مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية نشرت قصة غريبة دارت أحداثها فى إنجلترا، حيث استضافت إحدى الأسر الإنجليزية فتاة أوكرانية لاجئة عمرها ٢٢ عامًا، وبعد عشرة أيام فقط من استقبال الأسرة لها كان الزوج واسمه توني جارنيت ٢٩ عامًا، وهو أب لطفلين قد وقع فى غرام الفتاة، وما أن شعرت زوجته لورنا ٢٨ عامًا – حتى طلبت من الفتاة مغادرة البيت فورًا.
ما كادت الفتاة ترحل عن بيت الأسرة الإنجليزية فى مدينة برادفورد، حتى لحق بها الزوج وترك زوجته وطفليه، وحينها صرح الزوج الذي استأجر منزلاً لإقامتهما، بأنهما يخططان لقضاء بقية حياتهما معا، ثم وجّه اعتذارًا لزوجته لما سبباه من ألم لها، وقال إن مشاعره تجاه صوفيا لم يشعر به من قبل!
كان هذا فى بداية شهر مايو الماضي، أي منذ أربعة أشهر، ثم تتطور القصة فيعود الزوج نادما إلى أسرته، وتطارده الفتاة التي حظر رقمها من على هاتفه، فتأتي الفتاة وتدق بابه فلا يفتح وتصرخ وتركل بابه، فيطلب لها الشرطة التي تحظر عليها الاقتراب من البيت أو محاولة الاتصال به.
ربما يعتقد البعض أن الزوج عاد نادمًا على فعلته وخيانته وإهانته لزوجته، لكن الحقيقة أن الفتاة الأوكرانية صوفيا كركديم قد أصيبت بعمى جزئي نتيجة عدوى أثناء سفرها إلى إنجلترا، أما الزوجة فقالت إنها كانت تعلم بنهاية مأساوية لهما، لكن ليس بتلك السرعة وبعد أربعة أشهر فقط، ومن الصعب أن أتعاطف معه أو أسامحه حتى بعد مليون سنة!
هذه القصة الغريبة التي جرت وقائعها فى إنجلترا واردة الحدوث فى أى مكان وأى زمان، الزوجة الخيرة الواثقة من علاقتها بزوجها، الزوج الذي لا يرى سوى رغباته ونزواته، العاشــقة التي تبحــث عــن مصلحتها دون أى اعتبار!
هذا الثالوث التاريخي الأبدي يحدث بأشكال عديدة، ولا يتعلم أحد من الثلاثة، فالثقة الزائدة من الزوجة التي ترى زوجها محبا صاحب قيم ومبادئ وأخلاق لا يمكنه التخلي عنها، فتسهو عنه وعن طبيعته التي لا يحتاج فيها سوى فرصة، وحين تأتي الفرصة لا تعود حياتهم أبدا كما كانت، حتى وإن عاد نادما! والزوج الذي يمل سريعا ما يملك ولا يرى سوى عيوب زوجته ولا يرى فى الأخرى سوى أحلام وردية ستخلصه من مشاكله ورتابة حياته، ويعتقد أن لديه كل المبررات التي يحاول بها إقناع نفسه وغيره، فى رحلة كذب كبيرة، والطرف الثالث سواء كانت صديقة أو جارة أو زميلة أو حتى معرفة عابرة، والتي تركز كل ذكائها فى كيفية الاستيلاء على هذا الرجل، وهي لا تعلم أنه حين يخون أو يتخلى عن بيته فسيأتي عليها الدور يوما، لكن هكذا البشر يكررون أخطاءهم مثل الفئران تماما.