أكد علماء جامعة مانشستر أن العسل له خصائص استثنائية مضادة لل ميكروبات وتجدد الأنسجة، يجب استغلالها بالكامل للمساعدة في التئام الجروح.
ويشير الباحثون إلى إن المادة الحلوة تقدم بديلا للأدوية التقليدية المضادة للميكروبات، التي أصبحت غير فعالة بشكل متزايد في مواجهة المقاومة المتزايدة.
وبحسب العلماء، فإن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتحديد وقياس المركبات التي تعطي العسل خصائصه المضادة لل ميكروبات وخصائص التئام الجروح لجعله أكثر موثوقية وموحدة.
ويستخدم العسل بشكل أساسي بشكل موضعي على الجروح لخصائصه المضادة للبكتيريا الناتجة عن إنتاج بيروكسيد الهيدروجين ووجود مركبات نشطة أخرى، وتشتمل المركبات على الفينولات، والديفينسين -1 ، والميثيل جليوكسال.
وتساهم حموضته وقلة توافر الماء أيضا في خصائص علاج العسل، وتوفر اللزوجة أيضا حاجزا رطبا فعالا بين موقع الجرح والبيئة الخارجية.
وأكد الباحثون أن مجموعة متنوعة من الجروح عولجت بالعسل، مثل الحروق والصدمات والجروح المزمنة، تم إطلاق Mesitran وهو الخط الأول من المنتجات التي تتضمن عسلا طبيا في المملكة المتحدة في عام 2005 في مانشستر، على مر السنين اتبعت شركات أخرى، وركزت الأبحاث في السنوات الأخيرة على استخدام العسل في تطبيقات هندسة الأنسجة.
تم استخدام أشياء مثل الألياف النانوية المغزولة بالكهرباء، والهلاميات المائية، والكريوجيل، والرغاوي، والأفلام، والمساحيق، والأسمنت، والأوعية الحيوية لتصنيع السقالات القائمة على العسل. وقد أظهرت بعض الدراسات كيف يمكن أن تكون البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أكثر عرضة للمضادات الحيوية عند استخدامها جنبا إلى جنب مع العسل.
ويشمل نشاط العسل المضاد لل ميكروبات أيضا، القدرة على قتل أو إبطاء انتشار الفطريات والفيروسات، ومع ذلك، فإن استخدام العسل مع ضمادات الجروح التقليدية يمثل بعض القيود، مثل امتصاصه من خلال الضمادة، ونفاذ ضعيف إلى موقع الجرح، وعمل مضاد لل ميكروبات على المدى القصير، ومع ذلك ويحاول مصنعو الضمادات المشربة تحسين آلية توصيلهم لتحسين فعالية المادة.
ويقول العالم الرئيسي "جويل يوبانكي ميليس" وهو باحث في الدراسات العليا من جامعة مانشستر: إن العسل له خصائص مضادة لل ميكروبات مثيرة، وقد استخدم في الطب التقليدي ل علاج الجروح منذ العصور القديمة. مضيفا لقد استخدمه المصريون القدماء لعلاج الجروح، وهناك إشارات مباشرة إلى تناول العسل في الكتاب المقدس والقرآن. وتقدم المركبات الموجودة في العسل بنكا من مضادات ال ميكروبات والعوامل المتجددة المحتملة التي يمكن استخدامها لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية والمساعدة في التئام الأنسجة.
وأشار: على الرغم من أن مستودع المركبات داخل العسل قد يكون له فائدة طبية هائلة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم المزيد حول كيفية عملها وكيف يمكن إيصالها إلى الجروح بشكل فعال وآمن بطريقة موحدة. كما أن معرفة نوع وتركيب العسل المستخدم في أنواع الجروح المختلفة يؤدي أيضا إلى تحسين جودة البحث، ويسمح ذلك للعلماء بالاستفادة القصوى من آليات العسل المضادة لل ميكروبات والشفاء، وقد يسمح لنا أيضا بتكرار هذه العناصر بشكل مصطنع في العسل، المواد الحيوية المستوحاة التي يمكن استغلالها مع التطورات الحالية في تقنيات هندسة الأنسجة، وهذا من شأنه تقليل المخاطر المتعلقة بالمعالجة من حيث التعقيم والتخزين والنقل وتحديد الأصالة والسلامة.