وزير الأوقاف يعلن اطلاق مبادرة «حق الوطن»

وزير الأوقاف يعلن اطلاق مبادرة «حق الوطن»جانب من الاجتماع

الدين والحياة30-10-2022 | 14:38

أطلق الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مبادرة "حق الوطن" بمشاركة الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق، رئيس تحرير صحيفة الجمهورية، والشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجمع من الأئمة والواعظات.


وأكد د. محمد مختار جمعة، أن الوطن هو بيتنا الكبير وبيت الأسرة الكبيرة، وهو لنا جميعًا وبنا جميعًا والحفاظ عليه واجبنا جميعًا، فالوطن ليس مجرد أرض نسكنها بل هو كيان يسكننا ونسكنه، وأن الحفاظ على الوطن واجب شرعي ووطني وحياتي، ومن حقه علينا أن نعمل على كل ما يحفظ أمنه وأمانه ويحقق الخير لنا جميعًا.
وأضاف أن الوطنية ليست ادعاء بل هي انتماء بالجهد والعرق والعمل الجاد، فالعامل في مصنعه والفلاح في أرضه والعالم والمفكر والإعلامي والطبيب كل في مجاله، والعامل الذي يتقن عمله ويجتهد فيه متعبد بعمله، وقد قالوا: إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل وأصالة معدنه فانظر إلى مدى انتمائه إلى وطنه واعتزازه، ومن ثمة أطلقت وزارة الأوقاف مبادرة "حق الوطن" في جميع مساجد مصر ولمدة شهر كامل، وتشمل المبادرة خطبة الجمعة الماضية، التي خصصت للحديث عن "حق الوطن"، ويتبعها الأسبوع الدعوي وعدد من الندوات الكبرى بجميع محافظات مصر، ويحاضر فيها كبار العلماء والأئمة عن حق الوطن وضرورة الحفاظ عليه والعمل على كل ما يدعم تحقيق أمنه واستقراره.
وعن أهداف المبادرة، أكد وزير الأوقاف أننا عددنا أهدافنا في هذه المبادرة بأربعة أهداف رئيسة يتفرع منها أهداف فرعية عديدة وهي الوعي بأهمية الحفاظ على الوطن، وبيان أهمية العمل والإنتاج، والعمل على استعادة قيمنا الجميلة وأخلاقنا الأصيلة، وترسيخ أسس التكافل والإسهام العملي فيها، مضيفًا أنه من ذلك أن ضاعفنا كل ما نقوم به في مجال خدمة المجتمع وبدأنا بمضاعفة كمية اللحوم التي توزعها الوزارة على الأسر الأولى بالرعاية من مائتي طن على مائتي ألف أسرة شهريًا إلى أربعمائة طن على أربعمائة ألف أسرة، مع بعض الإجراءات الأخرى من الموارد الذاتية للوزارة.
فيما أعرب الكاتب الصحفي كرم جبر، عن سعادته بالحضور وسط هذه الكوكبة من العلماء، مضيفًا أن الدعاة جزء من المجتمع ولهم دور هام للغاية خلال الفترة الحالية.
وأضاف أننا في حاجة ماسة إلى إعادة الكثير من المفاهيم وأفضل من يقوم بذلك هم رجال الدين والخطباء الأجلاء لأنها قضية أمة ونحن مسئولون عن عرض تعاليم الدين بطريقة صحيحة فالدين الإسلامي ليس دين عنف أو تطرف ولكنه دين محبة وسلام وتقارب بين الشعوب.
وقال إن مكارم الأخلاق علامة لكمال الإيمان وسمة من سمات المؤمن ومقصد لرسالته ومهمته، فالإسلام دين الأخلاق ورسولنا الكريم بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق، ولخصت رسالته في قول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وقول الله تعالى «"وإنك على خلق عظيم" »، فمكارم الأخلاق تقتضي مراعاة أحوال المجتمع، والتواصل معهم عن طريق أدوات التواصل العصرية والفضاء الإلكتروني، وتوعية المجتمع بالقضايا العصرية، وعلينا توجيه الوعي المجتمعي، حيث إن وسائل التواصل الاجتماعي قنبلة موقوتة، ورسالتنا دعوة المجتمع إلى نشر مكارم الأخلاق، والحفاظ على المجتمع من استقطاب مواقع التواصل وغيرها التي تتعارض مع قيمنا الأخلاقية، مضيفا أن الأئمة والدعاة ووسائل الإعلام مهمتهم واحدة هي مواجهة السلوكيات السلبية والأفكار المتطرفة، وزيادة الوعي وتنوير المواطنين.
وأشار إلى أن علينا مواجهة مواقع التواصل الاجتماعي التي تدخل كل بيت وأسرة، فهناك أكثر من 70 مليون صفحة في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها يتناول وقائع سب وقذف ومواد تتنافى مع أخلاقنا وعاداتنا، لذلك دورنا كإعلام ودعاة خلق حالة من الوعي؛ لأن الهاتف المحمول الموجود مع كل طفل في غرفته قد يتحول إلى قنبلة موقوتة تنفجر فيه وفي أسرته بل وبلده، كذلك يجب مواجهة المنصات الإلكترونية الأجنبية التي تنشر محتوى مواد تتنافى مع القيم والأخلاق، فهناك منصة بها 8 ملايين مشترك مصري.
وأشار إلى ضرورة إصلاح المعتقدات التي تنال من حقوق النساء، مؤكدًا أن الأديان تكرم النساء أعظم تكريم، مشيرًا إلى وجود بعض الشيوخ ورجال الدين الذين يهينون المرأة بسبب فتاويهم، كذلك العلاقة بين الأديان والأوطان لأن البعض حاول تصوير أن هناك علاقة عكسية بين الأديان والأوطان وهذا المفهوم يجب إرجاعه إلى المفاهيم الإسلامية الصحيحة.
واختتم رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كلمته موجهًا حديثه للأئمة قائلاً: "أنتم رسل لنشر رسائل الوعي والقيم وبما يتفق مع الشريعة الإسلامية".
فيما أكد المهندس عبدالصادق الشوربجي، أن للأوطان حقوقا ولهذه الحقوق أوجه كثيرة ومتعددة، مضيفًا أننا نعيش اليوم وسط عالم مضطرب اقتصاديًا وصحيًا وسياسيًا بأزمات متلاحقة فرضت تحديات ضخمة وأعباء متزايدة على جميع الدول، خاصة النامية منها، وبات العمل على استقرار الأوطان واجبًا حتميًا وسط هذه الظروف والمتغيرات المتتالية ما يفرض على الجميع التلاحم والاصطفاف لعبور هذه المرحلة بالغة الدقة والحساسية.
وأضاف أن مصر قطعت خلال الـ 8 سنوات الماضية أشواطًا كبيرة وغير مسبوقة في جميع المجالات، بمشروعات قومية ضخمة باستثمارات بالمليارات لمس الجميع ثمارها وساهمت في دفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام ووفرت ملايين من فرص العمل أمام أبنائنا، وبفضل الإصلاحات الجذرية عبرت مصر بنجاح كبير أزمة كورونا التي ضربت العالم أجمع وحافظت على مسارها التنموي بشهادة كبرى المؤسسات الدولية المعنية، وقال إننا اليوم نرى تسارعًا أكبر في الأحداث باتساع دائرة الأزمة الروسية الأوكرانية وآثارها السلبية الكبيرة، التي فرضت تحديات إضافية عانى العالم أجمع ولا يزال آثارها السلبية في جميع المجالات.
وأوضح أنه مع هذه المستجدات والأحداث الطارئة والأزمات العالمية المتلاحقة تنشأ البيئة الخصبة التي تنمي وتحتضن الشائعات وتنشر المعلومات المغلوطة وتبث الأكاذيب، وهنا يظهر أهل الشر ليكثفوا بث السموم والاصطياد في الماء العكر، مستهدفين التلاعب بالعقول وزعزعة ثقة الشعب في قياداته ومؤسساته بأساليب مختلفة ورخيصة عبر أبواقهم الإعلامية المضللة ومنصات التواصل الاجتماعي المتنوعة، التي ينشطون عليها في الوقت الراهن.
وقال إن الأزمات العالمية فرضت تحديات على مصر كباقي دول العالم، وهنا يأتي حق الوطن في الزود عنه بضرورة تقصي المواطنين للحقائق وعدم ترديد الشائعات أو المساهمة في نشرها بأي صورة من الصور فنحن نعيش فضاءً إعلامياً مفتوحًا بوسائل مختلفة ورسائل يجهل كثيرون ما المقصد منها أو من يقف خلفها، ويأتي دور الصحافة المصرية الرائد، خاصة المؤسسات القومية في ضرورة كشف الحقائق أمام المواطنين باستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية والموثوقة، فضلا عن متابعة نبض الشارع والتفاعل معه والتعبير عن آماله وتطلعاته والرد على تساؤلاته لقطع الطريق على أهل الفتنة رعاة الدم والإرهاب ومحترفي الخداع والتضليل.
وأضاف أن حق الوطن يتطلب منا الاعتراف بما تحقق من إنجازات تمت على أرض الواقع ويلمسها الجميع بفضل جهد وعرق وكفاح وسواعد المصريين خلال السنوات الماضية، ويتطلب من الإعلام ككل التعاون والتنسيق بالحجة والبينة لمواجهة دعاة الفتنة وطيور الظلام، ويتطلب الدفاع عن كل يد تبني وتعمر وتنشر الخير لمصر وأهلها، ويتطلب مساندة الجهود الوطنية في إقرار الأمن ودعائم الاستقرار، ويتطلب قطع الطريق على كل خبيث ينشر رسائل الكره واليأس والإحباط، ويتطلب بث رسائل الأمل والطمأنينة في نفوس المواطنين شبابًا ونساءً وشيوخًا، ويتطلب عملًا جادًا كلًا في موقعة لدفع عجلة التنمية.
واختتم رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، قائلًا: "ستبقى مصر عزيزة قوية ومحفوظة بحماية الرحمن وصلابة شعب أبي كريم وقوات مسلحة باسلة وشرطة وطنية وقيادة سياسية مخلصة أخذت على عاتقها حماية الشعب والوطن ورعاية مصالحه".
فيما أكد الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق، أن قضية الوعي هي سلاح مهم لمواجهة أصحاب الأفكار المتطرفة وحماية الوطن، فعدم وجود الوعي لدى بعض الشباب سبب رئيسي لسقوط دول أصبحت في براثن الفوضى، فالفكرة الرئيسية تدور حول كيفية حماية الأوطان وحماية الأديان، مؤكدًا أن أهل الدين عليهم دور رئيسي في مواجهة هذه الأفكار، وهذه المبادرة فرصة لمواجهة حملات التشكيك والتشدد والتطرف ، والأمر الثاني نشر مكارم الأخلاق، فديننا دين مكارم الأخلاق يقول تعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم"، ويقول تعالى: ""ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، فالرفق بالناس وإيصال المفاهيم الصحيحة للناس هذا دورنا"، مشددًا على ضرورة التنبه للغزو الثقافي، الذي تبثه مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن جانبه، أكد الشيخ خالد الجندي، أن أئمة وواعظات وزارة الأوقاف يخوضون أشرس معركة في تاريخ الدعوة، لأنهم يواجهون كل شياطين العالم عن طريق هذا العالم الافتراضي فكل ما يتخيله الإنسان يواجهه الداعية الآن، فلا يقتصر الأمر على خطبة الجمعة بل تعدى ذلك إلى الفضاء الإلكتروني عن طريق السوشيال ميديا، ولا شك أن أئمة وزارة الأوقاف يقومون بدور عظيم في المواجهة بكل الوسائل.

أضف تعليق