تبنت الدولة المصرية خلال السنوات الثماني الأخيرة رؤية متكاملة ومتعددة الأبعاد لتنمية شبه جزيرة سيناء التي تظل على رأس أولويات القيادة السياسية باعتبارها قضية أمن قومي لا مجال للتهاون فيها، حيث تسارعت وتواصلت الجهود لإعادة صياغة شكل وملامح وأوجه الحياة على أرض الفيروز من خلال الاستفادة من كافة المقومات التي تتمتع بها واستغلالها بالشكل الأمثل، وتحسين البنية التحتية وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة في المجالات كافة، فضلاً عن الحرص على جعل سيناء امتداداً طبيعياً لوادي النيل عبر ربطها ب مدن القناة والدلتا، بما يحقق هدف تعميرها بعد تأمينها والقضاء على بؤر الإرهاب، وتوفير كل سبل العيش الكريم لأهلها وسكانها، وجعلها أرضاً جاذبة للسكان والمستثمرين في ذات الوقت، لتنجح الدولة في المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع.
وفي هذا الصدد نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريراً تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على المشروعات العملاقة للتنمية والتعمير الممتدة في عمق سيناء التي تظل في قلب الجمهورية الجديدة، لتجني بذلك عوائد الأمن والاستقرار ونجاح استراتيجية التنمية الشاملة، وذلك في وقت تستعد فيه لاستقبال العالم.
وأورد التقرير ما يتم من جهود لتوفير منظومة تعليمية حديثة ومتطورة لأهالي سيناء ومدن القناة، ففيما يتعلق بالتعليم قبل الجامعي، تم إنشاء 440 مدرسة وأكثر من 2000 فصل، بالإضافة إلى إنشاء 63 مدرسة صناعية و19 مدرسة زراعية و40 مدرسة تجارية و6 مدارس فندقية.
وعلى صعيد منظومة التعليم الجديدة، أوضح التقرير أنه تم إنشاء 7 مدارس يابانية لأول مرة في سيناء ومدن القناة، بالإضافة إلى إنشاء 4 مدارس تكنولوجيا تطبيقية، فضلاً عن مد كابلات الفايبر لـ 134 مدرسة ثانوية، وتوزيع 91 ألف جهاز تابلت على طلاب المرحلة الثانوية، وتدريب 21.7 ألف معلم على المنظومة التعليمية الجديدة.
وفيما يخص التعليم الجامعي، فوفقاً للتقرير تم بدء الدراسة فعلياً في 4 جامعات أهلية هم الملك سلمان الدولية بفروعها الثلاثة والجلالة الدولية وجامعة شرق بورسعيد وجامعة الإسماعيلية الجديدة، كما تم إنشاء جامعة تكنولوجية بشرق بورسعيد وبدأت الدراسة بها في العام الدراسي الحالي وذلك بتكلفة 645,7 مليون جنيه.
وبجانب ما سبق، قد تم إنشاء 14 كلية جديدة بالجامعات الحكومية، وكذلك إنشاء جامعة شرم الشيخ الخاصة، فيما بلغت تكلفة تطوير جامعة العريش 1.3 مليار جنيه، وتم إنشاء أول فرع لجامعة حكومية بجنوب سيناء وهي جامعة السويس بأبو رديس بتكلفة 1.3 مليار جنيه.