وصف الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو جوتيريش"، تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأنه "سجل لفوضى المناخ"، إذ يفصل السرعة الكارثية لتغير المناخ، التي تودي بالأرواح وتدمر سبل العيش في جميع القارات.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة ، من المقرر أن يطلق "جوتيريش" خطة عمل خلال مؤتمرCOP27 لتحقيق الوصول إلى الإنذارات المبكرة للجميع خلال السنوات الخمس المقبلة، لمواجهة حتمية استمرار الصدمات المناخية وأنماط الطقس القاسية في جميع أنحاء العالم.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة خلال كلمته في مؤتمر (كوب 27) أن أنظمة الإنذار المبكر ضرورية لحماية الناس والمجتمعات في كل مكان، وقال: "يجب أن نجيب على إشارة استغاثة الكوكب بالعمل، والعمل المناخي الطموح والموثوق. COP27 يجب أن يكون المكان - والآن يجب أن يكون الوقت المناسب."
كما أصدرت منظمة الصحة العالمية تذكيرا بأن أزمة المناخ لا تزال تصيب الناس بالمرض، ودعت إلى أن تكون الصحة في صميم المفاوضات في مؤتمر شرم الشيخ، وأعلنت المنظمة عن برنامجها للمؤتمر، الذي يتضمن أحداث رفيعة المستوى، مع التركيز على التهديد الصحي الذي تشكله الأزمة المناخية، والمكاسب الصحية الضخمة التي ستأتي من عمل مناخي أقوى.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في بيان، من أنه بين عامي 2030 و2050، من المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في حدوث ما يقرب من 250 ألف حالة وفاة إضافية سنوياً، بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري، وتشير التقديرات إلى أن التكاليف المباشرة للصحة سترتفع بما يصل إلى أربعة مليارات دولار سنويا بحلول نهاية هذا العقد.
ومع ذلك تشير المنظمة إلى أن الاستثمار في الطاقة النظيفة سيحقق مكاسب صحية تسدد تلك الاستثمارات مرتين: فعلى سبيل المثال، يقدر بأنه سيتم إنقاذ حوالي 2.4 مليون شخص سنوياً إذا طبقت معايير أعلى لانبعاثات المركبات.
وأشار أمين عام الأمم المتحدة إلى أن أحدث تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أظهر أن السنوات الثماني الماضية كانت الأكثر دفئاً على الإطلاق، وذلك بسبب تركيزات غازات الدفيئة المتزايدة باستمرار، وتحدد الدراسة المؤقتة لحالة المناخ العالمي لعام 2022 العلامات الدراماتيكية المتزايدة لحالة الطوارئ المناخية، والتي تشمل مضاعفة معدل ارتفاع مستوى سطح البحر منذ عام 1993 إلى مستوى قياسي جديد هذا العام؛ ومؤشرات على ذوبان غير مسبوق للأنهار الجليدية في جبال الألب الأوروبية.
ومن المقرر إصدار التقرير الكامل لعام 2022 في ربيع عام 2023، لكن الدراسة المؤقتة صدرت قبل انعقاد مؤتمرCOP27 في شرم الشيخ، لزيادة الوعي بالحجم الهائل للمشاكل التي يجب على قادة العالم معالجتها، إذا ما كان لديهم أي أمل في السيطرة على أزمة المناخ.
بدوره قال أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، "بيتر تالاس"، الذي أطلق التقرير خلال حدث عُقد في شرم الشيخ مؤخراً: "كلما زاد الاحترار، كانت التأثيرات أسوأ، مشدداً على أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عالية الآن لدرجة أن الحد من الاحترار إلى درجة 1.5 مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة كما هو منصوص في اتفاق باريس "بالكاد في متناول اليد."
وأشار "بيتر تالاس" إلى أن التقرير عبارة عن قائمة مذهلة للأحداث المناخية المثيرة للقلق، والتي تحدث على خلفية المستويات القياسية لثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز - وهي غازات الدفيئة الرئيسية الثلاثة التي تساهم في الاحتباس الحراري الذي يقدر حالياً بنحو 1.15 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وأكد أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن ذوبان الجليد المتزايد في جميع أنحاء العالم، أدى إلى ارتفاع مستويات سطح البحر على مدار الأعوام الثلاثين الماضية، بمعدلات متزايدة بسرعة، وكان معدل احترار المحيطات مرتفعاً بشكل استثنائي خلال العقدين الماضيين؛ وأصبحت موجات الحر البحرية أكثر تواتراً، كما أنه من المتوقع أن تستمر معدلات الاحترار في المستقبل.
ووفقاً لتقرير الأرصاد العالمية تعرضت منطقة جنوب إفريقيا لسلسلة من الأعاصير على مدار شهرين في بداية العام، حيث ضربت مدغشقر بشدة بسبب هطول أمطار غزيرة والفيضانات المدمرة، وفي سبتمبر تسبب إعصار إبان في أضرار جسيمة وخسائر في الأرواح في كوبا وجنوب غرب ولاية فلوريدا الأمريكية، كما اشتعلت أجزاء كبيرة من أوروبا جراء نوبات متكررة من الحرارة الشديدة، حيث شهدت المملكة المتحدة رقما قياسيا وطنيا جديدا في19 يوليو، عندما تجاوزت درجة الحرارة أكثر من 40 درجة مئوية لأول مرة، ورافق ذلك جفاف وحرائق غابات متواصلة ومدمرة.