«انزل يا جميل في الساحة واتمختر كده براحة.. ومالك طالع بالعالي يا مالي قلبي ليالي» كلمات من أشهر أغاني الفنان وليد توفيق التي تغنى بها جيل الثمانينيات ولا تزال بروح الشباب إلى الآن، 33عامًا مرت على الأغنية التي غناها ولحنها المطرب وليد توفيق وكتب كلماتها الشاعر الكبير عبد الرحيم منصور وهي إلى الآن النشيد الرسمي للمناسبات السعيدة.

وليد توفيق الذي استطاع أن يحافظ على نجوميته ونجاحه لسنوات طويلة، بعدما تمكن بكل اقتدار أن يصنع بُعدًا خاصًا لأغانيه، خصوصًا بعدما نجح فى ألّا يجعل «أغانيه» رهينة المحلية اللبنانية، بل جعل منها مزيجًا شديد التماسك والتوحد من بين خصوصية المحلية اللبنانية وآفاق العربية، لقد أطلق النجم اللبناني الكبير وليد توفيق العنان لحنجرته الذهبية حرّة طليقة متنقلة، حيث أينما كان يتلمّس الجمال يحطّ على حواف جَوانِبِهِ، ليتحول تدريجيًا بذاته إلى حالة شديدة الخصوصية من الخصوبة والإبداع، ما جعل من أغانيه تابلوهات متنوعة وفريدة تحمل فى طياتها الروح خافقة فى سمو الجمال بلا أجنحة.

«أكتوبر - بوابة دارالمعارف» تلتقي بالفنان اللبناني وليد توفيق فى حوار خاص..

هل يجب على الفنان أن ينفصل عن السياسة والأحداث السياسية المحيطة به؟!

إذا لم يكن للفنان نشاط سياسي مسبق، ثم يبدأ فى تعاطى السياسة، قد يؤثر هذا على محبّيه وفنّه، ذلك أن محبة الجمهور له نتجت من محبتهم لفنه وأغانيه وليس لآرائه السياسية أو لمذهبه أو جنسيته، لكن إذا كان لديه وجهة نظر ما تجمع بين الناس وتُقارب بينهم، فلا مانع، وخير مثال عبد الحليم حافظ، أو أم كلثوم التي قادت حملات تبرع للجيش المصري فى المجهود الحربي وعبد الوهاب لقد غنّوا جميعًا لمصر وشعب مصر- فعندما يأخذ الفن خطًا سياسيًا ما، يمكن أن يؤثر ذلك على الفنان هذا من وجهة نظري.

أسديتم نصيحةً للفنانة اللبنانية إليسا كان مفادها «الناس كلها بتحبك ما تكوني طرف» ما ملابسات تلك النصيحة؟!

فى إحدى المقابلات، وفى جوابي عن سؤال عن الفنانة إليسا التي أحبها وأحب صوتها وكنت قد تنبأت بنجاحها ونجاح أغانيها، وجهتُ لها نصيحة بألا يأخذ الفنان طرفًا فى السياسة إلّا لو مثّل الوطن، ففى سبيل الوطن يجب على الفنان أن يعبّر وبوضوح حتى لو وصل الأمر إلى حمل السلاح والدفاع عن الأرض، ويمكن للفنان أن يحارب بصوته وأغانيه كما فعلت أم كلثوم وفيروز وزياد الرحباني وكل الفنانين، لكن يجب ألا يكون الفنان طرفًا فى الداخل، كان حديثي من باب النصيحة، وإليسا إنسانة صريحة جدًا وتقول ما فى قلبها وهذا أمر يعود لها، لكن قلت قولي من باب المحبة لجميع الفنانين.

كنتم قد أعربتم فى مرحلة سابقة عن ندمكم الشديد على غنائكم للشخصيات السياسية بشكل مباشر.. فما الدافع؟! مَن وراء ذلك؟!

قلت إنني نادم على غنائي لبعض الشخصيات، لكن هناك شخصيات أنا أعتز بغنائي لها، ويبقى من الأفضل ألّا يغني الفنان للأسماء بل للشعب وللوطن، ذلك أن ما يبقى فى النهاية هو الوطن.

سبق لكم أن أشدتم بموهبة الفنان المصري محمد رمضان فى أكثر من تصريح.. متنبئًا له بأنه سيصبح فنانًا عالميًا رغم الانتقادات الموجهة له بإفساد الذوق العام؟!

محمد رمضان فنان وممثل جيد جدًا، وأنا معجب بأعماله السينمائية، وتوقعت له بالفعل أن يصل بإمكانياته للعالمية، خاصة فى أفلام الحركة، ولديه كاريزما قد زادت من حب الجمهور له، طبعًا هناك من ينتقد أداءه على المسرح وهذا يعود لتفضيلات المُشاهد وفى النهاية الصحافة لها النقد والكلمة، وأنا ما زلت عند رأيي، محمد رمضان فنان كبير.

استطاع الفنان وليد توفيق أن يقترب من المليون ونصف المليون مشاهدة بأغنيته الجديدة «يا عسل».. وذلك بعد طرحها منذ أيام على يوتيوب حدثنا عن ذلك؟!

بالفعل حققت هذه الأغنية نجاحًا كبيرًا، وقد اقتربت من المليون ونصف المليون مشاهدة بعد طرحها منذ أيام على يوتيوب وسر نجاحها هو توفيق من الله.

هناك تعاون بينك وبين الشاعر نزار فرانسيس فى أغنية «مجرد سؤال» حدثنا عن تفاصيل ذلك التعاون؟!

بالفعل وأنا بحضر أغنية الآن اسمها «مجرد سؤال» من كلمات نزار فرانسيس وألحاني.

أكدتم فى أكثر من حوار لكم عن فقدكم لكل أموالكم الخاصة فى البنوك اللبنانية كغيرك من الفنانين سواء اللبنانيين أو العرب؟!

أنا ككل لبناني وعربي وضع أمواله فى المصارف اللبنانية من باب الثقة، حيث كان لبنان سويسرا الشرق إلى وقت قريب، لكن خسرت أموالي للأسف مثل الكثيرين، والحمد لله أن صحتنا جيدة والله كريم وسيعوض علينا بفضله، وقد نستطيع استرجاع أموالنا، وقد لا نستطيع، إنها كارثة، لله نشكو كل من أوصل لبنان لهذه المرحلة، فالناس متعبون جدًا من ضياع أموالهم فى البنوك ومن أزمات المحروقات والدواء والطحين، لقد حولوا لبنان من سويسرا الشرق إلى «جهنم» لكن الله فوق كل شىء.

أغنية «أنتِ الشمس بلون الشمس».. هل غنيتها بالفعل لزوجتك جورجينا رزق؟!

أنتِ الشمس أغنية أحبها جدًا، وهي خصيصًا لجورجينا.

ما رأيك فى أغاني المهرجانات؟!

أنا لا أؤمن بكلمة مهرجانات، فالمهرجان حفل، هي أغاني مرحلة ما بعد الثورة، أغاني الشباب التي صدرت دون رقابة، يفترض أن تنتج الثورة شعراء ومغنيين وكتّاب، لكن النتاج لم يكن بالمستوى المطلوب لغياب الرقابة، هناك أغاني حلوة أسمعها لكني لا أؤيد ولا أسمع الكلام المسيء أو الذي يتعدى حدود الأدب.

ماذا تعلّم الفنان وليد توفيق من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب؟!

لم أكن أنا الوحيد الذي تعلم من الأستاذ عبد الوهاب، فمطربنا وأستاذنا العظيم وديع الصافى قال لي ذات مرة إنه تعلم من القارئ المنشاوي ومن الأستاذ عبد الوهاب، بالنسبة لنا عبد الوهاب هو الدستور ومنه نتعلم كيف نغني وكيف نلفظ لفظًا صحيحًا، وعندما قابلته اكتشفت أنه راقٍ جدًا وقد أصفه بأنه «جنتلمان، باشا، أمير»، وتعلمت منه كيف أحافظ على صوتي وكيف أدربه وكيف أحافظ على محبة الناس.

حدثنا عن قصة كفاح وليد توفيق من إصلاح الإلكترونيات إلى قمة الغناء؟!

لكل فنان فى بداياته مشوار كفاح كونه غالبًا ما يخرج من طبقة متوسطة، فوالدي مثلاً كان رقيبًا فى قوى الأمن الداخلي اللبناني، ورب أسرة مؤلفة من عشرة أشخاص، وقلت له إنني أريد أن أعمل فبدأت بتصليح أجهزة الراديو والتليفزيون، وفى الورشة التى عملت فيها حولت الراديو إلى مكبر للصوت، وصرت أغني فطردوني من العمل، ثم عملت بتمديد الكهرباء إلى أن انضممت إلى فرقة الفنون الشعبية فى طرابلس وكان العود رفيقي الدائم من ١٢ سنة ثم دخلت إلى ستوديو الفن وكانت «عيون بهية» لبليغ حمدي وجه الخير عليّ.

ماذا عن الجديد من أعمالكم الفنية؟!

وقعت عقدًا إنتاجيًا مع إحدى الشركات لإنتاج، ميني ألبوم سنة وسجلت أربع أغاني، صورت منها أول أغنية عسل، وهناك أغنية أخرى اسمها مملكتي وهناك أغنية رابعة اسمها لسه بيسألونى من اللون الطربى، لكن هنزل كل شهرين أغنية ليس وراء بعض، والحمد الله أقدر أتعامل مع الشباب.