شيخ الأزهر: المسلمون بمختلف مذاهبهم مؤهلون للاتحاد والتلاقي على أرضية مشتركة

شيخ الأزهر: المسلمون بمختلف مذاهبهم مؤهلون للاتحاد والتلاقي على أرضية مشتركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

مصر5-11-2022 | 16:19

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن المسلمين بمختلف مذاهبهم ومدارسهم الفكرية مؤهلون للاتحاد والتلاقي على أرضية مشتركة.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده الإمام الأكبر، اليوم السبت، مع أعضاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مقر قصر "الصخير" بمملكة البحرين، بحضور رئيس المجلس الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة، وأعضاء المجلس، ووفد علماء الأزهر المرافقين لفضيلة الإمام الأكبر.

وقال الطيب "نحن أبناء دين واحد ولغة واحدة، وتجمعنا مشتركات إنسانية وقيم أخلاقية وعادات مجتمعية متشابهة، وتتوفَّر لدينا كل مقومات الاتحاد، ولكن هناك صراعات وأجندات ومصالح مادية تتصدَّرها بيع الأسلحة، تتخذ من عالمنا الإسلامي سوقا لترويج بضائعها، ولا سبيل لهم في ذلك سوى ببث الفرقة والطائفية بين المسلمين، فهم يتغذوا على ضعفنا، وهم حريصون على ألا نتحد"، مشيرا إلى أن الأزهر انفتح في الحوار الإيجابي على مختلف المؤسسات الدينية حول العالم، ويأتي في مقدمة أولوياته التقاء علماء المسلمين مع بعضهم بعضا، وأن يتحدوا لمواجهة التحديات وتجاوز الأزمات.

وأوضح أن الاجتماع اليوم يضم العلماء المهمومين بهموم الأمة، وأولها هموم التحديات الصارخة التي تتربص بالأمة الإسلامية ليل نهار، وتصنع لها البرامج وترصد لها الأموال لتحارب الدين، مشددا على أن الاتحاد بين علماء المسلمين "سنة وشيعة" ضروري وحتمي.

وأضاف: أن "العلماء هم حماة الأمة ولا يصح أن يكونوا بأي شكل من الأشكال طرفا في هذا النزاع، حيث أن المسؤولية على العلماء مضاعفة أمام الله وأمام ضمائرنا، وعلى علماء المسلمين ألا يملوا من بيان سماحة الإسلام وقبوله للتعددية الدينية بين البشر ومسألة التعدد المذهبي بين المسلمين، وقد تربينا في الأزهر على قبول المذاهب المختلفة، ولن نستطيع مواجهة التحديات بالتشرذم أو الاختفاء أو التخلف عن هذه المهمة السامية"

ولفت إلى أنه كانت هناك محاولة لـ"تجار سوق الفتنة" أن يحدثوا ذلك في مصر قبل سنوات بين المسلمين والمسيحيين، لكن الأزهر تنبه لهم فتم إنشاء بيت العائلة المصرية مع الكنائس المصرية، وتم بذل كل الجهود لوحدة الصف، مؤكدا أن هذا ما ينبغي أن يحدث على مستوى العالم الإسلامي أجمع.

ومن جهته، أعرب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عن ترحيبه ب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين في مملكة البحرين، وتقديره الشديد لفضيلة الإمام الأكبر، وقيادة مؤسسة الأزهر الشرعية والعلمية والعملية والقيادية على المستوى الإسلامي والعالمي.

وقال "إن ملتقى الحوار بين الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني ثمرة من ثمار مواقف شيخ الأزهر الوسطية التي تنبع من مصادر التشريع الإسلامي الذي جاء بخير أمة أخرجت للناس"، منوها بأن المجلس يقدم مثالًا للتعايش بين علماء المسلمين "سنة وشيعة"، ومثالًا للمواطنين في البحرين وجميع المقيمين على أرضها.
كما أعرب عن ترحيبه بما طرحه شيخ الأزهر من وحدة بين المسلمين ودعوة للتقريب بين علماء المسلمين والحوار بينهم، مشيرا إلى أن المجلس يعمل على التقريب بين المذاهب في البحرين وتعزيز الوحدة بين المسلمين والتقاليد الإسلامية السمحة، وأنه يعد نموذجا فريدا في تشكيلاته لتأكيد وحدة الهدف والمصير بين المسلمين، ومتابعة الحوار بين الإسلام والديانات السماوية الأخرى.

وأكد استعداد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لتعزيز العمل المشترك مع الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وتعزيز أطر التنسيق حول مختلف القضايا العامة للمسلمين، بما يقوي جانب المسلمين ويُعلي كلمتهم ويُعزز موقفهم، استجابة لتلك التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية وجمهور المسلمين حول العالم، سواء على المستوى الفكري أو الثقافي أو التربوي أو الاجتماعي.

وشدد على ضرورة تضافر الجهود وعمل دراسات جادة وعلمية تؤصل لتلك القضايا والتحديات، وتحللها وتقدم لها الحلول وتصوغ لها البرامج والمشروعات العملية بما يحفظ للأمة الإسلامية عقيدتها وهويتها وقيمها، وتحفظ لمجتمعاتنا استقرارها، وللأسرة كيانها، وللبشرية فطرتها، وللفرد إنسانيته.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2