ذكرى العثور على حطام «تيتانيك».. قصة المصري الناجي الوحيد من الكارثة

ذكرى العثور على حطام «تيتانيك».. قصة المصري الناجي الوحيد من الكارثةتيتانيك

منوعات1-9-2022 | 12:57

تحل اليوم الخميس، ذكرى العثور على سفينة "تايتنك" بقعر المحيط الأطلسي، وذلك بعد 73 سنة من غرقها.وتعد قصة غرق سفينة تيتانيك واحدة من أشهر قصص عالم البحار التي تناقلتها الأجيال ،واكتشافه روبرت بالارد، 1 سبتمبر عام 1985، خبير علم المحيطات ، وتعد هي السفينة الأكبر فى العالم التى هزت بغرقها الأوساط العالمية.

واكتشف السفينة بعثة استكشاف فرنسية أمريكية وقد لاحظ فريق المستكشفين أن السفينة انقسمت لنصفين بعد فترة وجيزة من غرقها قريبة من السطح وقبل أن تصل لقاع المحيط، ظلت حطام سفينة تيتانك راقدا في قاع المحليط الأطلسي لسنوات طول دون أن تنجح محاولات أحد في البحث عن حطام السفينة الأكبر في ذلك الوقت الذي تعرضت للغرق في ثالث يوم لرحلاتها البحرية "السفينة التي لا تغرق"، إذا أطلقت الدعاية الأمريكية أبواقها في نشر خبر بناء أكبر سفينة على الإطلاق وأكثرهم بهرجة وجمالا.

تعرضت التايتنك للغرق في ، 14 أبريل 1912 في طريقها إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي منطلقة من لندن، والتي انطلقت في الأصل يوم 12 أبريل، وبحسب شهود وقعت الحادثة عندما كانت تبحر تايتنك بسرعة كبيرة واجهها جبل جليدي لم تستطع الانحراف عنه لتصطدم به وتقع الكارثة التي راح ضحيتها 1516 انسان،على الرغم من تدخل قوات المساعدة إلا أن عدد الوفيات الذي مثل ثلثين ركاب السفينة كان بالفعل فقد، وتم إمداد الناجين بقوارب نجاة نظرا لأن عدد قوارب النجاة في السفينة الأعظم في التاريخ لم يكن كافيا لعدد الركاب وطاقم السفينة.

وظلت حطام سفينة تيتانك راقدة في قاع المحيط الأطلسي لسنوات طول دون أن تنجح محاولات أحد في البحث عن حطام السفينة الأكبر في ذلك الوقت، ونجح روبرت بالارد، خبير علم المحيطات في اكتشاف حطام السفينة الغارقة في قعر المحيط الأطلسي.

وبهذه المناسبة تستعرض "دار المعارف" قصة الشاب المصري الوحيد الناجي من غرق "تايتانيك" فى السطور التالية:

"حمد حسب الله" شاب مصري كان وقتها في الـ 27 من عمره برفقة أحد المشاهير الأمريكيين و زوجته .

و كان الثري الأمريكي قد دعاه ليرافقه في الرحلة على "تايتانيك" و اشترى له تذكرة بالدرجة الأولى سعرها 76 جنيها استرلينيا و 14 شلنا و 7 بنسات أي ما قيمته حوالي 8 آلاف دولار بحساب هذه الأيام و هو الذي كان يتقاضي راتبا سنويا مقداره 60 جنيه إسترلينيا عن عمله كدليل يرافق السياح و مترجم أو " ترجمان " كما كان يطلق علي المشتغلين بهذه المهنة قبل 100 عام ..

و كان حسب الله يمهر بطاقته الشخصية بكلمة Dragoman أسفل اسمه كإشارة لعمله الذي كان يتقاضى عنه 1.25 جنيها استرلينيا بالأسبوع من شركة " توماس كوك و أولاده " و هي شركة بريطانية للسياحة و السفر و كان فرعها بالقاهرة داخل أوتيل شبرد العريق في شارع إبراهيم باشا ( و هو نفسه الأوتيل الذي احترق تماما في حريق القاهرة " 26 يناير 1952 " ) .

و كان المليونير هنري هاربر يبلغ من العمر 48 عاما حين قام في شتاء 1912 بجولة سياحية هو و زوجته ميرا التي تكبره بعام واحد و نزلا في أوتيل شبرد فور وصولهما إلى القاهرة للسياحة و طلبا مرافقا و مترجما من مكتب " توماس كوك " الذي كلف حسب الله بالمهمة و حين انتهت الرحلة السياحية و قررا العودة إلى الولايات المتحدة قال هاربر ل حسب الله " من باب المزاح " إنه إذا رغب بالسفر معهما إلى أمريكا فأهلا و سهلا و رد حسب الله المزاح بأحسن منه و جعله جدا فوافق هاربر على الفور.

سافروا أولا إلى باريس حيث اشتري هاربر كلبا " جروا " أطلق عليه اسم " صن ين سن " و هو اسم ثائر و ناشط سياسي صيني كان بدءا من العام 1911 شخصا ذائع الصيت، ثم توجه الجميع إلى مدينة شيربورغ " إحدي مدن فرنسا " و هناك من مرفئها الذي صعد منه 92 لبنانيا إلى " تايتانيك " يوم الأربعاء 10 أبريل "نيسان " 1912 صعدوا هم أيضا إليها فأبحرت إلى مرفأ " ساوثهامبتون " بجنوب إنكلترا و منه إلى آخر أيرلندي لتقل بعض الركاب ثم إلى نيويورك حيث واجهت على الطريق مصيرها المأساوي المعروف . كل شييء كان طبيعيا خلال الرحلة إلى أن حدث بعد 4 أيام ما اهتز له العالم :
السفينة التي بناها 15 ألف عامل في 3 سنوات ترتطم بجبل جليدي قبل ثلث ساعة من منتصف ليل الأحد 14 أبريل " نيسان " 1912 و بعد ساعتين و40 دقيقة ابتلعها الأطلسي و معها ابتلع 1517 راكبا من أصل 2223 راكبا كانوا فيها و جرفهم إلى مثوى عميق " 3733 مترا " تحت مياه كانت درجة برودتها 2 درجة مئوية تحت الصفر . نجا هاربر و زوجته و حسب الله و نجا معهم الجرو .

كانوا من أوائل من هرعوا إلى موقع زوارق النجاة و الدليل أن المركب الذي أقلهم هو الرقم 3 من بين 20 زورقا كانت في السفينة و كان من المفترض عدم السماح ل هاربر و ل حسب الله بركوبه لأن الأوامر كانت بنجدة النساء و الأطفال أولا ..

نرى في صورة المركب التي التقطها " جي دبليو باركر " و هو من طاقم سفينة " كارباثيا " التي أنقذت جميع الناجين من الكارثة و عددهم 706 أشخاص رجلين فقط بين عدد قليل من النساء أحدهم أسمر يجلس بقرب امرأة في حضنها كلب " جرو " و هي ترتدي قبعة و ثيابا سوداء عليها سترة ضد الغرق ، كما نرى رجلين من طاقم " تايتانيك " كانا على متن المركب للتجديف ، و نرى في الجانب الأيسر من المركب الذي تم تصويره حين اقترب من " كارباثيا " رجلا آخر من دون قبعة على رأسه ، هذا الرجل هو هاربر أما الشخص الأسمر الجالس إلى يمين الصورة بجوار المرأة المحتضنة الجرو فهو حمد حسب الله والتي بجانبه هي ميرا زوجة هاربر .

هاربر و زوجته و حسب الله كانوا يتناولون العشاء في مطعم بالسفينة حين ارتطمت بالجبل الجليدي و لأنهما من ركاب الدرجة الأولى و من مشاهير الأثرياء الأمريكيين فقد تبرع موظف بالسفينة للإسراع بالنجدة و طلب منهم التوجه إلى غرفهم و حمل الغالي و الضروري منها و لبس سترة النجاة ثم العودة لركوب أول زورق نجاة . أسرع كل منهم إلى غرفته ( كان هاربر قد حجز 3 غرف) و التقطوا على عجل أغراضهم الثمينة و حين عاد الجميع لركوب زورق النجاة تنبه هاربر إلى أنه نسي قبعته فهمّ بالعودة إلى جناحه ليأخذها لكن زوجته منعته و كذلك موظف السفينة فقبل هاربر على مضض و لم ينتظر موظف السفينة ليضع في زورق النجاة مزيدا من الركاب فغادر زورق النجاة السفينة بنصف حمولته تقريبا لذلك يبدو في الصورة فارغا و هو المعد لحمل 60 شخصا.

كان مخرج فيلم " تايتانيك" الكندي جيمس كاميرون قد قام بالإشراف علي عملية إرسال روبوت غواص متطور إلى حطام " تايتانيك " فدخل إلى جناح هاربر نفسه في السفينة و كانت المفاجأة أن كاميرا الروبوت صورت قبعة هاربر التي ما زالت في الجناح طوال كل تلك السنوات.

نعود إلي حسب الله الذي يبدو أنه غادر أمريكا إلى مهنته القديمة في القاهرة ، ففي فقرة عنه نقرأ بأنه كتب رسالة في العام 1927 لأحدهم في الولايات المتحدة و بداخل الظرف أرسل بطاقة عمله الشخصية و بطاقة سياحية لصورة مركب يعبر النيل و حين عثروا عليها أودعوها في متحف بروكلن الذي اعتبر البطاقة بشكل خاص تحفة ثمينة من " تايتانيك" و حتي الآن يصنفونها كأشهر بطاقة شخصية.

بالنسبة ل هاربر فإن بقية حياته لم تكن ممتعة فقد امتنع من بعد تلك الكارثة عن ارتداء القبعات و توفيت زوجته ميرا التي لم تنجب له أي ابن في العام 1923 فتزوج في نفس العام و هو بعمر ال 59 من امرأة أنجبت له ابنا واحدا ثم توفي بعد سنوات في نيويورك في العام 1944.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2