موسكو تعتزم إثارة مسألة إعداد السلطات الأوكرانية لاستفزاز الأمم المتحدة

موسكو تعتزم إثارة مسألة إعداد السلطات الأوكرانية لاستفزاز الأمم المتحدةموسكو

عرب وعالم24-10-2022 | 18:04

تعتزم روسيا إثارة مسألة إعداد السلطات الأوكرانية استفزازا ب قنبلة نووية قصيرة المدى في الأمم المتحدة، فيما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، النقاب عن أن إسرائيل قامت بتزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية ساعدتها في إسقاط الطائرات بدون طيار إيرانية.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في تصريح صحفي بموسكو اليوم الاثنين، عزم بلاده إثارة مسألة إعداد السلطات الأوكرانية استفزازا بـ"قنبلة قذرة" (نووية قصيرة المدى) في الأمم المتحدة.

وقال لافروف: "لدينا معلومات محددة حول المؤسسات والمعاهد العلمية في أوكرانيا، التي تمتلك التكنولوجيا اللازمة لصنع تلك القنبلة".

وتابع: "أن الدبلوماسيين الروس اتخذوا كل الخطوات اللازمة لبحث هذه القضية في المنصات الدولية، والتي يفترض أن تبدأ اليوم".

وكانت وزارة الدفاع الروسية نشرت، اليوم، بيانا قدمت فيه تفاصيل المعلومات المتوفرة لديها حول تخطيط كييف لاستفزاز بتفجير " قنبلة نووية قصيرة المدى"، بينما رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أخذ مثل هذا التحذير الروسي على محمل الجد.

من جانبه، قال المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، إن تهديد كييف باستخدام " قنبلة نووية قصيرة المدى" هو تهديد حقيقي.

وأضاف بيسكوف، في تصريح اليوم ردا على سؤال بشأن ما يشعر به الكرملين بشأن رفض الغرب تصديق هذا التهديد من جانب كييف، أن هذا التهديد واضح، ووزير الدفاع الروسي نقل هذه المعلومات إلى الغرب، وأصبح الأمر متروكا لهم بتصديقه أو عدم تصديقه".

وأشار إلى أن عدم ثقتهم بالمعلومات، التي ينقلها لهم الجانب الروسي، لا تعني أن التهديد باستخدام مثل هذه القنبلة لم يعد موجودا، فهو تهديد واضح وحقيقي.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد أعرب عن قلقه من تهديدات كييف باستخدام قنبلة "نووية قصيرة المدى" خلال اتصالات هاتفية مع نظرائه من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وتركيا وبريطانيا.

في سياق متصل.. اتهم المتحدث الصحفي باسم (الكرملين) الغرب بسرقة الكثير من الأصول الروسية، بما في ذلك احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية.
وقال بيسكوف "إن العديد من الأصول الروسية قد تمت سرقتها ببساطة من قبل دول معينة تنتمي إلى ما نسميه بالغرب الجماعي، بما في ذلك احتياطياتنا من الذهب والعملات الأجنبية".

وأضاف بيسكوف: "هذه أعمال غير قانونية تماما ومخالفة للقانون الدولي، وليس أكثر من تعد على ممتلكات الدولة وعلى الممتلكات الخاصة"، وتابع: "فكرة مصادرة الممتلكات الروسية لصالح أوكرانيا خطوة جديدة في مخالفة كل القوانين القائمة"، موضحا أن هذا يدمر أسس نظام العلاقات الاقتصادية القائمة في العالم.

وأكد بيسكوف أن اتخاذ أوروبا قرارات بتحويل الممتلكات الروسية المصادرة لصالح أوكرانيا سيكون خطوة جديدة لانتهاك جميع قواعد ومعايير القانون الدولي، مشيرا إلى أن بلاده ستبحث عن طرق لمواجهة ذلك.

وكان زعماء الاتحاد الأوروبي قد كلفوا مؤخرا المفوضية الأوروبية بإعداد مقترحات بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا.

في السياق ذاته، ذكر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة- في تقرير، اليوم- أن عدد الضحايا من المدنيين في أوكرانيا منذ الهجوم الروسي، في 24 فبراير الماضي وحتى أمس الأحد 23 أكتوبر، بلغ 16 ألفا و150 شخصا، منهم 6374 قتيلا و9776 جريحا.

وأضاف التقرير أن عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا في منطقتي دونيتسك ولوجانسك بلغ 8899 شخصا بينهم 3788 قتيلا و5111 جريحا، أما في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة فبلغ عدد القتلى 3365 قتيلا و3666 جريحا.

ولفت التقرير إلى أن عدد القتلى في الأراضي التي تسيطر عليها القوات المسلحة الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بلغ 423 قتيلا و1445 جريحا، أما في مناطق أخرى من أوكرانيا تشمل (مدينة كييف وتشيركاسي وتشيرنيهيف وايفانو فرانكيفسك وخاركيف وخيرسون وكيروفوهراد وميكولايف وأوديسا وسومي وزابورجيا ودنيبروبتروفسك وخميلنيتسكي وبولتافا وريفني وترنوبل وفينيتسيا ومناطق زيتومير)، والتي كانت تحت سيطرة الحكومة عند وقوع الضحايا فبلغ عدد القتلى 2586 قتيلا و4665 جريحا.

وأفاد بأن معظم الخسائر المدنية المسجلة نتجت عن استخدام أسلحة متفجرة ذات آثار واسعة النطاق، بما في ذلك القصف بالمدفعية الثقيلة وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة والصواريخ والضربات الجوية.

في غضون ذلك، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم، النقاب عن أن إسرائيل قامت بتزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية ساعدت كييف في إسقاط الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع من طراز "كاميكازي".

وقال مسؤول أوكراني، متحدثا بشكل غير رسمي للصحيفة، إن " إسرائيل قدمت معلومات استخباراتية مفيدة ساعدت في استهداف الطائرات الإيرانية".

وأشار التقرير الذي أوردته "نيويورك تايمز" على موقعه الإلكتروني، اليوم، إلى أن محركات هذه الطائرات صاخبة، فضلا عن تحليقها على ارتفاعات منخفضة، وثبت أن ذلك بمثابة نقطة ضعف تساعد على تمييز وتعقب ومن ثم استهداف تلك الطائرات الإيرانية الصنع من جانب الدفاعات الجوية التقليدية، ولم تحدد الصحيفة نوعية المعلومات الاستخبارتية التي قدمتها إسرائيل لأوكرانيا تحديدا.

وسلط التقرير الضوء على المحادثة الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد؛ ليطلعه بشأن "المعاناة التي لا توصف" التي تسببها الصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع.

وأوضح كوليبا في تغريدة له أنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضاً بشأن "الخسائر في الأرواح، والدمار الذي تسببه الصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار الإيرانية"، وقال "ناقشنا بالتفصيل طلب أوكرانيا ل إسرائيل تقديم أنظمة دفاع جوي وصاروخي وتكنولوجيا".

ولكن وفقا للصحيفة، أكدت إسرائيل مجددا رفضها بيع أسلحة دفاع جوي لأوكرانيا، وذلك على الرغم من المناشدة الأخيرة من جانب كييف بعد الهجمات الأخيرة بطائرات "كاميكازي" التي تعرضت لها عدة مدن أوكرانية خلال الأيام الماضية.

وأشار التقرير إلى أن الحرب في أوكرانيا تستعر في جبهتين منفصلتين في الوقت الراهن، الأولى على الأرض في الجنوب والشرق، حيث يتمتع الجيش الأوكراني باليد العليا، والثانية في الجو، حيث تطلق روسيا صواريخ بعيدة المدى وتنشر الطائرات بدون طيار الإنتحارية الإيرانية الصنع لشل البنية التحتية للكهرباء والتدفئة في المدن الأوكرانية على أمل إحباط معنويات الشعب الأوكراني.

في سياق متصل، حمل الدبلوماسي الأوكراني إيفان سيهيداـ في مقابلة خاصة مع قناة (العربية الحدث) الإخبارية، اليوم، من الكويت ـ إيران مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الراهنة في كييف جراء تزويد موسكو بالأسلحة والطائرات المسيرة، التي تستهدف البنية التحتية للطاقة في البلاد.

وقال سيهيدا "إننا ندين بشدة قيام إيران بإرسال الأسلحة خاصة الطائرات المسيرة التي تستخدمها موسكو في تدمير البنية التحتية للطاقة والمنشآت الحيوية والمناطق السكانية في البلاد".

وأشار الدبلوماسي الأوكراني إلى وجود دلائل لدى بلاده تثبت أن الطائرات المسيرة التي تم تحطيمها إيرانية الصنع، محذرا من تبعات تعامل روسيا وإيران في المجال النووي.

ونفى سيهيدا صحة التصريحات الروسية حول إمكانية استخدام أوكرانيا "قنبلة قذرة" من أجل الدفاع عن نفسها في الحرب مع موسكو، مشيرا إلى أن كافة المنشآت النووية الايرانية تحت مراقبة كاملة من منظمة الطاقة النووية الدولية.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال- خلال مشاركته في منتدى أعمال أوكراني- ألماني ببرلين، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، في نشرتها الناطقة بالإنجليزية- إن تكاليف إعادة الإعمار في جميع أنحاء بلاده تبلغ حاليا 750 مليار دولار أمريكي (663 مليار جنيه إسترليني).
وأعرب شميهال عن شكره لألمانيا على دعمها المستمر لأوكرانيا.

وبحسب شبكة "سكاي نيوز" تسببت العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا في تدمير مدن بأكملها مثل "ماريوبول" و"بوتشا"، وذلك منذ أن بدأت في أواخر فبراير الماضي.

على صعيد متصل.. ذكر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أنه سيلتزم بتقديم ما يصل إلى ثلاثة مليارات يورو لأوكرانيا خلال عامي 2022 و2023 للمساعدة في دعم الأعمال والاقتصاد.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا بدأت منذ 24 فبراير 2022 عملية عسكرية خاصة في إقليم "دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا، في أعقاب طلب إقليمي "دونيتسك" و"لوجانسك "رسميا دعم موسكو التى اعترفت بكل منهما "جمهورية مستقلة" ودخلت في مواجهات عسكرية مع الجيش والقوات الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 30 سبتمبر2022، في كلمة ألقاها بالكرملين أمام المئات من كبار السياسيين الروس، عن ضم أربع مناطق شرقي أوكرانيا هي: لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، بعد "استفتاءات" رفضت نتيجتها كييف وعواصم الدول الغربية، و الأمم المتحدة التى قال أمينها العام: إن "الضمّ يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة وما يمثّله المجتمع الدولي".

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2