لا أحد ينافس المصريين فى رغبتهم الدائمة بأداء العمرة وحبهم لزيارة المدينة والبقاء بجوار قبر الحبيب صل الله عليه وسلم.
وقد سُئل أحد المصريين وهو فى الحرم يؤدى شعائر العمرة من طواف وسعى عن الرغبة التى يتمنى تحقيقها، فأجاب على الفور: أن ربنا يكتبلى العمرة تانى!
فالمعنى واضح وكاشف عن العواطف الجياشة والمحبة العميقة للأراضى المقدسة والرغبة الملحة فى زيارتها وأداء مناسك الحج أو العمرة لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.. صحيا وماديا.
وأعتقد أن الجميع مازال يحفظ ويردد أغنية المرحوم محمد الكحلاوى؛ مدد يا نبى.. يا نبى مدد، أنا جيت أزورك يا نبى، وأقول مدد، شاهدت نورك يا نبى زاد المدد، وأيضا أغنية أم كلثوم: دعانى لبيته لحد باب بيته، ولما تجلى لى بالدمع ناجيته.
بل شدت جميلة الشاشة ليلى مراد، ولم تكن مسلمة حسب بعض الروايات: يا رايحين للنبى الغالى، هنيالكم وعقبالى، يا ريتنى كنت وياكم، أحج وأطوف سبع مرات، وأشوف منى وعرفات وأقول ربى كتبهالى.
وهناك أغانى أخرى بخلاف المديح وما تناجا به الشيوخ فى الكعبة والمدينة وقبر الرسول، فالحج و العمرة من شعائر الله، ويصح تنظيم أداء مناسكهما، ولكن لا يجوز تحميل الراغب فى الوفاء بهما بأعباء إضافية لا ضرورة لها قانونا وعرفا، بل أنها توصف بالإتاوة التى تفرض بالأذعان!
ومع ذلك.. ليس لدى المصريين الراغبين فى العمرة مانع من أداء رسوم ما يسمى "بالباركود السياحى"، الذى قدرت رسومه بحوالى ثلاثة آلاف ومائتى جنيه فقط!، فلماذا تحصل شركات السياحة المنظمة للعمرة على أضعاف هذا المبلغ؟
فقد طلب منى أحدهما ثمانية آلاف جنيه، وحاول إقناعى أنها رسوم واجبة السداد!، وللأسف منعنى أدبى من الرد المناسب على هذا الابتزاز، فتركته وانصرفت غاضبا.
ومرة أخرى.. إذا كانت هذه الرسوم تحصل من الراغبين فى العمرة ومن خلال الشركات أو الجمعيات، وإذا كنا سنعتبرها "تبرع" من قبل المواطنين لحكومتهم الرشيدة وبلدهم الطيب!، فلماذا لا يدفعها المواطن مباشرة على موقع الوزارة؟، ثم كيف يدعى البعض أنه يجب أن تُحصّل أيضا من حاملى تأشيرة الزيارة للأراضى السعودية؟
أنت مالك يا حشرى؟.. ألا تعلم أن تأشيرة الزيارة تعطى حاملها الحق فى التجول بين مدن المملكة ولمدة ثلاثين يوما، فهل يجوز لك أن تمنعه من ذلك؟.. وبأى صفة؟
وأختم بطرفة حدثت بالفعل؛ حيث سُئل أحد المصريين العائدين من المطار عن شعوره وإذا كان يرغب فى توجيه رسالة ما، فأجاب: "أنصح أى واحد يرغب فى أداء العمرة أنه يروح السعودية"!