تحتفل فلسطين في مثل هذا اليوم من كل عام، بالعيد الوطني للمرأة الفلسطينية، حيث أقر مجلس الوزراء في جلسته رقم (13) في يوليو عام 2019، اعتماد هذا التاريخ للاحتفال بمسيرة المرأة وكفاحها، ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولتمكينها وتعزيز دورها، على المستوى الوطني.
وتلعب المرأة الفلسطينية دورًا مهمًا ومحوريًا، في الكفاح ضد الاحتلال، فهي رمز التحدي والصمود، على الرغم من الظروف المعيشية التي تعيشها، من عنف، وتهجير، وتشريد، وقتل.
أيقونة العمل السياسي
بدأت مشاركة المرأة الفلسطينية في العمل السياسي، عام 1929، حيث عُقد أول مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس، وسط مشاركة أكثر من 300 سيدة، إثر تصاعد أحداث ثورة البراق، وانتشارها في جميع أنحاء فلسطين، واستشهاد 9 نساء، وخرج المؤتمر بمجموعة من القرارات القوية، التي عبرت بصدق عن تطلعات وطلبات الشعب الفلسطيني.
فاطمة برناوي
هي أول أسيرة في الثورة الفلسطينية، والتي اُعتقلت عام 1967، وحُكم عليها بالسّجن المؤبد، وأُفرج عنها عام1977.
وولدت برناوي في القدس عام 1939 لأب من أصل نيجيري وأم أردنية فلسطينية، وشارك والدها في ثورة عام 1936 برفقة الحاج أمين الحسيني، وعادت عائلتها إلى القدس عام 1960 واستقرت في حي الجالية الأفريقية، والتحقت في صفوف الثورة بحركة فتح، في سن 18 عام.
وأمضت 10 سنوات في السجن، قبل أن يفرج عنها، وعادت إلى قطاع غزة عام 1994 بعد اتفاقات أوسلو وتولت منصب قيادة الشرطة النسائية الفلسطينية، وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات يعتز بها، وفي عام 2005، منحها الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس وسام نجمة الشرف العسكرية.
أسر الاحتلال
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن عدد الفلسطينيات اللاتي وقعن في أسر الاحتلال منذ عام 1967 بلغ نحو 17 ألف معتقلة، وحاليًا تبلغ عدد الأسيرات30، بينهم أسيرتان قيد الاعتقال الإداري، وهما: شروق البدن من محافظة بيت لحم، وبشرى الطويل من محافظة رام الله.
وأوضحت أن عدد النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاعتقال منذ توقيع اتفاقية أوسلو، بلغ نحو2550 فلسطينية، مُشيرة إلى أنه خلال العام الحالي والماضي كانت أكبر نسبة اعتقالات في صفوف النساء من محافظة القدس بنسبة 45%.
وصدر بحق 17 أسيرة أحكام سجن من بينهم الأسيرة القاصر نفوذ حماد، من حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، بالسجن 18 عاما، وهناك 6 أسيرات جريحات أخطرهن حالة الأسيرة إسراء جعابيص من القدس، والمحكوم عليها 11 عامًا، وهي من بين الحالات الأخطر على مستوى الأسرى والمعتقلين، فهي مصابة بحروق شديدة في جسدها، سببت لها تشوهات.
أكبر الأسيرات سنًا
توفت الأسيرة سعدية فرج الله في يوليو الماضي، عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد قضاء نحو 6 أشهر من أعتقالها، في سجن الدامون، وهي أكبر المعتقلات سنًا وأم لـ8 أولاد وجدة لأحفاد".
وقال مكتب المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية: "المعتقلة تعاني من مرض مزمن وكانت تتلقى العلاج بانتظام من قبل الجهات الطبية في مصلحة السجون، وقد أعيدت هذا الأسبوع من المستشفى إلى السجن، واحتاجت هذا الصباح إلى علاج طبي في الجناح حيث تم استدعاء مسعف من الوحدة وسيارة إسعاف وأُجريت لها عمليات إنعاش، إلا أنه قد تم تحديد وفاتها في المكان".
وأكد محامي الأسيرة أنها تعرضت لجريمة الإهمال الطبي والقتل البطيء، التي تشكلها السياسة الأبرز للاحتلال تجاه الأسرى.
سجن الدامون
تواجه الأسيرات ظروف حياتية صعبة في سجن "الدامون"، منها: (وجود كاميرات في ساحة الفورة، وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء)، وتضطر الأسيرات لاستخدام الأغطية لإغلاق الحمامات، وتتعمد إدارة السجن قطع التيار الكهربائي المتكرر عليهن، ويبقى السؤال هُنا "متى تنتهي سلطات الإحتلال من الانتهاكات الوحشية تجاه الفلسطنيين بشكل عام والأسيرات بشكل خاص؟".