مواقف دولية تدعم «هز الوسط»

مواقف دولية تدعم «هز الوسط»حسين خيرى

الرأى18-10-2022 | 14:17

هز الوسط وشرب الخمر فى باحات مساجد فلسطين يكاد يصبح أمرًا واقعًا، ويبدو أن لسان حال جيش الاحتلال يقول للفلسطينيين اصمتوا أمام تدنيس مقدساتكم، وتكرار مشاهد الرقص لا تدع مجالاً للشك فى أن ما يحدث هو رغبة إسرائيلية، تحاول تصديرها إلى الجميع حول العالم، حتى يعتاد من كان داخل الكيان أو خارجه على رؤيتها، وليفرضوا رؤية أن ليس للفلسطينيين مقدسات، وما هي سوى أماكن للهو.

وقبل بدء حفلات الرقص داخل الأقصى أو المسجد الإبراهيمي أو فى غيرهما تطوق قوات الاحتلال حولها سياجها الأمنى، بحجة الاحتفال بالأعياد اليهودية، ونحن لسنا ضد تقديم التقديس والإجلال لطقوس العقيدة اليهودية، ولكن يجب على الإسرائيليين أنفسهم إبداء مظاهر تقديسها، وهذا ما ينتفى تماما مع الاحتفال بها من خلال العرى وشرب الخمر.

وما يجرى من انتهاكات بحق المسلمين فى عدد من دول غربية وآسيوية، يعد دعمًا لسياسة القائمين على شأن إسرائيل، ومن ناحية أخرى بمثابة ضوء أخضر لتمادى قوات الاحتلال فى تخريب وتشويه كل ما يمس حقوق المواطن الفلسطينى، وكان آخرها دعوة "مارين لوبان" زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا فى لقاء تليفزيونى بغلق المزيد من مساجد فرنسا وطرد المسلمين، وبات المسجد الإبراهيمى هدفا ثانيا بعد الأقصى للمستوطنيين الإسرائيليين فى تدنيسه، وقدسية المسجد الإبراهيمى بصفته أهم وأقدم مسجد بفلسطين، ترجع إلى تاريخ نشأته فوق مغارة بداخلها قبر النبى إبراهيم وزوجته سارة وولده النبى إسحاق وحفيده النبى يعقوب.

ولكن يأبى المنصفين حول العالم التسليم بفرضية اعتياد مشاهدة تدنيس مقدسات الفلسطينيين، وترفضه كذلك منظمة إسرائيلية اسمها "تاغ مئير"، وتنتهج أسلوب مكافحة الكراهية والعنصرية فى صفوف الإسرائيليين، ورصدت تدنيسهم لـ60 مسجدًا وكنيسة ودير فى فلسطين، وحذر مسئولون فلسطينيون وإسرائيليون من ارتفاع وتيرة الهجمات على المقدسات الفلسطينية، وجاء أول المعارضين من الفلسطينيين الرئيس عباس أبو مازن، ومن الجانب الإسرائيلى الكاتب ليئور لاهارس، ورئيس بلدية القدس وأعضاء إسرائيليون بالكنيست، ومخطط تدنيس المقدسات الفلسطينية يتمادى مع سياسة إسرائيل غير المعلنة، والتي تتبع نهج خطوة بخطوة، وتنفذه فى مصادرة الأراضى وهدم البيوت منذ نشأتها، تحت أكثر من ذريعة، وتبدأ بتجريف عدة أفدنة، ثم مصادرة الأرض بكاملها وإقامة عليها المستوطنات، وأخيرًا أظهرت دراسة حقوقية بتحويل 15 مسجدًا فى المدن الإسرائيلية إلى معابد يهودية، وحولت 40 أخرى إلى حظائر وخمارات.

أضف تعليق