أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن أوروبا بدأت فى اتخاذ إجراءات تقشف شديدة لترشيد استهلاك الكهرباء تحسبًا لفصل شتاء قارس البرودة فى ظل قطع روسيا لواردات الغاز عن الدول الأوروبية على خلفية العقوبات الاقتصادية التى فرضها الغرب على موسكو بسبب العملية العسكرية فى أوكرانيا.
وأشار التقرير، إلى أن الحكومات فى جميع أرجاء القارة الأوروبية بدأت فى اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتعويض النقص فى واردات الطاقة الناجم عن الموقف الروسى.
وأوضح التقرير أن السلطات المحلية فى باريس، على سبيل المثال، قامت بإطفاء أنوار برج إيفل الشهير ساعة مبكرًا عن الموعد المعتاد فى الوقت الذى قامت فيه السلطات فى ميلانو بإغلاق نوافير المياه فى الميادين العامة بينما أحجمت صالات الجمينزيوم فى هانوفر عن توفير مياه ساخنة لروادها.
وفى الوقت نفسه، ناشدت السلطات المحلية فى جميع الدول الأوروبية السكان تجنب استعمال الأجهزة الكهربائية داخل المنازل فى الفترة من الرابعة حتى السابعة مساءً إلى جانب استخدام الأغطية الثقيلة فى التدفئة بدلاً من استعمال الأجهزة الكهربائية.
وأضاف التقرير أن تلك الإجراءات شملت جوانب أخرى من مناحى الحياة اليومية فى القارة الأوروبية حيث ناشدت المحال التجارية موظفيها باستخدام الدرج بدلًا من المصاعد واستعمال أجهزة موفرة للطاقة فى المنازل.
كما أن الحكومات والسلطات المحلية فى جميع الدول الأوروبية بدأت تستجيب لدعوات الاتحاد الأوروبى لتخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 15 % بحلول مارس المقبل.
وبدأت كذلك سلسلة المحلات الشهيرة مثل كريستيان ديور وجيفانجى وتيفانى وكارفور فى إطفاء الأنوار مبكرًا ثلاث ساعات عن المعتاد فى محاولة لترشيد الطاقة ومواجهة الأزمة الطاحنة التى تعانى منها القارة بأسرها.
بالإضافة إلى ذلك، كما يشير التقرير، ناشدت السلطات فى الدول الأوروبية المسؤولين عن المبانى العامة استخدام لمبات "الليد" الموفرة بدلًا من اللمبات العادية وإغلاق سخانات المياه وعدم استخدامها إلا للضرورة القصوى.
وأوضح التقرير فى الختام، أن الوضع أصبح أكثر سوءًا فى بعض الدول مثل أوكرانيا التى تعانى من ويلات حربها مع القوات الروسية إلى جانب أزمة طاقة حادة تهدد بشتاء قارس البرودة فى دولة تعتبر من أكثر الدول الأوروبية انخفاضًا فى درجات الحرارة.