في ذكرى رحيل شادية.. ماذا قال نجيب محفوظ عنها؟

في ذكرى رحيل شادية.. ماذا قال نجيب محفوظ عنها؟شادية

ثقافة وفنون28-11-2022 | 09:16

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة القديرة شادية "دلوعة السينما" التي رحلت عنا و تركت لنا أعمال فنية مميزة في تاريخ السينما المصرية.

وفي السطور الآتية سنتعرف على حياة الفنانة شادية الفنية وماذا قال الأديب نجيب محفوظ قبل أن تصبح بطلة مجموعة من أفلامه.

شادية هي ممثلة ومطربة مصرية، تعتبر من أهم الفنانات في تاريخ السينما المصرية، ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما. اُختيرت ستة من أفلامها في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
قدمت خلال فترة ما يقارب أربعين عاماً حوالي 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً في الأفلام العربية، فضلاً عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربي، وهي في نظر الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ الدراما العربية.

حياتها الفنية

بداية مسيرتها الفنية جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت هي التي أدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في إستوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة العقل في إجازة، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم، بنات حواء.

حققت نجاحات وإيردات عالية للمنتج أنور وجدي في أفلام ليلة العيد بعام 1949 وليلة الحنة بعام 1951 وتوالت نجاحاتها في أدوارها الخفيفة وثنائيتها مع كمال الشناوي التي حققت نجاحات وإيرادات كبيرة للمنتجين وعلى حد تعبير كمال الشناوي نفسه «إيرادات بنت عمارات وجابت أراضي» ونذكر منها حمامة السلام بعام 1947 وعدل السماء والروح والجسد وساعة لقلبك بعام 1948 وظلموني الناس بعام 1950 وظلت نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية، وتوالت نجاحاتها في الخمسينيات من القرن العشرين وثنائياتها مع عماد حمدي وكمال الشناوي بأفلام أشكي لمين بعام 1951 أقوى من الحب بعام 1954 إرحم حبي بعام 1959. وشاركت صلاح ذو الفقار فيلم عيون سهرانة بعام 1956.

جاء صعود شادية الفارق عندما شاركت في التمثيل بفيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار بعام 1959 وكانت تبلغ 28 عاماً.
وكانت النقلة الأخرى في حياتها من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والذي أخرج طاقاتها الكوميدية في فيلم مراتي مدير عام عام 1966 وكرامة زوجتي عام 1967 وفي فيلم عفريت مراتي عام 1968 وقدما أيضًا فيلم أغلى من حياتي في عام 1965، وهو أحد أعمال الفنان محمود ذو الفقار الرومانسية وقدما من خلاله شخصيتي أحمد ومنى كأشهر عاشقين في السينما المصرية، وكان آخر أعمالها السينمائية مع صلاح ذو الفقار هو فيلم لمسة حنان عام 1971.


ولكنها سبقت هذه الأفلام بفيلم يعد من أفضل أفلامها الدرامية وكان بداية انطلاقها بعالم الدراما وهي لم تزل بعمر صغير بفيلم أنا الحب عام 1954، وتوالت أعمالها التي شهد معظمها استقبالاً جماهيرياً جيداً وللسينما المصرية أيضًا من خلال روايات الكاتب نجيب محفوظ في فيلم اللص والكلاب وزقاق المدق والطريق، وفي عام 1969 قدمت ميرامار كما قدمت فيلم شيء من الخوف من إنتاج صلاح ذو الفقار، ثم فيلم نحن لا نزرع الشوك عام 1970 وتوالت أعمالها في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين إلى أن ختمت مسيرتها الفنية في فيلم لا تسألني من أنا مع الفنانة مديحة يسري عام 1984.

ماذا قال الأديب نجيب محفوظ عنها ؟
الأديب نجيب محفوظ قال عنها قبل أن تصبح بطلة مجموعة من افلامه: « شادية هي فتاة الأحلام لأي شاب وهي نموذج للنجمة الدلوعة وخفيفة الظل وليست قريبة من بطلات أو شخصيات رواياتي» خاصة أنه تعامل معها عند كتابته لسيناريو فيلم الهاربة، ولكن كانت المفاجأة لهُ عندما قدمت دور (نور) في فيلم اللص والكلاب للمخرج كمال الشيخ والذي جسدت فيه دور فتاة الليل التي تساعد اللص الهارب سعيد مهران، وبعدها تغيرت فكرة الأديب نجيب محفوظ وتأكد بأنها ممثلة بارعة تستطيع أن تؤدي أي دور وأي شخصية وليست فقط «الفتاة الدلوعة».

الاعتزال
اعتزلت شادية عندما أكملت عامها الخمسين، وعقبت حول سبب اعتزالها التمثيل والغناء بالتالي: «قرار الاعتزال للغالبية العظمى من الفنانات جاء انطلاقا من الإيمان بالله سبحانه وتعالى والامتثال لأمره، وبالنسبة لي فإن سبب اعتزالي له مواقف عديدة مرت بي وصعوبات كثيرة جعلتني أبتعد عن هذا الطريق فقد قال الحق «إن الله يهدي من يشاء» وقد عرفت الطريق الصحيح وهداني الله تعالى إليه ومكني من التمسك به لأتعرف على ديني وأعيش في رحاب الله... كما لا توجد قصة تحكى فكل الحكاية أن الله أراد لي الهداية ولا مردود لحكم الله وقد هداني الله إلى الطريق الصواب فلبيت النداء وغيرت مجرى حياتي لأعرف معنى السعادة الحقيقية في رعاية الأطفال الأيتام.»
و كرست حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام خاصة لا سيّما وأنّها لم تُرزق بأطفال وكانت تتوقُ أن تكون أمًّا .

وحينما سُئلت عن مشاريعها بعد الاعتزال وهل ستسثمر فيما اكتسبته من اموال في الفن قالت: «حتى لا أضع نفسي في هذه الريبة فقد تبرعت بكل ما ادخرته من عملي طوال السنوات الماضية كفنانة لصالح الجمعيات الخيرية واعتبرت هذه هي الخطوة الأولى من رحلتي في رحاب الله ولم أتردد لحظة في ذلك»

وفاتها
توفيت في يوم الثلاثاء 28 نوفمبر عام 2017 عن عمر ناهز 86 عاماً بعد صراع مع المرض في مستشفى الجلاء العسكري. أقيمت صلاة الجنازة على جثمانها في مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، يوم الأربعاء 29 نوفمبر، وحضر جنازتها عدد من نجوم الفن والسينما، بينهم دلال عبد العزيز، رجاء الجداوي، سمير صبري، شيرين، فاروق الفيشاوي بالإضافة إلى جمهورها وأقاربها ومحبيها، والذين رفعوا صورا ولافتات حملت عبارات في رثائها.
وأقامت منظمة الأمم المتحدة للفنون احتفالية كبيرة لإحياء ذكرى مضي أربعين يومًا على وفاتها، مساء الثلاثاء 9 يناير 2018، شارك فيها عدد كبير من النجوم.
و قام معرض القاهرة الدولي للكتاب بتغيير اسم مخيم الفنون ليحمل اسم الفنانة الراحلة شادية .

أضف تعليق