خطيب المسجد النبوي: لا تخاطبوا الناس إلا بأحسن الألفاظ وأجملها وألطفها

خطيب المسجد النبوي: لا تخاطبوا الناس إلا بأحسن الألفاظ وأجملها وألطفهاخطيب المسجد النبوي

الدين والحياة23-9-2022 | 16:04

قال الشيخ صلاح بن محمد البدير، إمام و خطيب المسجد النبوي الشريف: لا تخاطبوا الناس إلا بأحسن الألفاظ وأجملها وألطفها وأبعدها عن اللفظ الخسيس المفحش والجافي الغليظ وأسلمها مما فيه ضعة أو نقيصة أو حط أو زراية بالمخاطبين وأنقها مما فيه تهكم أو تحقير أو تصغير أو تقليل للسامعين.

واستشهد " البدير" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بقوله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) وقال ابن كثير رحمة الله: "أي كلموها طيبا، ولينوا لهم جانبا"، منوهًا بأن المحادثة مع الناس صلة لا محيد عنها فيها تحصيل للعلوم وتنوير للفهوم وتلقيح للعقول وترويح للقلوب وتسريح للهموم، وحسن المحادثة وجمال الكلام عند المخاطبة وحلاوة المنطق عند المقابلة والمواجهة والمجالسة من كرائم الخصال وأشهرها منقبه وأرفعها درجة.

وأوضح أنه من وشى مقاله وزوق كلامة وهذّب لسانه وجّمل بيانه وزين خطابة تقديرا وتوقيرا للمخاطبين انقادت له القلوب بالمحبة وسرت إليه النفوس بالوداد وقد جبل الله القلوب على حب من خاطبها بالألفاظ المستعذبة الرائقة سماعها كما جبلها على بغض فاسد اللسان وعلى مقت الصّخّاب الحديد السليط الشتام وعلى كره الفاحش البذي الذي لا يبالي بما نطق من الكلام.

ونبه إلى أن أولى من تتأكد العناية بالألفاظ عند محادثته ومخاطبته الوالدان، منوهًا إلى أنه لا يخاطب الوالدان إلا بالمعاني المزوّقة المحسّنة بحلل الألفاظ الشريفة لعلوا مكانتهم ورفعة قدرهما وعظم حقهما عند الله عزوجل لقوله تعالى: ( فَلاَ تَقُل لَّھُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْھَرْھُمَا وَقُل لَّھُمَا قَوْلاً کَرِيْما ).


وأضاف أنه نهى الله عز وجل عن مخاطبتهما بصوت الأفّاف المتضجر المتكرّه المتثاقل وأمر بالقول الجميل الذي يقتضيه حسن الأدب ويستدعيه حفظ الحق والمنزلة ولا يدعوهما بأسمائها ولا يرفع صوته بلا فائدة عند مقامهما لأن ذلك من الجفاء وسوء الأدب، موصيًا الآباء والأمهات بالرأفة والرحمة بالولد فهو ثمرة القلب وريحانة الفؤاد والترفق بالخطاب معه.

وتابع: والتحنن له وإظهار لسان التشجيع والتحضيض والاستمالة والإقناع، محذرا بوصف الولد بالبلادة والبلاهة والغفلة والخرق فبذلك يكون قد وقع بالتعنيف اللفظي المنافي لكمال التربية وإن لم تصل تلك الألفاظ إلى حد التحريم، مبينا أنه لا يحق للوالد أن يكون شتاما ولعانا لأهله وأولاده ومن اعتاد شتم أهله وأولاده بالكلمات المحرمة شرعا فقد سقطة عدالة وردت شهادته عند بعض الفقهاء.

وحث المسلمين بعدم مخاطبة المقصرين بخطاب التنفير والتقنيط والتيئيس فالنصح إذا اكتسى لفظا حسنا سهلا صار في القلب أحلى وللصدر أملا فعن جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال رجل: "و الله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتتالى عليَّ أن لا أغفر لفلان، إني قد غفرت له، وأحبطت عملك".

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2