قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك إن أوكرانيا تدافع عن نظام السلام الأوروبي وليس عن أمنها فقط.
وأضافت بربوك في حوار مع صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه" اليوم الخميس، "نتحمل المسئولية، ونحرص على ألا تمتد الحرب إلى دول أخرى، لهذا السبب في بداية هذه الحرب تحدثنا عن منطقة حظر طيران، على الرغم من أن قلبي كان يرتعد من هذا القرار؛ لأنه كان سيعني أننا سنصبح طرفا في الحرب ضد روسيا".
وأوضحت أن ألمانيا أجرت تغييرا جذريا في سياستها لتجنب الانجرار إلى الحرب، إذ تحولت إلى تزويد أوكرانيا بالأسلحة، بما فيها الأسلحة الثقيلة، حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها، مشيرة إلى أن ألمانيا تقدم المساعدة اللوجستية والعسكرية بهدف إنقاذ أرواح البشر.
وأكدت أن الأيام والأسابيع الماضية أظهرت مدى أهمية الدعم الدولي لأوكرانيا؛ إذ أحدثت أنظمة الأسلحة الغربية فرقًا كبيرًا في مجريات الأزمة الأوكرانية، مضيفة بالقول "تساعد دباباتنا ومدرعاتنا ومدافع الهاوتزر الذاتية الدفع وقاذفات الصواريخ المتعددة على تحرير الأماكن المحتلة في الشرق أخيرًا والقضاء على القوات الجوية الروسية والمواقع الروسية المهمة بطريقة مستهدفة".
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية إنه "من الواضح أن شحناتنا من الأسلحة تساعد بوضوح شديد في إنقاذ الأرواح البشرية، لذا يجب على السياسة الخارجية القائمة على حقوق الإنسان أن تسأل نفسها باستمرار كيف يمكننا المساعدة في تحرير المزيد من القرى وبالتالي إنقاذ الأرواح من خلال عمليات تسليم أخرى لأننا لسنا في منأى عن ذلك".
وحول إمكانيه توريد دبابات ألمانية لأوكرانيا، أشارت بربوك إلى عدم وجود مناقشات كافية حاليا فيما يتعلق بهذا الأمر، موضحة بالقول"يتطلب الأمر ثلاثة أشياء: أولاً كيف يمكننا تقديم المزيد مما يساعد الآن بكفاءة، مثل الدفاع الجوي والمدفعية وقاذفات الصواريخ المتعددة، هذا ينطبق أيضا على مخزوننا، علينا توضيح ذلك مع الناتو، ثانياً الأسلحة الثقيلة في حالة نفاد الذخيرة أو تعطل الجهاز، لذلك نقوم بإنشاء مركز إصلاح على الحدود البولندية الأوكرانية، بالإضافة إلى ذلك ، من زيارتي الأخيرة إلى كييف ، أخذت معي فكرة العمل على إنشاء خطوط إنتاج خاصة بنا للمواد المفقودة، وخاصة الذخيرة، والثالث، الدبابات فنحن نوفر الدبابات منذ فترة طويلة (الدبابات المضادة للطائرات وعربات زرع الجسور المدرعة ومركبات الإنقاذ المدرعة)، وبقدر ما يتعلق الأمر بدبابات القتال الرئيسية الحديثة ، يمكنك فقط أن تقرر ذلك معًا ، في تحالف وعلى الصعيد الدولي، ومع ذلك في المرحلة الحاسمة التي تمر بها أوكرانيا حاليًا، لا أعتقد أن هذا قرار يجب تأجيله لفترة طويلة".
وحول الوضع في محطة زابوريجيا النووية، قالت وزيرة الخارجية الألمانية "الوضع خطير للغاية لأن (الرئيس الروسي فيلاديمير) بوتين جعل من محطة زابوريجيا للطاقة النووية ورقة مساومة في منطقة حرب، في مثل هذه اللحظة، من المهم التصرف بكفاءة، لذلك تمحور جزء كبير من محادثاتي خلال الأيام القليلة الماضية، بالتعاون مع فرنسا، حول كيفية أن تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية حاضرة بشكل دائم في محطة الطاقة النووية، وذلك في حالة احتل الجنود الروس المحطة، وفي نفس الوقت يحافظ الموظفون الأوكرانيون على تشغيلها، هذا في أسوأ الظروف من أجل منع وقوع كارثة، أهم شيء في الوقت الحالي هو كيف يمكننا التأكد من أن القوات الروسية لم تعد تقصف محطة الطاقة أو تشلها من الداخل".
وفيما يتعلق بإطالة أمد الحرب وتأثير ذلك على الاضطرابات الاجتماعية، قالت بربوك "مع اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي بنسبة 55 %، لم نتمكن من الاستغناء عن الواردات الروسية بين عشية وضحاها، وكان من الممكن أن يكون لذلك عواقب وخيمة، هذا بالضبط السبب الذي جعل الحكومة الفيدرالية تعمل بجد لإيجاد بدائل منذ اندلاع الحرب".
وأضافت أن ألمانيا أصبحت تحصل - الآن - على 6 إلى 8 بالمائة فقط من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا، كما أن منشآت تخزين الغاز في البلاد ممتلئة بنسبة تزيد عن 88 بالمائة؛ ما يعني أن الحكومة الألمانية استطاعت منع النظام الروسي من استخدام إمدادات الغاز كسلاح.
وحول إمدادات الطاقة العامة والخطة الألمانية لوزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أوضحت أن وزارة الاقتصاد الألمانية ألقت نظرة فاحصة على أسوأ السيناريوهات التي يمكن توقعها في الشتاء، وكانت النتيجة أن هناك احتمالًا جيدًا بأن مصادر الطاقة لن تتعرض لضغوط كبيرة.
وكانت روسيا قد أعلنت - في الرابع والعشرين من فبراير الماضي - بدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا؛ الأمر الذي ترتب عليه فرض أكثر من حزمة عقوبات على روسيا، وإعلان الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي الناتو وخارجه تقديم دعم اقتصادي وعسكري لأوكرانيا.