انطلقت منذ قليل، فعاليات المؤتمر العالمى السابع لدار الإفتاء المصرية، تحت مظلة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، ورعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، تحت عنوان "الفتوى وأهداف التنمية المستدامة"، والذى تستمر فعالياته على مدار يومى 17 و18 من أكتوبر الجارى.
يمثل المؤتمر نقطة انطلاق مهمة فى دراسات التنمية المستدامة فى ضوء استضافة مصر لقمة المناخ فى نوفمبر المقبل، وبيان ارتباط الفتوى بهذا الشأن، وكيف تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية وحسن استغلال الموارد المتاحة لتلبية احتياجات الأفراد فى ظل ما يواجه العالم من تداعيات مناخية تمثل تدهورًا بيئيًّا يجب التغلب عليه.
ويشهد المؤتمر فى نسخته السابعة تمثيلًا عالى المستوى من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، كما يشارك فيه وزراء وعلماء ومفتون ومختصون من 90 دولة حول العالم، وتهدف مناقشاته إلى الربط بين عمارة الأرض وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية فى الكون.
يعرض المؤتمر فى مستهل فعالياته فيلمًا تسجيليًّا يوضح أن للأديان مقاصد كبرى وغايات عليا من أهمها عبادة الله الواحد وتزكية النفس وعمارة الكون، وأن التنمية والعمران مطلب شرعى فى الإسلام، نصَّ عليهما القرآن الكريم، والاستدامة جزءٌ أصيل لا ينفصل عن مفهوم التنمية فى الشرع الشريف.
ويلى ذلك الجلسة الافتتاحية، ويلقى الكلمة الأولى فيها فضيلة الأستاذ الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، كما تشهد الجلسة كلمة أخرى لـ الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، مجمع الفقه الإسلامى نائبًا عن رئيس مجلس الوزراء الأستاذ الدكتور مصطفى مدبولى، وكذلك يلقى فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف ـ نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إلى جانب كلمة للمستشار عمر مروان - وزير العدل.
وكذلك تشهد الجلسة الافتتاحية كلمات لكلٍّ من: الدكتورة حنان بلخى، مساعدة رئيس منظمة الصحة العالمية بجنيف، والأستاذ الدكتور عبد الله المعتوق - رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وصاحب الفضيلة الشيخ قطب سانو - الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامى بجدة، ورولاند شاتس الرئيس التنفيذى لمعهد مؤشرات الاستدامة بالأمم المتحدة، إلى جانب كلمة لصاحب الفضيلة الشيخ حسين كافازوفيتش - المفتى العام للبوسنة والهرسك.
وتستمر فعاليات المؤتمر عقب الجلسة الافتتاحية حيث يشهد اليوم الأول انعقاد جلسة الوفود، ثم الجلسة العلمية الأولى.
ويأتى على رأس أجندة المؤتمر مجموعة من المحاور الهامة التى تناقش دَور الفتوى فى القضاء على الفقر والجوع وتحقيق رفاهية الشعوب، كما يبحث المؤتمر سبل إعادة بناء الوعى البشرى تجاه قضايا البيئة والمناخ، ويتناول العلاقة بين الفتوى والتنمية المستدامة وكيفية المساهمة فى حماية المناخ، إضافة إلى مناقشة دَور الفتوى فى مواجهة معوقات التنمية ودعم الاقتصاد الوطنى.
فى السياق ذاته، يشهد المؤتمر إطلاق العديد من المبادرات العالمية، من بينها: الإعلان عن ميثاق إفتائى لمواجهة التغيرات المناخية، وإطلاق المَعْلَمة المصرية للعلوم الإفتائية فى خمسين مجلدًا.
وفى ختام فعاليات المؤتمر، تُسلَّم جائزة الإمام القرافى للتميز الإفتائى، وتُمنح هذا العام لمفتى سنغافورة، سماحة الشيخ ناظر الدين محمد، ومؤسسة الإفتاء فى سنغافورة.