هل يصارح الطبيب المريض بحقيقة مرضه الخطير؟!.. ماذا يحدث فى مصر وفى الخارج؟!

هل يصارح الطبيب المريض بحقيقة مرضه الخطير؟!.. ماذا يحدث فى مصر وفى الخارج؟!هل يصارح الطبيب المريض بحقيقة مرضه الخطير؟!.. ماذا يحدث فى مصر وفى الخارج؟!

* عاجل18-2-2018 | 19:12

كتبت: أمل إبراهيم
  • كم مرة رأينا هذا المشهد فى الحياة أو فى الدراما؟!
  • الدكتور محمد شمس طبيب الأورام فى بريطانيا : مصارحة المريض بكل التفاصيل تتم هنا بكل بساطة الدكتور وائل عبد الرحمن الجلاد طبيب التخدير: هناك نسب لتقييم الطبيب أوالجراح معلنة حتى للمرضى
  • الدكتورة حنان غنيم أخصائية أمراض النساء: من حق المريض معرفة حقيقة مرضه، ولكن دون الدخول فى التفاصيل
  • د .إبراهيم الباجلاتى طبيب المسالك البولية: أرفض العلاقة الأبوية التى يتعامل على أساسها بعض الأطباء فى مجتمعنا
كم من المرات رأينا هذا المشهد فى الحياة أو فى الدراما: مريض بمرض خطير يخفى عنه الطبيب حقيقة مرضه، أو يخبر أهله (أهل المريض) ويوصيهم ألا يخبروه بحقيقة المرض، ظنا منه أن هذا فى مصلحته (مصلحة المريض). وفى المستشفيات العامة حدث ولا حرج، فالمريض وأهله لا حقوق معرفة لهم، ومن العادى أن ترى مشهدًا لرجل أو امرأة عجوز تدور على غرف الأطباء وتنتظرهم فى ممرات المستشفى لتتحدث معهم فى محاولة منها لمعرفة سر المرض الذى أصاب ابنها الشاب، أو ما ينتظره فى غرفة العمليات دون مجيب وهذه حالة معروفة و متكررة وخاصة فى المستشفيات العامة ..لا تحاول أن تسأل كثيرا أو تعرف إجابة السؤال عن حالة المريض ..فهل من حق الطبيب أن يخفى تفاصيل المرض وطرق العلاج المتاحة ونسب الشفاء أو حتى اليأس منه على المريض ؟ فى الخارج تم طرح السؤال على بعض الأطباء داخل مصر وخارجها فى محاولة لمعرفة الفرق فى طرق التفكير بين العلاج فى الخارج والداخل . يقول الدكتور محمد شمس طبيب الأورام فى بريطانيا : " إن مصارحة المريض بكل التفاصيل تتم هنا بكل بساطة لأن عامل الثقة بين الطبيب والمريض متوفر وبنسبة عالية تماما مثل الثقة فى منظومة الصحة والتعليم والأمن والحكومة وغيرها ، فلماذا يخفى الطبيب على مريضه حقيقة مرضه ؟ إخفاء حقيقة المرض شكل من أشكال الكذب ، والكذب جريمة عقابها قد يصل إلى الرفد من العمل وعلى العكس الصدق معيار مهم جدا فى المهنية أنت لست مطالبًا بالصراع من أجل الحصول على أبسط حقوقك وهى المعرفة . كما أن المريض فى بريطانيا لديه ثقة أن الطبيب تم تدريبه جيدا وتتم مراقبته وهو على علم بكل جديد فى مجال عمله ، حتى فى حالات الوفاة يتم إبلاغ المريض وأقاربه أننا لن نستطيع عمل المزيد ويتم نقل المريض لغرفة جانبية هادئة ومازلت أشعر دائما بالانبهار من تعاملهم مع فكرة الموت ومدى تقبلهم له كمرقد سلام بعكس الأمر لدينا فى مصر الذى يستدعى تصرفًا مجتمعيًا معينًا حتى لو كان بدون مشاعر حقيقية ومبالغ فيها " . ومن مستشفيات بريطانيا أيضا يضيف الدكتور وائل عبد الرحمن الجلاد طبيب التخدير قائلا : إن المريض فى مصر عندما يذهب إلى الطبيب طلبا للراحة وسماع ما يطمئنه ولا يحب الدخول فى تفاصيل الحقيقة التى قد تزعجه وقد يذهب إلى أكثر من عيادة ويدفع مبالغ كبيرة لهذا الهدف أما فى بريطانيا العلاج عن طريق المستشفيات الحكومية والتأمين الصحى يتكفل بالتكاليف، لذا ينتفى هنا البعد المادى تماما ويؤكد على أن الكذب جريمة لا تجوز. ويضيف الجلاد موضحا : وبالنسبة للأطباء، يوجد ما يسمى نسب تقييم الطبيب أوالجراح وهى نسب معلنة حتى للمرضى فبإمكانك عن طريق الإنترنت أن تعرف عدد العمليات التى قام بها أى جراح ونسب النجاح لهذه العمليات، ويمكنك أن تطلب استبدال الطبيب المعالج، وحتى طبيب التخدير. ويمضى طبيب التخدير يشرح لـ "دار المعارف" : هنا أقوم بشرح كل التفاصيل والمعلومات عن إبرة التخدير للمريض وهو صاحب القرار دائما فى القبول أو الرفض والجميع هنا يعرف أن الموت جزء من أى عملية ويمكن مناقشته وأذكر أنه فى إحدى المرات رفع مريض هنا فى إنجلترا دعوى قضائية لأنه حدثت له جلطة بعد إحدى العمليات وقال فى الأسباب التى دعته لذلك إن الطبيب لم يخبره قبلها باحتمالية حدوث ذلك.
كما أن حالات الوفاة يتم التحقيق فيها بدقة ومعرفة الأسباب وكتابة التقارير وعدم الرغبة فى معرفة أى معلومات تتم كنوع من الاستجابة لرغبة المريض أيضا. وفى مصر ونعود إلى ما يحدث هنا ، فى عياداتنا ومستشفياتنا فى مصر، حيث تستهل الدكتورة حنان غنيم أخصائية أمراض النساء والتوليد حديثها لـ "دار المعارف" : بالتأكيد من حق المريض معرفة حقيقة مرضه، ولكن دون الدخول فى التفاصيل خاصة لو كان المريض من ذوى التعليم المحدود، ولكن مناقشة خطورة المرض وعواقبه لابد من مناقشتها وعموما الأمور اختلفت بصورة كبيرة حاليا وتبقى فكرة أن الله قادر على كل شىء ثقافة لابد من اتخاذها فى الحسبان دائما وأحيانا عند معرفة المريض حقيقة مرضه تجعله يذهب إلى أكثر من طبيب وعيادة، وإذا اتفق التشخيص قد يرجع إلى أول طبيب ذهب إليه. وتواصل دكتورة غنيم بالنسبة لطبيعة عملى فلابد من المصارحة مع المرضى خاصة فيما يخص حالات العقم لأنها قضايا تعتبر مصيرية فى مجتمعنا وتؤثر على قرار استمرارية الزواج، من عدمه، وأيضا مشاكل الزواج والجماع تحتاج مصارحة ونقاشًا بين الزوج وزوجته لأنها أحيانا تصطدم بالتعليم البسيط وعدم معرفة الحقائق العلمية. ومن مصر أيضا يقول الدكتور إبراهيم الباجلاتى طبيب المسالك البولية معلقا على نفس القضية: " المعرفة حق أصيل للمريض مهما حاول بعض الأطباء الدوران حول ذلك ولا يجوز بأى حال من الأحوال سلب هذا الحق من صاحبه وهو المريض وحده ،حتى لو رأى الطبيب أن المريض جاهل بكل التفاصيل العلمية لكنه أدرى وأعلم بظروف حياته فلابد أن يكون هو صاحب القرار." ويرفض د. إبراهيم فكرة العلاقة الأبوية التى يتعامل على أساسها بعض الأطباء فى مجتمعنا وهى العلاقة التى يلعب فيها الطبيب دور الأب المسؤول عن حياة المريض وأنه أدرى لمصلحته، موضحا أن العلاقة الصحيحة هى علاقة تعاقدية مبنية على صيغة عقد بين الطبيب ومريضه يتم الاتفاق من خلالها على كل التفاصيل، وطرق العلاج، وحتى لو فرضنا أن هناك أكثر من طريقة علاج يختار المريض ما يناسبه منها مع معرفة نسب الشفاء فى كل طريقة فليس من المنطقى أو الإنسانى أن يدخل المريض غرفة العمليات ثم يخرج بعد استئصال أحد أعضائه وهو لا يعرف الذى حدث له. ويتساءل د.إبراهيم: لماذا نخبر مريض الضغط بحقيقة مرضه ولا نخبر مريض السرطان، رغم أن الضغط يسمى القاتل الصامت وكلا الأمرين فى حاجة إلى علاج؟! . الحقيقة أن القضية مهمة وتحتاج إلى نقاش، وثقافة، وأيضا قانون يتم التعامل من خلاله حتى لا يأخذ به طبيب ويتركه آخر لأن الحياة هى كل التفاصيل التى نعيشها، وهى مجمل القرارات التى نتخذها، وعليه نرفض الإنابة عنا بحجة الجهل أو الشفقة أو غيرها من الأسباب. د. إبراهيم باجلاتى د. حنان غنيم د. محمد شمس د. وائل عبد الرحمن
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2