقاء العرب الى لبنان، واحتضانهم له، وهو الشخصية الفريدة المقبولة من الجميع، والقادرة على لعب هذا الدور".
سئل: جاء فى تصريح لمعاليكم "لقد أطلقتم في منتدى شباب العالم، الذي عقد في شرم الشيخ، خطاب السلام الذي توجهتم به إلى شباب وشابات العالم، انطلاقا من إنسانية السلام ورسالة الأديان وتنامي الحضارات، واليوم تؤكدون وجوب محاربة ثنائية الفقر والجهل التي هي أصعب التحديات التي تواجه الحكومات في بناء دولة الغد، كيف ترون معاليكم من اهمية لمؤتمرات الشباب التى تعقد فى مصر؟.
أجاب: "صحيح، فهذه المبادرة تعكس الرؤية الشاملة لدى فخامة الرئيس لدور مصر في العالم، ولضرورة الاعتراف بالمشكلات الجمة التي تواجهها الكرة الأرضية ككل وتضع مستقبلها أمام مخاطر حقيقية، لأن تجزئة المصاعب غير طبيعي، والجمع ضروري من خلال إنسانية السلام ورسالة الأديان وتنامي الحضارات، ومن خلال توحيد الجهود في محاربة ثنائية الفقر والجهل، وسواها من العناوين الأساسية التي تخدم الانسان.
هي دعوة من أجل الإنسانية جمعاء، ودعوة لتجاوز تحديات البقاء، والاهتمام الجمعي بقضايا تمس المجتمعات كافة، ودعوة للاعتراف الشامل بدور الشباب، وإطلاق حوار عالمي بين الشباب".
سئل: تعمل معاليكم جاهدا على صياغة خطة عمل وطنية شبابية، فهل من الممكن ان تحدثنا عن ملامح تلك الخطة؟.
أجاب: "بصراحة، خطة العمل الوطنية الشبابية، التي نعمل على انجازها والاعلان عنها قريبا، بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية، هي خطة تنفيذية منقحة ومطورة للسياسة الشبابية التي أقرتها الحكومة اللبنانية في العام 2012، والتي شارك في اعدادها قطاعات حكومية ومحلية أهلية ودولية، وتعذر تنفيذها خلال السنوات العشر الفائتة بفعل الظروف والأوضاع التي توالت علينا.
نعمل اليوم على استكمال هذه الخطة التنفيذية في بنود محددة قابلة للتنفيذ، تراعي المتغيرات والظروف الراهنة وامكانيات الدولة، ونأمل أن يتم انجازها والاعلان عنها قريبا.
ونسعى في خطة العمل التنفيذية هذه، أن نراعي تطلعات الشباب وانتظاراته، وأن نتوافق وخصوصيات المجتمع اللبناني الانفتاحي والملتزم بالقيم والصريح الانتماء إلى أصوله وتراثه وإيماناته الروحية، التي تشكل مكونا إنسانيا حضاريا فريدا".
سئل: ماذا عن اتفاقيات التعاون المرتقبة بين مصر ولبنان فى المرحلة المقبلة؟.
أجاب: "هناك اتفاقية تعاون موقعة بالفعل بين وزارتي الشباب والرياضة في البلدين، وهناك برنامج تنفيذي موقع أيضا لهذه الخطة، ونتواصل مع الصديق الدكتور أشرف صبحي وفريق عمله، لترجمة الاتفاقية وبرنامجها التنفيذي الى أنشطة في القريب العاجل، بما يتناسب مع حاجات الشباب في البلدين، والإمكانات التي نمتلكها حاليا".