الأفضل الذكر أم قراءة القرآن؟

الأفضل الذكر أم قراءة القرآن؟القرآن الكريم

الدين والحياة8-11-2022 | 06:21

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأفضل هو ما يجد العابد قلبه، فهناك ناس تجد قلبها في الذكر ، وهناك ناس تجد قلبها في الصلاة على النبي ، وهناك ناس تجد قلبها في الذكر بتلاوة القرآن، وهناك ناس تجد قلبها في الاستغفار ... وهكذا.

وتابع جمعة ، اختار ما أجد فيه قلبي فإن الأمر أمر عبادة، نريد فيه أن نتقرب إلى الله، وهذه أرزاق فهناك من يجد قلبه في القيام، وأخر يجد قلبه في الركوع فيُطيل الركوع، وغيره يجد قلبه في السجود، ومن يجد نفسه في الصيام وكل ما يصوم يخشع، والثاني كل ما يصلي يخشع، والثالث كل ما يذكر يخشع، والرابع كل ما يتصدق يخشع، فالإنسان عليه أن يعامل ربه بما أقامه فيه لأنها أرزاق، فربنا مقسّم الأرزاق، فليس هناك تفاضل في الحقيقة، إنما هي حالات كل واحد بالحالة التي أقامه الله فيها.

وأوضح جمعة، إن الذكر هو طريق المحبة والسبيل إليها فهو كذلك طريق الفلاح والنجاح ، لذلك يبين الله عز وجل أن من أراد الفلاح في حياته فعليه أن يداوم على الذكر ، وأن يكون لسانه دوما رطبا بذكر الله ، قال تعالى : { وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

ومن تفضله سبحانه على عباده أن جعل الذكر الذي هو افضل العبادات وأحبها إليه ، وأكثرها ثوابا ، وأعظمها أجرا ، ليست مقرونة بوقت ولا بمكان ولا تحتاج إلى شروط أو أسباب كبقية العبادات ، فليست مقرونة بدخول الوقت كالصلوات الخمس ولا بوجوب الطهارة، ولا بدخول الشهر كالصيام ، ولا ملك النصاب كالزكاة، ولا الاستطاعة كالحج ، فهى عبادة القوي والضعيف، الغني والفقير ، الصحيح والمريض ،الطاهر وغير الطاهر ، ومع ذلك فهى أفضل ما يشغل العبد به نفسه؛ حيث قال ﷺ : « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِى دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ». قَالُوا : بَلَى. قَالَ : « ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ».

وأضاف أن الذكر هو باب الله الأعظم المفتوح على الدوام إلا أن يغلقه العبد بغفلته ، به تنكشف عن القلب الغيوم ، وتنير به العيون ، ويرتقي المؤمن من نور إلى نور، وقد كان النبي كلما ترقى من مقام إلى مقام ازداد ذكرا فازداد ترقيا وعلوا، يقول ﷺ : « إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِى وَإِنِّى لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِى الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ».

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2