رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تفاقم مشكلة نقص المياه في ولاية "كاليفورنيا" الأمريكية بشكل كبير.. وحذرت من أن إمدادات المياه في إحدى مدن الولاية باتت على وشك النفاد قبل نهاية العام الجاري وسط استمرار موجات الجفاف غير المسبوقة والنقص القياسي في المياه.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - أن هذا التهديد الذي يلوح في الأفق، جعل مسئولي الولاية يتسابقون لعقد الاجتماعات في العاصمة ساكرامنتو وإجراء المكالمات الهاتفية إلى مكتب الاستصلاح الأمريكي لتكثيف جهود زيادة إمدادات المياه لديهم. بينما بدأ بعض السكان في مدينة "كوالينجا" في تخزين أباريق المياه سعة 5 جالونات في منازلهم وتوقع الكثيرون ارتفاعًا كبيرًا في فواتير المياه الخاصة بهم أو الاضطرار إلى شراء مياه إضافية من السوق المفتوحة في الفترة المقبلة بأسعار باهظة قد تؤدي إلى القضاء على ميزانية الولاية.
وأضافت الصحيفة أن هذا السيناريو القاتم تصدر الاجتماعات الأخيرة لعمدة مدينة "كوالينجا" بكاليفورينا رون رامزي الذي دعا للتصويت من أجل حظر ري الحدائق الأمامية للمنازل وتشديد العقوبات على الاستخدام المفرط وهي إجراءات أكد مسئولو المدينة أنها لن توفر ما هو مطلوب تقريبًا لتأمين المياه في المدينة لكنها أصبحت أكثر ما يمكن تحمله.
وفي غضون ذلك، أبرزت "واشنطن بوست" أن "كوالينجا" مدينة سُميت بهذا الاسم لتاريخها الطويل في استخراج الفحم والمعادن الأخرى وهي موقع جمهوري صغير في كاليفورنيا، وكانت قد تحدت القرارات الفيدرالية في عام 2020 بعدما أصدرت قرارًا بضرورة استمرار عمل جميع الشركات وعدم الامتثال إلى قرارات الإغلاق الإلزامي المرتبطة بمكافحة وباء كورونا..مشيرة إلى أنه عندما حان الوقت لتوزيع أموال الإغاثة الخاصة بكورونا على البلديات الأمريكية، لم تحصل كوالينجا على أي منها، لذلك شعر البعض هناك بأن قضية نقص المياه والتقاعس في تدفق المساعدات الفيدرالية لمواجهتها كأنها نوعا من أنواع الانتقام.
وتابعت الصحيفة تقول إن "أشد موجات الجفاف في الغرب الأمريكي منذ القرن التاسع دخل حاليًا عامه الثالث والعشرين. ففي جميع أنحاء كوالينجا، تواجه المجتمعات نقصًا أسوأ مما عرفته في أي وقت مضى؛ حيث هبطت أكبر الخزانات إلى مستويات قياسية وفقدت أحياء بأكملها إمدادها من المياه مع جفاف الآبار، وبدأت الولايات المطلة على طول نهر "كولورادو" المتضائل تتفاوض بشأن قطع المياه، وهو أمر ينذر باندلاع اضطرابات كبيرة في بعض الأحزمة الزراعية الأكثر أهمية في البلاد".
وأضافت "أجبر المناخ الأكثر سخونة وجفافًا ولاية كاليفورنيا والولايات الأخرى، على تقدير التعامل مع مستقبل سيكون لديهم فيه إمكانية الوصول إلى كميات أقل من المياه، مع استمرار النمو السكاني. ففي أغسطس الماضي، قدم حاكم كاليفورنيا، الديمقراطي، جافين نيوسوم خطة عمل من 19 صفحة للتعامل مع الخسارة المتوقعة بنسبة 10 في المائة من إمدادات المياه للولاية بحلول عام 2040".