أفادت
جمعية الإمارات للقلب بأن نسبة انتشار
أمراض القلب والأوعية الدموية بين سكان الدولة تصل إلى 10%، وتعد سبباً رئيساً للوفيات بنسبة 40% من جميع الوفيات في الدولة.
وشدّد مختصّون، تزامناً مع يوم القلب العالمي، على ضرورة تبني نمط حياة صحي منذ عمر مبكر، حيث يصيب المرض فئات عمرية داخل الدولة أقل بـ20 عاماً.
وأوضح نائب رئيس الجمعية استشاري أمراض القلب والشرايين، البروفيسور عبدالله شهاب، أن «معدل الإصابة بأمراض القلب والشرايين في الدولة أقل بنحو 20 عاماً، مقارنة بأوروبا وأميركاً وكثير من دول العالم، التي تتركز الإصابة لديهم في الفئة العمرية بين 60 و65 عاماً».
وأكد أن نمط الحياة غير الصحي يسهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية، خصوصاً مع زيادة العوامل المساعدة على الوفاة بالمرض، مثل الإصابة بأمراض السكري والضغط والقلق والتوتر.
ولفت إلى أن دراسة حديثة أجريت بالدولة كشفت أن ما يراوح بين 70 و80% من السكان يعانون ارتفاع نسبة الكوليسترول، فيما يعاني ثلث السكان الضغط، وخمسهم السكري، ويندرج سُدس السكان تحت فئة المدخنين.
وقال شهاب: «إنه على الرغم من تقدم دولة الإمارات في تشخيص وعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، فإنه يجب تكثيف حملات التوعية بمسببات هذه الأمراض، لاتخاذ الحملات الوقائية المناسبة للتصدي لأمراض القلب والشرايين، التي غالباً ما تتمثل في تغيير أسلوب الحياة وممارسة الرياضة».
من جهته، شدد أخصائي الأمراض القلبية في مستشفى التداوي بدبي، الدكتور إبراهيم الراوي، على ضرورة الانتباه إلى عوامل الخطورة التي ترفع معدلات الإصابة بأمراض القلب والشرايين، والتي تتمثل في «الوزن الزائد، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والسكري، والعوامل الوراثية».
ونصح بضرورة اتباع نمط حياة صحي، يجمع بين الغذاء الصحي وممارسة الرياضة بشكل مستمر، والابتعاد عن أي حميات غذائية قد تشكل خطراً على صحة الإنسان مثل «كيتو دايت». ولفت إلى أن أمراض القلب والشرايين أصبحت تصيب فئات عمرية أقل سناً من التي كان متعارف عليها سابقاً، حيث تستقبل المستشفيات شباباً في نهاية مرحلة العشرينات يعانون مشكلات صحية في القلب والشرايين، بسبب نمط الحياة الخاطئ، فيما كانت هذه الأمراض تبدأ من عمر 45 عاماً فما فوق.
وحذّر الراوي من الاعتماد على الوجبات السريعة بشكل مبالغ فيه، والإفراط في التدخين، والاستسلام للضغوط النفسية والحياتية، كون هذه الممارسات تعجل بالإصابة بأمراض القلب والشرايين في عمر مبكر. من جانبها، نظمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في ديوانها، أمس، في دبي فحوصاً طبية مجانية للموظفين والمتعاملين، بمناسبة اليوم العالمي للقلب، وأوضحت أنها تعمل على رفع وعي مختلف شرائح المجتمع، حول أثر أمراض القلب والشرايين على جودة الحياة، التي يلعب فيها عامل الوقاية دوراً أساسياً، من خلال أنشطة وفعاليات تشكل نهجاً مؤسسياً للحدّ من انتشار المرض، وتحسين نتائج المؤشرات الصحية الوطنية، بما يتناسب مع الخطط الاستراتيجية الحكومية وبرامج التنمية المستدامة.
وأكدت الوزارة أن إطلاق الاستراتيجيات والمبادرات والحملات الوطنية التي تُحسّن جودة الحياة لدى المرضى، يأتي ضمن أولويات النظام الصحي للدولة، ما يعزز المكانة التنافسية للدولة ضمن أقل الدول في معدل وفيات أمراض القلب والأوعية والشرايين على مستوى العالم. وجددت الوزارة التزام دولة الإمارات بتحقيق مستهدفات منظمة الصحة العالمية في الحد من الوفيات العالمية الناجمة عن الأمراض غير المُعدية، بنسبة تصل حتى 25% بحلول عام 2025، باعتبار أن الأمراض القلبية تعتبر المسؤولة عن نحو ثلث الوفيات في العالم.
وحدة العناية بالقلب
أفادت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف بأنها ضمن برامجها ومبادراتها التخصصية، أطلقت وحدة العناية بالقلب، وهي أحدث مركبات الإسعاف المتخصصة التي أطلقتها بهدف تقديم العناية المتقدمة للحالات الطارئة الحرجة، كالسكتة القلبية أو الجلطة، إلى جانب الاستجابة للحوادث البليغة وفقاً لأحدث البروتوكولات العلاجية، أثناء نقل المريض أو المصاب إلى أقرب وأنسب مستشفى. وذكرت أنه يعمل على متن وحدة العناية بالقلب مسعف متقدم مزوّد بجميع الخبرات والمعارف المهنية على أهبة الاستعداد لجميع أنواع الحالات الطارئة، كما تم تزويده بالأدوية المخصصة لمثل تلك الحالات التي تُعطى للمريض بناءً على تشخيص الحالة. وأضافت: «يميز وحدة العناية بالقلب أيضاً أنها تحتوي على أحدث أجهزة التنفس الاصطناعي والإنعاش القلبي، إضافة إلى الأدوية المتخصصة التي يتم إعطاؤها للمريض أثناء نقله إلى المستشفى، وفي الحالات البليغة، وأثناء نقل المريض في سيارة الإسعاف، كما أنها مزوّدة بجهاز صدمة كهربائية، الذي يعطي الصدمات الكهربائية لمرضى القلب في حالات الرجفان القلبي ويقيس مختلف العلامات الحيوية.