يحتفل العالم، اليوم الموافق الحادي والعشرين من سبتمبر، ب اليوم العالمي للسلام، في مختلف أنحاء العالم، وفي هذا الإطار، يحفل الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بمواقف كثيرة لنشر السلام والمحبة والوئام في العالم أجمع، نحاول في هذا التقرير تسليط الضوء على هذه الجهود.
ونرصد في هذا التقرير أبرز جهود شيخ الأزهر لنشر السلام
عكست اللقاءات والجولات الخارجية التي قام بها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، التأثير والدور المتصاعد للمؤسسة الإسلامية الأكبر في العالم، من أجل نشر السلام.
ففي 2018 ، توجه فضيلة الإمام الأكبر إلى قصر الرئاسة في لشبونة للقاء الرئيس البرتغالي البروفيسور مارسيلو ريبيلو دي سوزا، الذي أكد أن العالم يعول كثيرًا على صوت الحكمة والاعتدال الذي يمثله الأزهر، ويقدر الجهد الذي يبذله شيخ الأزهر لترسيخ مبادئ الحوار وقبول الآخر، مبديا رغبته في الاستفادة من خبرات الأزهر في دعم قيم الاعتدال والتعايش.
كما توجه شيخ الأزهر إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، وقد استهلها بالتوجه إلى المجلس الأعلى للإفتاء، حيث كان في استقباله وزير الشئون الإسلامية أحمد بن داود، والشيخ محمد المختار بن امباله، رئيس المجلس الأعلى للإفتاء، الذي أكد أن الموريتانيين يعتزون بمرجعيتهم الأزهرية، معربًا عن تطلعه لأن تكون زيارة فضيلة الإمام الأكبر حلقة من حلقات محاربة الأزهر للفكر المتطرف ونشر الدين الوسطي.
كما التقى شيخ الأزهر، الرئيس الإندونيسي "جوكو ويدودو"، الذي شدد على أن الأزهر يمثل منبر الوسطية في العالم الإسلامي، ويقوم بدور بالغ الأهمية في التصدي للجماعات المتطرفة، مؤكدًا أن الإندونيسيين يشعرون بثقة واطمئنان عندما يرسلون أبناءهم للدراسة في الأزهر.
من إندونيسيا، انتقل شيخ الأزهر إلى سنغافورة، المحطة الثانية في جولته، وفيها حظى باستقبال حافل، وخصصت الحكومة السنغافورية بعثة شرف لمرافقة الإمام الأكبر.
وتوجه فضيلة الإمام الأكبر إلى سلطنة بروناي دار السلام، حيث التقى "حسن البلقية"، سلطان بروناي، وعقب اللقاء أعلن فضيلته أنه جرى الاتفاق على إقامة فرع للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في سلطنة بروناي، وإقامة مركز لتعليم اللغة العربية، وتخصيص 30 منحة لطلاب بروناي للدراسة في الأزهر، بالإضافة إلى تعيين مفتي بروناي عضوا في مجلس حكماء المسلمين.
وكان فضيلة الإمام الأكبر على موعد لزيارة بريطانيا، حيث كان في استقباله لدى وصوله إلى مطار هيثرو " جاستن ويلبي"، كبير أساقفة كانتربري، وقد استهل شيخ الأزهر الزيارة بلقاء الملكة إليزابيث الثانية، ملكة المملكة المتحدة، في قلعة وندسور التاريخية، حيث أكد فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر يفتح نوافذ الحوار مع الجميع لترسيخ قيم السلام والتعايش، فيما أوضحت ملكة بريطانيا أن العالم يعول بشدة على القيادات الدينية من أجل تعزيز السلام العالمي.
وبعد انتهاء زيارته إلى وسط آسيا، توجه فضيلة الإمام الأكبر إلى أوروبا وتحديدا إلى مدينة بولونيا الإيطالية، لحضور مؤتمر "الأديان.. والثقافة والحوار"، حيث ألقى فضيلته كلمة خلال الجلسة الرئيسية أكد فيها أن الأزهر يعلم طلابه قيمة احترام ثقافات الشعوب وحرمة الاعتداء عليها، وأن الإرهاب الذي يرعب الآمنين لا يمكن أن يكـون صنيعة قـوم يؤمنـون بالدين، مؤكدًا أن "الأزمة الأم" في عالمنا هي "أزمة السلام" وتجارة السلاح وإشعال الحروب.
وعقب مشاركته في المؤتمر، توجه الإمام الأكبر إلى العاصمة الإيطالية روما، حيث التقى الرئيس الإيطالي "سيرجيو ماتاريلا"، الذي أكد أن الإمام الطيب يمثل رمزا كبيرا للحوار والسلام في العالم، وأن صورته مع بابا الفاتيكان أسقطت الكثير من الحواجز والجدران، فيما اختتم الإمام الأكبر زيارته لإيطاليا بلقاء قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وقد أعرب فضيلته عن سعادته بهذا اللقاء الودي الذي يجمعه بـ"أخيه وصديقه" حضرة البابا فرنسيس، الذي يجسد نموذج رجل الدين المتسامح والمعتدل، والمهموم بقضايا ومعاناة الفقراء والمستضعفين والمشردين، وهو أمر يشاطره الأزهر الشريف الاهتمام به كونه يمثل جوهر تعاليم الأديان، التي ما نزلت إلا من أجل خير البشر وسعادتهم، ولحثهم على التراحم والتعاطف فيما بينهم.
كما اهتم شيخ الأزهر بتعزيز التماسك في المجتمع المصري فأسس بيت العائلة لوأد محاولات الفتنة وترأس مجلس حكماء المسلمين وقام بالعديد من الجولات إلى مختلف دول العالم.
وأرسل شيخ الأزهر قوافل السلام إلى دول العالم، وترأس جلسات الحوار بين حكماء الشرق والغرب، ووقع على وثيقة الإخوة الإنسانية مع بابا الفاتيكان.
وفي عام 2020، منحت دولة ماليزيا، شيخ الأزهر، جائزة الشخصية الإسلامية الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2020.
وحَفَل تاريخ الأزهر الشريف بمشاركات مُجتمعية رصينة ومُؤثرة؛ هدفت إلى تحقيق الأمن والسِّلم المُجتمعي، ودعم حقوق المرأة والطفل، وقد كانت ولاية الإمام الطيب لمشيخة الأزهر الشريف امتدادًا لهذا الدور الرائد، حيث قام بالآتي:
▪️تأسيس «بيت العائلة المصري» من أجل الحفاظ على وحدة النسيج الوطني لأبناء مصر؛ مسلمين ومسيحيين، والتأكيد على القيم العليا والقواسم الإنسانية المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات.
▪️تعاون الأزهر الشريف مع كافة مؤسسات الدولة في تنفيذِ برامج دعوية وتوعوية وقِيمية مُشتركة، ومُجابهةِ الظواهر المُجتمعية السَّلبية.
▪️تعزيز دور «لجنة المصالحات بالأزهر الشريف» المنوط بها إصلاح ذات البين بين المواطنين، وإعلاء المصلحة العليا للوطن، وحفظ الأرواح والأعراض والممتلكات، ونبذ العصبية القبلية المتوارثة، من خلال التنسيق مع الجهات المعنية في الدَّولة.