وضع المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط خطة للاحتفال بمناسبة مهمة للحضارة والتاريخ وهي مرور ٢٠٠ عام على نشأة علم المصريات وفك رموز حجر رشيد، وذلك عبر تنظيم العديد من الفعاليات المتنوعة ما بين تراثية وثقافية وتعليمية لمختلف فئات الزوار بعنوان "حكايات وأسرار" تبدا ٢٤ سبتمبر وختاما ٣٠ سبتمبر.
ومن المقرر أن تتضمن الفعاليات محاضرة يلقيها الدكتور ميسرة عبد الله، نائب رئيس هيئة المتحف للشئون الأثرية، بحضور الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، بعنوان" نقوش على جدار الزمن"، وستتم فيها مناقشة وكشف أسرار حجر رشيد وكيفية العثور عليه وتاريخه ومعلومات أثرية مهمة عنه وقيمته في الحضارة المصرية.
والفعاليات متاحة الجمهور للحضور والمشاركة، حيث تشارك فيها كل أقسام المتحف، وتهدف إلى كشف عظمة وروعة الحضارة المصرية القديمة، وإلقاء الضوء على حجر رشيد ودوره في كشف أسرار كثيرة عن الحضارة والكتابة المصرية القديمة، وهو ما يتماشى مع دور المتحف في تعريف الزوار بها.
وتبدأ خطة المتحف بعرض قطع أثرية فريدة من نوعها خلال الفترة المقبلة وستكون مفاجأة للجميع ولزوار المتحف، مع عمل بطاقات شرح جديدة ومختلفة، بحيث يتم ربط هذا كله بالحضارة المصرية القديمة وإظهار ما تتمتع به من مميزات وسمات لم تتوفر لغيرها من الحضارات الأخرى في العالم .
ويشارك القسم التعليمي بمجموعة من الأنشطة التربوية والتثقيفية والفنية، بداية من يوم ٢٤ سبتمبر الى ٢٩ سبتمبر, وذلك انطلاقاً من دور المتحف في غرس قيم الانتماء والحفاظ على الهوية المصرية، وتركز هذه الأنشطة على الأطفال والشباب كونهم عماد الحاضر وقوة المستقبل وأساس تقدم وبناء المجتمع.
وتضم أنشطة القسم التعليمي ورشتي عمل عن الكتابة الهيروغليفية للشباب حتى سن ١٨ عاما، وورشة عمل للأطفال سن ١٠ سنوات بعنوان "عالم المصريات الصغير"، وورشة النحت على الخشب للشباب فوق ٢٠ عاما، وورشة جبس وحكي للأطفال عن اكتشاف حجر رشيد وقصص وحكايات المستشرقين، وورشة الطباعة على النسيج بالهيروغليفية للكبار.
ويقيم قسم التراث بالمتحف فعالية تراثية ثقافية فنية تحت عنوان "اكتشف حجر رشيد" على مدار يومي ٢٤ ، ٢٥ سبتمبر، ويضم اليوم الأول ورشة حية تفاعلية مختلفة بعنوان "النحت على الحجر"، عن تصميم نموذج من حجر رشيد ونحت جزء من نصوصه بأدوات ومعدات يدوية، مع إتاحة الفرصة للزائرين لتجربة النحت.
وورشة تفاعلية بعنوان "الكشف عن حجر رشيد بالحبر السري"، وذلك للكشف عن نص هيروغليفي من نصوص حجر رشيد باستخدام الحبر السري، وورشة تفاعلية أخرى بعنوان "الكتابة المصرية القديمة بفن ال PUFF PAINT" باستخدام تقنية الألوان البارزة، لكتابة الحروف والكلمات بالخط الهيروغليفي.
وفي اليوم الثاني تقام ورشة تفاعلية عن الأختام الهيروغليفي بنماذج من الأختام لطباعة حروف الخط الهيروغليفي، وورشة بعنوان "النحت على النحاس" لتطبيق الكتابة بالخط الهيروغليفي على الحلي ونماذج من النحاس مستوحاة من التراث، بالإضافة إلى عرض نماذج من المستنسخات ومنتجات تتضمن رموز حجر رشيد.
وضمن أنشطة قسم الفنون تقام فعالية "رشيد... ٢٠٠ عام من النور"، بداية من يوم ٢٧ سبتمبر إلى ٣٠ سبتمبر،وتتضمن معرضًا للصور الفوتوغرافية التى وثقت الحدث، وعددًا من العروض عن العلوم التي ارتبطت بعلم المصريات، والألعاب، ومستنسخ ل حجر رشيد تم تنفيذه بالحجم الطبيعي، وهذه الفعالية هي جزء من نتاج عمل طلبة المدرسة الصيفية الأولى للفنون، حيث تم تدريب الفنانين على توظيف الفن في المتاحف من خلال تدريب مهني استمر لمدة شهرين.
ويساهم فريق السوشيال ميديا على مدار شهر سبتمبر، بسرد قصص لأهم العلماء والرحالة والمستشرقين الأوائل الذين سبقوا عصر شامبليون وفك رموز حجر رشيد وقصص ما وراء اكتشاف الحجر.
من جانبه قال الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، إنهم حريصون علي مواكبة الأحداث المهمة والمؤثرة في تاريخ وحضارة مصر، ومن أبرزها ذكرى اكتشاف حجر رشيد وفك رموزه وبداية علم المصريات، مما جعل الأنشطة التي قررنا إقامتها تتسم بالتنوع وتتناسب مع حجم وقيمة الحدث، وذلك انطلاقاً من دور المتحف كمؤسسة تثقيفية توعوية ومنارة لإحياء التراث المصري والحفاظ عليه، وهو نفس ما قام به حجر رشيد الذي يمثل ذاكرة حفظت لمصر أسرار حضارتها العظيمة.
ويعد حجر رشيد أحد المفاتيح الرئيسية التى ساعدت على فك اللغة المصرية القديمة ونشاة علم الآثار المصرية، حيث عثر الضابط لويس خافيير بوشار على هذا الحجر فى ١٩ يوليو عام ١٧٩٩ فى قلعة سان جوليان بمدينة رشيد، ويعود تاريخ الحجر إلى ٢٩ مارس ١٩٦ ق. م عندما اجتمعت نقابة كهان مصر فى مدينة كانوب وقدمت خطاب تهنئة للملك بطلميوس الخامس بتوليه عرش مصر وتقديم الشكر له لإعفاء المعابد من الضرائب بسبب انخفاض الفيضان، حيث سجل الشكر بجميع الخطوط واللغات المتداولة فى مصر، وفى يوم ٢٧ سبتمبر ١٨٢٢ استطاع جان فرانسوا شامبليون التوصل إلى فك لغز الحجر وقراءة العلامات المصرية القديمة قراءة صحيحة والتى نشأ على إثرها واحد من أهم العلوم الإنسانية وهو علم المصريات.