قالت صحيفة (عمان) العمانية، اليوم الإثنين، إن قرار منظمة «أوبك+» بخفض مليوني برميل من إنتاج النفط يوميا آثار ردود فعل عالمية خرجت من السياق الاقتصادي في بعض الأحيان إلى السياق السياسي، موضحة أن بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية قالت إنها تدرس خيارات الرد معتبرة أن هذا الخفض من شأنه أن يدعم روسيا التي تتعرض لعقوبات اقتصادية دولية بسبب الحرب ضد أوكرانيا، في وقت قلصت فيه روسيا ضخها للغاز إلى أوروبا مع بدء بواكير فصل الشتاء، كما أنه يفاقم أزمة التضخم العالمية التي تؤثر على جميع دول العالم دون استثناء ودفعت بالكثير من البنوك العالمية لاتخاذ سياسات مالية استثنائية.
وأضافت الصحيفة في افتتاحياتها تحت عنوان " البحث عن أسعار عادلة للنفط "، أنه رغم المبالغة في بعض ردود الفعل إلا أن بعض سياقها مفهوم على اعتبار أن الدول المستهلكة يهمها أن تحصل على النفط بأسعار رخيصة أو حتى رخيصة جدا، كما كان عليه الحال خلال السنوات الماضية وبشكل خاص خلال فترة جائحة كورونا حينما هوت الأسعار إلى ما دون 20 دولارا للبرميل لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن.
ولفتت إلى أن بعض الدول تريد الخروج من أزماتها الاقتصادية على حساب الدول المنتجة للنفط، حيث تتوقع أسعارا رخيصة تناسب اقتصادها وبعض الدول تريد توظيف الأسعار في لعبة الانتخابات الرئاسية، لكن كل هذه الدول لا تريد النظر إلى الدول المنتجة للنفط باعتبارها هي الأخرى دولا يعتمد اقتصادها ودخلها على أسعار النفط، وأن الأمر إذا خرج من سياق العرض والطلب فلا بد ألا يخرج من سياق العدالة بين المنتجين والمستهلكين.
وأوضحت الصحيفة أن العالم في أمسّ الحاجة الآن إلى لحظات حوار حول الكثير من القضايا التي تشغله ومن بينها قضايا الطاقة وأسعارها، فإذا كانت الدول المستهلكة تبحث عن مصالحها فإن الدول المنتجة لا يمكن أن تتخلى هي الأخرى عن مصالحها والحل الأمثل البحث عن منطقة وسطى تلتقي فيها المصالح المشتركة بين المنتجين والمستهلكين.
وأكدت أن النقطة الأقرب التي يمكن أن يلتقي فيها الجميع تدور حول سعر 100 دولار للبرميل وهو سعر يبدو عادلا في الوقت الحالي إذا ما خدمته الظروف السياسية التي يمكن أن تدفع به إلى ضعف ذلك فيما لو تجاهلت السياسة دور ال اقتصاد في صناعة الاستقرار للجميع.