صدرت حديثا عن الدار المصرية اللبنانية رواية "تميمة العاشقات" للكاتبة الروائية لنا عبد الرحمن.
وتدور الرواية عبر شبكة من الأزمنة والأمكنة في عصور مختلفة، من خلال مجموعة من النساء، جمعتهن علاقات تنفصل وتتصل في أسفار زمنية متشعبة، من مصر مع "آلارا" الفرعونية إلى القاهرة المعاصرة، ومن جبل لبنان في الستينيات مع "ميري مجيد" الفراشة التي تنجذب لبريق الشهرة، إلى حكاية جدتها الأرمنية "آني" الهاربة من أذربيجان في أوائل القرن العشرين بعد قصة حب دامية، ومن بغداد خلال المجاعة وانتشار الطاعون مع "رحمة" المتنكرة في زي الرجال، رجوعا في الزمن إلى "شمس الصباح" في أشبيلية وفاس.
تتنوع الشخصيات وتختلف في اختياراتها وردود أفعالها: اليهودية "راحيل" في الأندلس تنقذ صبيا مسلما من الغرق، فيما تختار "رحمة" اللجوء إلى الكنيسة خوفا من الحرب، وتسافر "آلارا" إلى الهند بحثا عن ذاتها، وتسعى " زينة" الآتية من الغد وراء نداء مجهول لتستعيد ماضيا سحيقا تحدسه ولا تدركه.
بين الماضي والحاضر والمستقبل تحضر الحرب، ويهيمن الحب وال فن على حيوات هؤلاء البطلات ضمن لوحة موزاييك فيها ألوان مختلفة من المصائر، وهكذا تمضي كل منهن في مسارها وارتحالها من مدينة إلى أخرى، بحيث تنعكس الأقدار والاختيارات على مرايا الذاكرة.
تقدم الرواية أيضا عبر شخصية "زينة" تساؤلات عن المستقبل، عن علاقة الإنسان مع الروبوتات التي ستقتحم حياته، وما تحمله من مخاطر، سوف تقلص في الزمن القادم من حضور المشاعر الإنسانية، لصالح التكنولوجيا والعزلة البشرية.
الجدير بالذكر أن الكاتبة لنا عبد الرحمن، هي روائية وناقدة لبنانية مصرية، صدرت لها عدة أعمال في الرواية والقصة القصيرة والنقد، الأدبي منها في الرواية: "بودابار"، "قيد الدرس"، "ثلج القاهرة" التي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد، "تلامس"، و"أغنية لمارغريت".
ومن أعمالها في القصة القصيرة: "صندوق كرتوني يشبه الحياة"، "الموتى لا يكذبون"، وفي النقد: "الروائي والمخيلة والسرد".