قالت وكالة "أسوشييتدبرس" الأمريكية، اليوم الخميس، إن كوريا الشمالية أصبحت قريبة من امتلاك أسلحة نووية تطال جميع المدن في الولايات المتحدة بعد التجارب الصاروخية المكثفة التي أجرتها في الأسابيع الأخيرة وعزمها إجراء تجربة نووية جديدة.
وأشارت الوكالة، في تقرير نشرته اليوم الخميس، إلى أنه لعدة أشهر، كان المسؤولون في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يتوقعون أن تقوم كوريا الشمالية باختبار قنبلة نووية، لافتة إلى أنها ستكون التجربة السابعة من نوعها، وسيقابل بقرار في الأمم المتحدة لفرض عقوبات أشد.
واعتبرت الوكالة أن موقف روسيا والصين اللتين تحميان كوريا الشمالية تقليديًا ليس واضحًا بعد بشأن السماح لفرض مزيد من عقوبات الأمم المتحدة.
وقالت الوكالة: "من المهم أن نلاحظ أن كل اختبار أسلحة كوري شمالي سواء كان لصاروخ أقصر مدى أو قنبلة نووية يجعل علماء بيونغ يانغ أقرب إلى هدفهم النهائي المتمثل في إنتاج ترسانة نووية تعمل بكامل طاقتها وقادرة على استهداف كل مدينة في البر الرئيسي للولايات المتحدة".
وأوضحت الوكالة أن تحليلا حديثا يعتمد على صور الأقمار الصناعية أظهر أن كوريا الشمالية أحرزت تقدمًا كبيرًا في البناء الجديد في محطة "Sohae" لإطلاق الأقمار الصناعية.
وبالإضافة إلى توسيع قدرتها على إرسال مركبات إطلاق الأقمار الصناعية، يمكن للمحطة "دعم تطوير التكنولوجيا التي يمكن استخدامها أيضًا في برامج الصواريخ الباليستية الناشئة في كوريا الشمالية"، وفقا لجوزيف بيرموديز وفيكتور تشا من مركز أبحاث للدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.
وتأتي أحدث عمليات الإطلاق في أعقاب سلسلة من التجارب الكورية الشمالية لصواريخ ذات قدرة نووية، بحسب الوكالة التي أوضحت أن قانونا جديدا ل كوريا الشمالية يصرح بالاستخدام الاستباقي للأسلحة النووية في مجموعة واسعة من المواقف، رغم وجود شك في أن كوريا الشمالية ستستخدم هذه القنابل أولاً في مواجهة القوات الأمريكية والكورية الجنوبية.
وقالت كوريا الشمالية موخرا، إنها ترد على التدريبات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية التي تعتبرها بروفة لغزو.
ورأت الوكالة أن "بيونغ يانغ تدرك جيدًا أيضًا ما يحدث في العالم، لا سيما في ما يتعلق بخصومها"، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يستعد للسفر إلى آسيا لعقد سلسلة من المحادثات ويواجه انتخابات تشريعية حاسمة الأسبوع المقبل.
وقالت الوكالة: "هناك الكثير من التنافس على جذب اهتمام بايدن، لكن بيونغ يانغ حددت في وقت سابق اختبارات أسلحتها في وقت قريب من الانتخابات الأمريكية، على الأرجح على أمل دفع نفسها إلى أعلى في قوائم مهام السياسة الخارجية الأمريكية".
وأضافت: "هناك أيضًا الحرب في أوكرانيا، حيث تعرضت روسيا لسلسلة من النكسات مؤخرًا.. وقد تدرك بيونغ يانغ أن موسكو، التي كانت داعمة ل كوريا الشمالية وجيشها منذ عقود، يمكن أن تستفيد من الإلهاء الذي تخلقه تجارب الصواريخ لواشنطن".
ونقلت الوكالة عن جيفري روبرتسون، أستاذ الدراسات الدبلوماسية في "جامعة يونسي" في سيول، قوله إن تجربة نووية كورية شمالية أخرى يمكن أن تشكل خطرًا عليها.
وقال: "على مدى الثلاثين عامًا الماضية، تم إنشاء توازن تقريبي بين القدرة التقليدية المتفوقة للغاية لكوريا الجنوبية (وتحالفها مع الولايات المتحدة) وقدرة الأسلحة النووية الوليدة لكوريا الشمالية... ولكن إذا سعت كوريا الجنوبية إلى تطوير قدراتها النووية المستقلة، فإن هذا التوازن سيزول".
وأضاف: "لكن لا تتوقعوا أن يوقف ذلك كوريا الشمالية على المدى القصير، رغم أنها تتطلع إلى استخدام مجموعتها الكاملة من الأسلحة للحصول على ما تريد".