​علي جمعة: القرآن فوق الأكوان.. والأكل والمتعة والأمل من صفات الخاسرين

​علي جمعة: القرآن فوق الأكوان.. والأكل والمتعة والأمل من صفات الخاسرينعلى جمعة

الدين والحياة12-10-2022 | 05:25

قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن القرآن فوق الأكوان، وآية " رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ" تعنى أن الكفار يوم القيامة يتمنون أن يكونوا مثل عصاة الموحدين فيخرجون من النار.

وأكد جمعة أن الخاسرين يوم القيامة لهم علامات ثلاث‏، أولاها "الأكل" حيث غلبت عليهم شهوة الطعام‏،‏ فشأنهم الأكل‏،‏ وسعيهم للأكل‏،‏ وكأنهم للأكل خلقوا‏، لا يبالون أحلالا كان أم حراما‏.

والعلامة الثانية "المتعة"، حيث طمس الله على قلوبهم ببغيهم‏،‏ وأذهب نورهم‏، جعلوا أوقاتهم للمتعة، وأنفقوا أعمارهم فيها. والعلامة الثالية "وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ" فهم يؤملون في هذه الحياة الدنيا أملا كاذبا خادعا‏، ألهاهم عن حقيقتها‏، وما من أجله خلقوا فيها‏،، ولا ترى أحد منهم يذكر الموت.

وأضاف جمعة "الكلام واضح لا خفاء فيه‏،‏ والعلو مشاهد‏،‏ والفخامة ظاهرة‏،‏ والعظمة بادية على كتاب الله تعالى‏،‏ من أول حرف تقرؤه فيه‏: (الر) فإذ بك تفهم المعنى‏،‏ إلا أنك تقف خاشعا أمامه‏،‏ وكأنك قد هيئت لتلقي كلام عظيم من رب عظيم‏.‏"

وقال "ونقف عند قوله تعالى‏: (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ) [الحجر:2] فـ‏(رُبَ) للتقليل كما أن ‏(كم‏)‏ للتكثير (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا)‏ يعني كأن الكافرين ‏(قلة منهم‏)‏ يودون في قلوبهم أن لو كانوا مسلمين‏،‏ ومعني هذا أن حجابا كثيفا بين أولئك الكافرين وبين الإسلام يحول دون إسلامهم‏.‏"
وأضاف جمعة "بعض المفسرين حمل (رُبَمَا)‏ في الآية على التكثير‏،‏ ولكن يوم القيامة‏،‏ حين يرون عصاة الموحدين يخرجون من النار‏;‏ فيود الكافرون لو أنهم كانوا مسلمين في الدنيا‏،‏ فيخرجون كما خرجوا‏.‏"
وعن الخاسرين قال جمعة: "وعن صفات أولئك الخاسرين يقول تعالى‏: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الحجر:3]،‏ إذن لهم في ظاهرهم أمارات ثلاث‏:‏ أولاها الأكل (يَأْكُلُوا‏)‏ غلبت عليهم شهوة الطعام‏،‏ فشأنهم الأكل‏،‏ وسعيهم للأكل‏،‏ وكأنهم للأكل خلقوا‏..‏ والأكل مطلق‏،‏ فماذا يأكلون‏!‏؟ لا يبالون أحلالا كان أم حراما‏;‏ وبإطلاق الأكل صح أن يدخل فيه أكل أموال الناس بالباطل‏،‏ وأكل مال اليتيم‏،‏ وأكل الربا‏،‏ وأكل الدنيا بالدين‏،‏ لا عبرة عندهم بكل ذلك‏!‏ المهم بل الأهم لديهم أن يأكلوا‏"

وقال "(ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا‏)‏ المتعة‏:‏ وهي ثانية الأمارات‏;‏ لما طمس الله على قلوبهم ببغيهم‏،‏ وأذهب نورهم‏،‏ جعلوا أوقاتهم لمتعة‏،‏ وأنفقوا أعمارهم فيها‏،‏ وهذه المتعة متعددة بحسب الحال‏،‏ فهي كلمة جامعة فذة‏،‏ تشمل متع الجنس‏،‏ ومتع الجاه‏،‏ ومتع المال‏،‏ لكنها كلها متعلقة بالدنيا فقط‏،‏ ولا يتعلق منها شيء بالآخرة‏،‏ ولا بوجه الله‏،‏ ولا بذكره‏،‏ ولا بالطيب من القول‏، وإنما لهو ولعب وغرور وخداع ومكره"

‏أما الثالثة فقال عنها: (وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ‏)‏ وهذه هي الأمارة الثالثة الظاهرة‏،‏ فهم يؤملون في هذه الحياة الدنيا أملا كاذبا خادعا‏،‏ ألهاهم عن حقيقتها‏،‏ وما من أجله خلقوا فيها‏،‏ ولا ترى واحدا فيهم يذكر الموت‏،‏ بل يأباه ويكرهه لأنه يكره لقاء الله‏،‏ كما قال تعالى‏: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الرُّوم:7].‏

أضف تعليق