مصر وأمن الطاقة الإقليمي

مصر وأمن الطاقة الإقليميجمال رائف

الرأى19-9-2022 | 08:04

تتزايد المخاوف العالمية يوما بعد يوم تجاه أمن الطاقة واستمرار تدفقاتها فى ظل تصاعد الصراع الدولى وما تبعه من أزمات متلاحقة تهدد الاقتصاد العالمى وتؤثر على أمن الغذاء و الطاقة بالتحديد، ومع اقتراب الشتاء يزداد القلق خاصة لدى الجانب الأوروبى الذى يبحث عن بدائل أمنة تؤمن احتياجاته من الطاقة، وهنا يبرز اسم مصر التى استطاعت أن تعزز وترسخ دورها كمركز إقليمى للطاقة بمختلف انواعها عبر عمل استمر على مدار السنوات الماضية مكنها الآن من لعب دور محورى فى هذا الإطار..

دور مصرى فعال تعززه القيادة السياسية بنشاط مكثف خلال الوقت الراهن بما يخدم المصالح الاقتصادية المصرية وأيضا أمن الطاقة الإقليمي، فعلى سبيل المثال وخلال الأيام القليلة الماضية التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى وأربع روساء لشركات عالمية فى مجال الطاقة حيث بحث مع السيد ديميترى كوبيلوزيس رئيس اتحاد شركات كوبيلوزيس اليونانية للكهرباء التعاون المشترك مع الجانب اليونانى لتنفيذ مشروعات إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة فى مصر ونقلها الى أوروبا عبر اليونان من خلال إنشاء كابل بحرى للربط الكهربائى بين البلدين وأيضا استقبل الرئيس التنفيذى لشركة إينى الإيطالية للبترول وتابع نشاط الشركة الحالى والمستقبلى فى مصر فى مجالات استكشاف وإنتاج الغاز والبترول، كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى السيد أندرو فورست رئيس شركة FFI الأسترالية للطاقة وتناول اللقاء متابعة التعاون بين الشركة الأسترالية وقطاع الكهرباء و الطاقة المتجددة فى مصر فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بما فيها مشروع إنتاج طاقة كهربائية بمقدار 9,2 جيجا وات من الطاقة الجديدة والمتجددة وايضا استقبل الرئيس السيد تارييه بيلسكوج الرئيس التنفيذى لشركة "سكاتك" النرويجية لتوليد الطاقة الجديدة والمتجددة للتباحث بشأن مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وإقامة مشروع لإنتاج طاقة كهربائية بمقدار 3 جيجاوات من طاقة الرياح.

وبالرجوع لشهر يونيو الماضى ف مصر وقعت مع الاتحاد الأوروبى اتفاقية مهمة لتصدير الغاز إلى أوروبا بالتزامن مع زيارة رئيسة مفوضية الاتحاد الاوروبى للقاهرة، كل هذا يسير بالتوازى مع استكمال خطط الربط الكهربائى والدخول فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والتوسع فى إنتاج الطاقة النظيفة التى أصبحت تمثل 20 % من الكهرباء المصرية المنتجة محليا وأصبحت محل طلب للاستيراد الأوروبى سعيًا لتخفيض نسب الانبعاثات الحرارية.

تنوع فى مصادر الطاقة وفائض إنتاج لم تكن لتحدث لولا ما أنجزته مصر من ترسيم لحدودها البحرية وإيجاد قوة ردع حقيقية تحمى الاستثمارت فى هذا المجال واستقرار داخلى يحفز المستثمرين على ضخ المزيد من الأموال وكل هذا سبقته إرادة سياسية قادرة على إتخاذ القرار المناسب فى التوقيت الصحيح لتصبح مصر الآن فاعل أساسى لضمان أمن الطاقة إقليميًا.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2