أكد الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أن قوام الأديان السماوية على الأخلاق ف الأخلاق كلمة جامعة لكل معاني الخير والجمال والإنسانية التي أنعم الله (عز وجل) بها على عباده، مشيرًا إلى أن جانب الأخلاق محل اتفاق عند الجميع، وأن من تمام نعم الله علينا أن جعل بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) متوجة ب الأخلاق قال (صلى الله عليه وسلم): "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق".
جاء ذلك في كلمة الدكتور عبدالله النجار خلال انطلاق فعاليات اليوم الثالث على التوالي في الأسبوع الثقافي الرئيسي السابع بمسجد (يوسف الصحابي بمصر الجديدة) بالقاهرة اليوم الاثنين تحت عنوان: "مخاطر الشذوذ والانحراف" وحاضر فيها – إلى جانب الدكتور النجار - الدكتور سعيد حامد مبروك مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، وقدم لها محمد مصطفى يحيى المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ وليد عبية قارئًا، والمبتهل الشيخ عبد الله بدران مبتهلا، وبحضور الشيخ محمود عبد الباقي مدير إدارة أوقاف النزهة بالقاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وأوضح الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الغاية من العبادات أن تصل بنا إلى تعديل السلوك، والتحلي ب الأخلاق قال الحق (سبحانه) "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"، وقال (سبحانه): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، وقال (صلى الله عليه وسلم) "إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ"، وكذلك سائر العبادات مختتمًا حديثه بأن واجبنا أن نكون سدًا منيعًا في وجه هذه الانحرافات المدمرة لكل القيم والأخلاق.
من جانبه، أكد الدكتور سعيد حامد مبروك مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة أن ديننا دين الوسطية حيث يعود أصل كلمة الوسطيّة إلى الوسط من الشيء، والوسط هو الاعتدال والتوازن بين الطرفين، وأمّا الوسطيّة في الاصطلاح الشرعي فهي العدالة والخيريّة والتوسط بعيدًا عن الإفراط والتفريط، قال (سبحانه): "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" فالوسطيّة التي امتاز بها الإسلام هي الأمر الوسط الذي يتميّز بالخيريّة عن غيره.
وأشار إلى أن الانحراف الفكري يمثل خطرًا على المجتمعات، مبينًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) عالج الانحراف الفكري بالتربية والتقويم.
واختتم حديثه بأن المتأمل في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) يَعْجَب من فقهه في معاملة النفوس، وحكمته في تربيتها، ورفقه في إصلاح أخطائها، وعلاج ما بها من خلل، يظهر ذلك في مواقفه التربوية الكثيرة والجديرة بالوقوف معها لتأملها والاستفادة منها في واقعنا ومناهجنا التربوية.