ينظم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الملتقى الفقهي الثاني بعنوان " فقه الاستثمار والاقتصاد ـ التأصيل الإفتائي واستشراف المستقبل"، وذلك غدا الاثنين بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا، وبحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ولفيف من قيادات وعلماء الأزهر الشريف.
ويناقش الملتقى الفقهي الثاني لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ منهجية صناعة الفتوى في قضايا الاستثمار والمستجدات الاقتصادية، ويحاضر فيه أ.د. حسن الصغير، أمين عام هيئة كبار العلماء، كما يناقش دور الاجتهادات الفقهية في دعم التنمية والاستثمار، ويحاضر فيه أ.د. علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، عضو هيئة كبار العلماء، كما يناقش الملتقى دور الاقتصاد السلوكي في ضوء النصوص الشرعية، ويحاضر فيه أ.د. عطا السنباطي، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة -وزير الأوقاف- أمس محاضرة ضمن فعاليات البرنامج التدريبي الذي تعقده دار الإفتاء المصرية لعلماء جمهورية جزر القمر، والذي بدأت فعالياته الأربعاء الماضي.
وتحدَّث وزير الأوقاف في محاضرته عن لمحات من كتابه "الكمال والجمال في القرآن الكريم"، مؤكدًا أن القرآن الكريم مليء بمعاني وقيم الجمال في تشريعاته وتكليفاته وتوجيهاته.
وأشار وزير الأوقاف إلى خلُق الصبر الجميل في القرآن الكريم قائلًا: "إن الصبر الجميل هو الذي لا ضجر معه، يقول الحق سبحانه على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، كما تناول الحديث عن قيمة الصفح الجميل الذي لا عتاب معه، حيث يقول الحق سبحانه مخاطبًا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}، وأما الهجر الجميل فهو الذي لا أذى معه، حيث يقول الحق سبحانه: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}، والسراح الجميل هو الذي لا عضل ولا ظلم للمرأة معه، حيث يقول الحق سبحانه: {وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}.
كما تحدَّث وزير الأوقاف عن قيمة الصفح الجميل في القرآن، مستشهدًا بقصَّة نبي الله سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته عندما قابل السيئة بالحسنة والصفح الجميل، وهو ما ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}، مشيرًا إلى أن سيدنا يوسف عليه السلام اعتبر ما حدث بينه وبين إخوته نزغًا من الشيطان، ولم يقل: بيني وبينكم، وإنما بيني وبين إخوتي، فأنزلهم منزلة الغائب في الخطاب وعبر بلفظ الأخوة، ليقول لهم: إننا جميعًا إخوة على كل حال، وأن ما حدث إنما هو نزغ شيطان، في دليل على العفو والصفح الجميل.