تعهد وزراء دفاع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان في هونولولو تعزيز تعاونهم العسكري في مواجهة الطموحات الإقليمية للصين الساعية إلى "تغيير للوضع الراهن بالقوة" في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال استقباله نظيريه الأسترالي والياباني في مقر القيادة العسكرية الأمريكية في المنطقة "نحن قلقون جدا بشأن السلوك العدواني المتزايد والترهيب من جانب الصين في مضيق تايوان وأماكن أخرى في المنطقة".
من جهته قال الوزير الأسترالي ريتشارد مارليس "تعتمد مصالحنا على احترام النظام الدولي، لكننا نرى أن هذا النظام يواجه تحديا في المنطقة (...) من جانب الصين التي تسعى إلى تشكيل العالم من حولها كما لم نشهده من قبل".
بدوره ندد الياباني ياسوكازو هامادا "بالتغييرات الأحادية للوضع الراهن من جانب الصين باستخدام القوة في بحر الصين الجنوبي والشرقي" وكذلك بعمليات الإطلاق الصاروخية الأخيرة من جانب كوريا الشمالية، قائلا إنه يريد "مناقشة ما يمكننا فعله (... ) لتعزيز قدراتنا في الردع والرد في المنطقة".
وباشرت الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة حملة دبلوماسية في كل الاتجاهات لمحاولة مواجهة نفوذ الصين في هذه المنطقة الإستراتيجية.
وأعلنت الخميس عن صندوق جديد بقيمة 810 ملايين دولار لمساعدة جزر جنوب المحيط الهادئ، حيث ستعزز حضورها الدبلوماسي.
وزارت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس الأسبوع الماضي اليابان وكوريا الجنوبية حيث أكدت مجددا عزم واشنطن على العمل "بلا خوف أو تردد" عبر آسيا، بما في ذلك في مضيق تايوان.
كما توجهت هاريس إلى سيول وزارت المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، وذلك خلال زيارة هدفها تأكيد التزام واشنطن "الثابت" الدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة جارتها الشمالية.
كذلك عقد أوستن اجتماعا ثنائيا مع نظيره الأسترالي ركز على اتفاقية أوكوس AUKUS التي جرى التوصل إليها في العام 2021 بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة لتزويد كانبيرا غواصات أمريكية أو بريطانية تعمل بالطاقة النووية.
ثم توجه الرجلان إلى خليج بيرل هاربور حيث تفقدا غواصة يو إس إس ميسيسيبي الهجومية من طراز فرجينيا، وهي أحدث جيل من غواصات البحرية الأمريكية.
ومُذكّرا بأن الحكومة الأسترالية ستعلن في النصف الأول من 2023 عن نموذج الغواصات التي تنوي شرائها بعد الإنهاء المفاجئ لعقد ضخم مع فرنسا، أشار الوزير الأسترالي إلى أن جدول التسليم سيكون عاملاً مهمًا في قرار كانبيرا. وقال خلال مؤتمر صحفي "لن يكون الأمر متعلقا بمسألة تحديد أي غواصة سنختار فحسب، بل أيضا بما إذا كان الأمر سيكون سريعا وبما إذا كانت ستكون هناك فجوة في قدراتنا"، مُذكّرا بأن أسطول استراليا من الغواصات متقادم.
وأضاف "من المهم جدا، بالنظر إلى الوضع الإستراتيجي الذي نواجهه، أن يكون هناك تطور في قدرات الغواصات في أستراليا".
ويمكن للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية أن تسمح لأستراليا بالعمل بطريقة أكثر تخفيًا وبشكل أكثر ردعا بمواجهة الصين. وسيكون لاختيار المُوَرِّد تأثيرٌ اقتصادي كبير وانعكاسات إستراتيجيّة.