أمل إبراهيم تكتب: كوريا الجنوبية معجزة اقتصادية

أمل إبراهيم تكتب: كوريا الجنوبية معجزة اقتصاديةأمل إبراهيم تكتب: كوريا الجنوبية معجزة اقتصادية

* عاجل26-2-2018 | 17:25

كوريا الجنوبية .. تجربة فريدة من أقصى شرق آسيا، استطاعت فى سنوات قصيرة أن تحدث طفرات هائلة فى اقتصادها حتى باتت من الدول التريليونية ومن بين أكبر عشرين اقتصادا عالميا. فتلك الدولة التى لم يتجاوز عمرها السبعين عاما، تأسست رسميا فى ١٩٤٨، وأصبحت معجزة اقتصادية على نهر الهان، كما يسميها أبناؤها من الكوريين، أو أسرع الاقتصاديات نموا فى العالم وفقا لشهادة البنك الدولى للاقتصاد الكوري، أو الخامسة بين الدول الأكثر تصديرا لمنتجاتها إلى الخارج. يشهد الاقتصاد الكوري الجنوبي والشمالي نمواً متسارعاً منذ نهاية الحرب الكورية في عام 1953م. وقبل الحرب، كان الاقتصاد يعتمد أساساً على الزراعة رغم أنه كان لدى كوريا الشمالية بعض الصناعات الخفيفة. ولكن منذ الحرب، والإنتاج الصناعي يكتسب أهمية في اقتصاد البلدين. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تطورت صناعة الخدمات مثل الاتصالات والخدمات الحكومية، والتجارة ووسائل النقل. بدأ الاقتصاد الكورى منذ ذلك الحين يحقق معدلات نمو مذهلة وصلت لـ ٨٪ سنويا، وارتفع معدل نصيب الفرد من الدخل القومى من ٧٩ دولارا سنويا إلى أكثر من ٥ آلاف دولار بنهاية الثمانينيات حتى وصل إلى ٢٠ ألف دولار فى ٢٠٠٦ عندما تجاوز الإنتاج المحلى حاجز التريليون دولار. وهذا لا يعنى أن كوريا الجنوبية وجدت طريقها مفروشا بالورود إلى ذلك، بل إنها عانت الكثير من العراقيل، أولها كانت أزمة عام ١٩٩٧ المالية التى اجتاحت آسيا على نحو اضطر المارد الكورى إلى الاستدانة من الجهات الدولية مبالغ اعتبرت قياسية حينها، لكنها تغلبت على ذلك سريعا، بل وأصبحت من أكبر الجهات الدولية المانحة عام ٢٠٠٩، بمبالغ وصلت إلى ١،٧ مليار دولار لعدد من الدول باستثناء كوريا الشمالية التى حصلت من سيول وحدها على ضعف إجمالى المنح الدولية التى قدمت لها. وحتى فى أوج أزمة الاقتصاد العالمى عام ٢٠٠٨، كانت كوريا الجنوبية من البلاد القلائل التى حولت الأزمة إلى "فرصة"، فتجاوزت الأزمة سريعا، بل وحققت فائضا قياسيا فى عام ٢٠١٣ وصل لـ٧٠ مليار دولار. ولعل صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هى أكثر المجالات التى تألقت فيها كوريا الجنوبية بلا أدنى شك وبدون منازع، وذلك بفضل تفوقها فى مجال الأبحاث العلمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فهى الآن المورد الدولى الرئيسى لشاشات التليفزيون الكريستالية السائلة "إل سى دي" ولمشغلات الـ"دى فى دي" و"فلاشات الكمبيوتر" والهواتف الذكية، وغيرها، حتى صنفتها مؤسسة بلومبيرج الأمريكية فى المركز الأول وفقا لمعايير الابتكار. ويبلغ إجمالي قيمة البضائع والخدمات المنتجة سنويًا في كوريا الجنوبية مايقارب 210 بلايين دولار أمريكي. تمثل هذه القيمة الإجمالية الناتج الوطني الإجمالي. يمثل الإنتاج الصناعي 32% من الناتج الوطني الإجمالي، بينما يمثل الإنتاج الزراعي 10%، أما الـ 58% المتبقية، فتأتي من أنشطة الخدمات. يوظف قطاع الزراعة نحو 20% من جملة الأيدي العاملة في كوريا الجنوبية بينما يوظف قطاع الصناعة 30% أيضاً ويعمل 50% في قطاع الخدمات. بلغت صادرات كوريا الجنوبية 578 مليار دولار فى عام 2017 وهو اعلى مستوى منذ 60 عاما  هو عمر الدولة الكورية .
أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2