ذكرت دراسة بحثية حديثة أن مشروعات بناء السدود الكهرومائية تهدد التنوع البيولوجي وتؤدي إلى خلل النظام البيئي في جزر غابات الأمازون المطيرة.
وذكرت الدراسة البحثية، التي أجرتها جامعة "إيست انجليا" في المملكة المتحدة، أن تدمير الغابات وفقدان الموائل الأساسية لنمو وتكاثر الكائنات الحية سيؤدي إلى حدوث تدهور في النظام البيئي نتيجة غرق أجزاء كبيرة من هذه الغابات الإستوائية بسبب إقامة السدود التي تقلل من مساحات الغابات والجزر الشجرية بما فيها من كائنات حية.
وأشارت الدراسة، التي شارك فيها باحثون من جامعة "إيست انجليا" البريطانية والبرتغال والبرازيل ونشرت نتائجها في دورية "ساينس ادفانسيس"، إلى أن الحياة البيئية في الغابات تعمل مثل الشبكة المترابطة وأن تقسيم مناطق الجزيرة يؤثر على التنوع البيولوجي وعلى وجود العديد من الكائنات الحية.
وكشفت الدراسة البيئية، التي شملت 22 موئلا للكائنات الحية وتضمن جزر الغابات المطيرة في الأمازون بالإضافة إلى ثلاثة مواقع متصلة للغابات والتي أحدثتها إقامة خزان سد بالبين الكهرومائي، وهو الأكبر من نوعه في أمريكا الجنوبية، عن وجود حالات انقراض لبعض الكائنات الحية والنباتات وخاصة الثدييات كبيرة الحجم.. وسجلت الدراسة حالات انقراض بين مختلف الحيوانات بالإضافة إلى مجموعات نباتية وكائنات فقارية وللفقارية.
وتعتبر غابات الأمازون المطيرة بمثابة الرئة الخضراء للأرض، كما أن بها أكبر تنوعا بيولوجيا في العالم، الأمر الذي يجعل اختفاء أشجارها بفعل القطع أو الحرائق له تبعات خطيرة على التوازن البيئي.
وتخزن الأمازون والغابات الاستوائية الأخرى ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمي، وتمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10% من إجمالي الكتلة الحيوية للكوكب. وفي المقابل فإن الغابات التي تمت إزالة شجرها ونباتها هي أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة، وإزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تستخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة في الغلاف الجوي وتزعزع استقرار المناخ.