تبنت الدولة المصرية خلال السنوات الثماني الأخيرة رؤية متكاملة ومتعددة الأبعاد لتنمية شبه جزيرة سيناء التي تظل على رأس أولويات القيادة السياسية باعتبارها قضية أمن قومي لا مجال للتهاون فيها، حيث تسارعت وتواصلت الجهود لإعادة صياغة شكل وملامح وأوجه الحياة على أرض الفيروز من خلال الاستفادة من كافة المقومات التي تتمتع بها واستغلالها بالشكل الأمثل، وتحسين البنية التحتية وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة في المجالات كافة، فضلاً عن الحرص على جعل سيناء امتداداً طبيعياً لوادي النيل عبر ربطها بمدن القناة والدلتا، بما يحقق هدف تعميرها بعد تأمينها والقضاء على بؤر الإرهاب، وتوفير كل سبل العيش الكريم لأهلها وسكانها، وجعلها أرضاً جاذبة للسكان والمستثمرين في ذات الوقت، لتنجح الدولة في المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع.
وفي هذا الصدد نشر المركز الإعلامي ل مجلس الوزراء تقريراً تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على المشروعات العملاقة للتنمية والتعمير الممتدة في عمق سيناء التي تظل في قلب الجمهورية الجديدة، لتجني بذلك عوائد الأمن والاستقرار ونجاح استراتيجية التنمية الشاملة، وذلك في وقت تستعد فيه لاستقبال العالم.
استعرض التقرير جهود تعزيز الحماية الاجتماعية ورفع كفاءة المنشآت الرياضية لأهالي سيناء ومدن القناة، ففيما يتعلق بالحماية الاجتماعية، استفادت أكثر من 102 ألف أسرة من برنامج تكافل وكرامة بقيمة سنوية تجاوزت 511.6 مليون جنيه حتى يونيو 2022، كما استفاد 2.1 مليون مواطن من البطاقات التموينية، و2.6 مليون مواطن من منظومة الخبز، وذلك حتى سبتمبر 2022.
وفي الإطار ذاته، تم تسليم أكثر من 30.9 ألف بطاقة خدمات متكاملة لذوي الإعاقة منذ يونيو 2019 حتى يونيو 2022، بالإضافة إلى تخصيص 21 مكتباً لتأهيل ذوي الإعاقة حتى يونيو 2022، كما زاد عدد المستحقين من المعاشات بنسبة 44.3% ليصل إلى 433.9 ألف فرد، وذلك في وقت زادت فيه قيمة المعاشات بنسبة 235.9% لتصل إلى 938.9 مليون جنيه وذلك عام 2022.
كما أوضح التقرير أن تعويضات المتضررين من المواجهات الأمنية بين قوات إنفاذ القانون والعناصر الإرهابية قد وصلت إلى أكثر من 4.6 مليار جنيه خلال الفترة من أكتوبر 2015 حتى يونيو 2022.
وتطرق التقرير إلى ما تم من جهود تتعلق بالمنشآت الرياضية، موضحاً أنه تم وجار إنشاء وتطوير 5 استادات، و12 نادياً رياضياً، وتطوير 392 ملعباً خماسياً وقانونياً، بينما تم إنشاء المدينة الرياضية ببورسعيد بتكلفة 280 مليون جنيه، وإنشاء الصالة المغطاة بالعريش بتكلفة 92 مليون جنيه، في حين بلغت تكلفة استكمال القرية الأوليمبية بشرم الشيخ 5.3 مليون جنيه.
وفي سياق آخر، أشار التقرير إلى ما يتم من جهود في سيناء لتعزيز العمل المناخي استعداداً لاستقبال مؤتمر المناخ العالمي COP27، لافتاً إلى الاستعدادات لتحويل شرم الشيخ إلى مدينة سياحية مستدامة بيئيًا، ومنها توفير 260 أتوبيساً يعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء، وتنفيذ 200محطة لشحن الأتوبيسات بالكهرباء والغاز الطبيعي.
وتتضمن الاستعدادات أيضاً، إنشاء محطة الخلايا الشمسية بقدرة 5 ميجاوات على أسطح مباني مطار شرم الشيخ، وإنشاء المنطقة الخضراء وهي مخصصة للقطاع الخاص والمجتمع المدني وتضم مساحة للمعارض ومسرح وغرف الاجتماعات ومساحة للمجتمع المحلي البدوي.
كما تشمل الاستعدادات كذلك إنشاء مجلس المدينة الجديد الذكي الصديق للبيئة، وتطوير طريق المدينة، والتوسع في خدمات الدفع الإلكتروني ومنظومة الكاميرات الذكية للتاكسي الذكي، ورفع كفاءة محطة تحلية المياه، وتنفيذ الخط الناقل الاستراتيجي، وإدارة المخلفات الصلبة، والحد من استخدام الأكياس البلاستيك.