يبدو أن المؤسسات الصحفية قد أخذت على عاتقها القيام بما يسمى "فرض الكفاية" وهو العمل، الذى لا يقوم به المخول به، حيث بدأت تتوسع فى تنظيم المؤتمرات العامة والندوات المتخصصة – بعدما تراجعت الجامعات ومراكز الدراسات والبحوث عن القيام بهذا "الدور" المطلوب والمهم، لإنارة الطريق أمام متخذى القرار فى المجالات المتعددة بما يوفره الحوار الجاد والمتخصص من "بدائل" مختلفة.
والطريف أن عدوى نجاح هذه المؤتمرات والندوات لعدة سنوات متتالية قد انتقل من المؤسسات الصحفية القومية إلى الصحف الخاصة والمتخصصة، فها هى صحيفة "المصرى اليوم" مستمرة فى تنظيم "ندوات" متنوعة تحت مسمى الصالون الشهرى، ومن قبلها كانت جريدة "المال"، ثم دخلت "حابى" على الخط.. وهنا سوف نتوقف قليلاً!
ذلك لأنها "تجربة" ناجحة فى مجال ما يسمى بالأعمال الصغيرة، فمؤسسو "حابى.. الجريدة والموقع" صحفيون شباب متخصصون فى الاقتصاد وكانوا جميعا يعملون فى صحيفة "المال" وهى المدرسة الأم، التى تخرج منها مجلة "البنوك" ثم صحيفة "البورصة" ومؤخرًا ومنذ أربع سنوات صحيفة "حابى".
الطريف فى الموضوع أن الثلاثة المؤسسين لحابى.. وهم زملائى - وأصدقائى - أحمد رضوان وياسمين منير "زوجته" وزميلتهما رضوى إبراهيم.. وقد تم التأسيس بمدخرات شخصية وعائلية ودعم قليل من بعض الأصدقاء.
والمعنى هنا.. أن النجاح ممكن.. حتى لو كان البعض يرى غير ذلك، فقد سادت مؤخرًا "وجهة نظر" بأن الصحف الورقية يتراجع دورها، وأن المستقبل للمواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت!
والغريب أن هذا " التوقع" لم يحدث فى البلاد، التى سبقتنا فى استخدام تلك الشبكة ومنذ عشرات السنوات، حيث مازالت صحفها المعروفة والمشهورة تصدر يوميا وبملايين النسخ، وأقصد بذلك أمريكا وأوروبا والدول المتقدمة!
والمعنى مرة أخرى، أن النجاح إرادة وعزم وإصرار، وأنه ممكن عندما تتوفر الرغبة والجدية مع الكفاءة والتخصص، وها هم ثلاثة من الشباب المجتهد نجحوا فيما فشل فيه آخرون، وللعام الرابع على التوالى ينظمون مؤتمرهم السنوى المتخصص، وقد كان عنوانه هذا العام حول كيفية " تمكين القطاع الخاص" من رفع نسبة مساهمته فى الناتج القومى إلى ما يزيد عن 70%، والوصول بالصادرات المصرية - بالتعاون مع الحكومة – إلى رقم مائة مليار دولار سنويا.
وقد حرص وزير المالية على افتتاح المؤتمر فى السابعة والنصف صباحا!، كما ألقت وزيرة التخطيط الكلمة الرئيسية فيه، ثم شارك الحضور فى المؤتمر على مدى يوم كامل فى ثلاث جلسات وحوارين، أحدهما كان مع رجل أعمال والثانى مع رئيس هيئة الرقابة المالية.
كلنا فى مركب واحد، ولابد أن يساهم الجميع بجهده وفكره فى حل مشاكل البلاد والعباد.