قمة عربية ناجحة وقرارات استراتيجية

قمة عربية ناجحة وقرارات استراتيجيةسوسن أبو حسين

الرأى6-11-2022 | 14:03

على الرغم من الصعوبات التى اعترضت الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية لأسباب كثيرة فى المقدمة منها الخلاف المغربى الجزائرى والجدل والتشويش حــول مواقف البلديـــن ( المغرب الجزائر ) إلا أنهما تمكنا بمساعدة الجامعة العربية من احتواء عواصف قاسية كادت أن تعصف بالقمة التى انعقدت تحت شعار لم الشمل العربى وهو ما دعا جامعة الدول العربية إلى توضيح الملابسات حول موضوع الخريطة، التى نشرتها بعض وسائل الإعلام، حيث نفت فى بيان رسمى أن يكون لها أي " شركاء إعلاميين" فى تغطية أعمال القمة وأكدت عدم وجود صلة لها بأية مؤسسة إعلامية تدعي هذه الصفة.

وأكدت أن الجامعة العربية لا تعتمد خريطة رسمية مبينا عليها الحدود السياسية للدول العربية بما فيها المملكة المغربية، وأنها تتبنى خريطة للوطن العربي بدون إظهار للحدود بين الدول تعزيزا لمفهوم الوحدة العربية، الأمر الثانى أن ملف قضية الصحراء المغربية مطروح منذ 28 عاما فى الأمم المتحدة ولم يتم إدراجه على أى اجتماع عربى وكذلك فإن ما يسمى الجمهورية الصحراوية ليست عضوا فى جامعة الدول العربية كما أتذكر أن القمة العربية، التى انعقدت فى الجزائر عام 2005 قد شارك المغرب على مستوى الملك محمد السادس وكانت الأجواء طيبة على عشاء عمل بعد الجلسة الافتتاحية ووقتها أطلق أنها قمة تواجد الأطباق المفضلة لدى المغرب و الجزائر وهى الحريرة، وبالفعل كانت قمة متميزة بمستوى المشاركة وبتغطيتها الإعلامية، حيث أطلق عليها قمة الإصلاح للعمل العربى المشترك وبالتالى استخدمت الجزائر كلمات تتحدث عن قرارات مصيرية واستراتيجية، حيث طرح الرئيس عبد المجيد تبون خلال الجلسة التشاورية المغلقة فى اليوم الثانى للقمة مقترحات تتعلق بالإصلاح لدور الجامعة العربية وتمكينها من مواجهة التحديات والمتغيرات الدولية والإقليمية من خلال إعطاء دورا للمجتمع المدنى يشجع على الحوار وتواصل الأجيال؛ لدعم العمل العربى المشترك وايجاد فضاءات كبيرة تتعلق بالتنمية والاستقرار. وتعتبر الجزائر أن قرارات القمة يجب أن يتم تنفيذها ببعدها الاستراتيجى الداعم لكل الدول العربية، خاصة فى ظل التعقيدات التى تتعرض لها المنطقة العربية وزادت من حدتها الأوضاع الدولية، التى تحتاج إلى إرادة حقيقية؛ لتجاوز الأزمات عبر ضرورة وجود نظام اقتصادى مشترك من شأنه تحقيق التكامل ومجابهة الضغوط الدولية.

وقد لفت الأمين العام ل جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى ثلاثة عناصر خطيرة للأزمة الدولية وهى ( الغذاء و الطاقة و المناخ )، التى انعكست بشكل مباشر على المنطقة العربية وفى تقديرى أن الجميع تحدث عن خطورة المرحلة وأهمية التعامل معها بفكر جديد وإجراءات عملية وليس مجرد قرارات تنتهى بانتهاء القمة حتى لا يتعرض العمل العربى كما تعرضت الاجتماعات التحضيرية للقمة؛ لهجوم إعلامى غير مسبوق بشكل تحدث عن الفشل وانتهاء دور العرب ونشر الإحباط فى نفوس الشعوب ولذلك انتهى كابوس آلة الهدم بالإعلان عن تجاوز الخلافات والتوصل إلى توافق أدى إلى نجاح أعمال القمة بامتياز ويبقى الأمل فى الاهتمام بمنظومة الجامعة ودعمها للقيام بدورها خلال السنوات المقبلة.

أضف تعليق