ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول صاحبه: ما حكم قراءة بعض الأشخاص للقرآن في المواصلات العامة بصوت مرتفع ودون وضوء.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن قراءة القرآن الكريم من العبادات التي يترتب عليها من الثواب العظيم أولًا، وللذكرى والاتعاظ والتدبر ثانيًا، إلا أن ما يفعله البعض من قراءة القرآن بصوت عال في وسائل المواصلات لا يتناسب مع حرمة تلاوة القرآن الكريم.
وتابعت: وذلك حيث تختلط القراءة بضجيج الأصوات ولا يتحقق الإنصات والتدبر، ولكن لا بأس إذا قرأه في سره إذا قدر على التركيز وأمن من انقطاع التلاوة، والعودة إليها مرة بعد أخرى، مشيرة إلى أن من أفضل ما يخدم به المسلم قراءته للقرآن أن يأخذ شيئًا ولو يسيرًا من التفسير يعينه على التدبر والفهم، فقال تعالي: «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ» الآية 29 من سورة ص.
وأكد الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، في فتوى سابقة، أن قراءة القرآن فى أى مكان طاهر لا حرج فيها مطلقا، إذا قصد بها ذكر الله والتعبد ورجاء الثواب من الله سبحانه، أو التعليم للغير كيفية التلاوة أو أحكام القرآن وهدايته، ويدل على ذلك إطلاق قوله تعالى: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} آل عمران: 191، وقوله: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} الأحزاب: 41، 42، والقرآن أشرف الذكر، وذلك إلى جانب ما ورد من الحث على قراءة القرآن وإنما الممنوع أن يتخذ القرآن وسيلة للاستجداء واستدرار عطف الناس، وبخاصة ما يكون عليه المستجدى من هيئة مبتذلة كأنها عنوان للقراء أو المشتغلين بالدين عامة.
وأضاف: على هذا يحمل قول النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد "اقرؤوا القرآن واعملوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به"، قال الهيثمى: رجاله ثقات، وقال ابن حجر فى الفتح: سنده قوى. كما رواه الطبرانى والبيهقى أيضا، وفسر الأكل به بأخذ الأجرة عليه، كما فسر بالاستجداء به والتسول.