ورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول: أنا أحب فتاة وأتحدث إليها عبر الهاتف، فهل كلامي معها حرام، علمًا بأني لا أتكلم معها في أي معصية.
وأجاب على السؤال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية في مقطع فيديو عبر صفحة الدار على موقع "يوتيوب"، قائلاً: “الشرع لم يحرم في العموم تبادل الحديث بين الرجل والمرأة بشكل عام، خاصة أن كان موضوع الكلام ليس محرمًا”.
وأضاف ممدوح: “المحرم في هذا السياق هو أن كان الكلام نفسه في موضوع محرم، أو في ظروف محيطة لا تجوز كأن يكون الكلام في خلوة، أو أن أحد الطرفين في وضع يدعو إلى الفتنة، إذا كنت تحب فتاة فلا تضيع وقتك بالحديث معها، إن كان لديك القدرة على الارتباط الرسمي بها فتقدم إلى أهلها، فالكلام بين الشاب والفتاة حتى وإن كان في موضوع عام ولا يوجد شيء محرم به إلا أن يكون سبب تعلق الطرفين ببعضهما وإذا لم ينته الموضوع بينهما بالارتباط الرسمي فإنه يسبب ألمًا وحزنًا شديدًا للطرفين".
يقول العلماء: إن الإسلام يرفض كل علاقة في الخفاء، ومنع كل علاقة غير الزواج، وهذا طريق وعر ننصحك بالخروج منه فوراً، واعلمي أن الارتياح المزعوم سوف يتحول إلى آهات وحسرات، وقد يكون سبباً لتعاسة الدنيا وشقاء الآخرة، والعواطف عواصف، والبدايات الخاطئة توصل إلى نهايات مظلمة: «فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم».
وعلى كل فتاة وشاب أن يعلمان أن الحب الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد بالتعاون على البر والتقوى ثباتاً ورسوخاً، فلا ينخدع أحدهما بما يحصل في المسلسلات، ولا يغتر بحال الغافلين والغافلات، واشغل نفسك بالتوجه إلى رب الأرض والسماوات، واعلم أن الكلام المعسول يجيده شباب جنّدوا أنفسهم للإيقاع بالفتيات، والعاقلة من تتعظ بما حصل للغافلات، والسعيدة في الناس من وعظت بغيرها، وشقيت والله من جعلها الله عبرة لغيرها.
والإسلام دين يقوم على الحب، ولكن أي حب؟! فإن هذه الكلمة قد شوّهها السفهاء والشقيات، وحب المسلم يبدأ بحب الله، ثم بحب رسوله، ثم بحب والديه وإخوانه في العقيدة، فهو حب يدور في فلك الحب لله، وذلك بحب كل ما يقرب إلى الله، ويدخل فيه حب الرجل لزوجته الحلال، وحب الزوجة لزوجها، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه فقال: عائشة رضي الله عنها، وحبه صلى الله لخديجة لا يخفى على أحد، بل ضرب أروع الأمثلة في الوفاء، فكان يذكرها بالخير بعد وفاتها، ويتقصَّد بصدقاته لصديقاتها.
إذن على كل فتاة أن تواجهي الأمر بشجاعة وحرص المؤمنات، وعلى الشاب أن يطرق الأبواب ويقابل أهلك الأحباب، أو ينصرف عنك، فلا تنخدعي بالسراب.