قمة استثنائية في مواجهة عالم قلق

قمة استثنائية في مواجهة عالم قلقد. غادة جابر

الرأى10-12-2022 | 13:03

بينما يتحدث قادة العالم عن مد التسليح والتعاون النووي على صعيد الجانبين الأمريكي والروسي، فأمريكا تجدد العون ل أوكرانيا بالأموال والتسليح من أجل الاستمرار في الحرب ضد روسيا، و روسيا تتسابق على التعاون العسكري الإيراني غير المسبوق لتعزيز موقفها أمام الغرب، فإذا بالرئيس شي جين بينغ، هذا الزعيم الصيني الذي أصبح رئيسا لجمهورية الصين الشعبية مدى الحياة، فهو يعمل من أجل البقاء والصعود والحياة، يفاجئ العالم المتحارب، بتعاون وشراكة استراتيجية تعاونية سياسية اقتصادية ثقافية تكنولوجية بين دولة الصين ودول التعاون الخليجي ودول العرب والمملكة العربية السعودية.

وانعقدت ثلاث قمم على مدار ثلاثة أيام بدأها الرئيس الصيني، بوصوله إلى المملكة العربية السعودية في 7 ديسمبر انتهت في 9 ديسمبر بدءاً بإبرام عقد شراكة تعاونية تقدر بـ 29 مليار دولار منتهية باسثتمارات التبادل التجارى تقدر بـ 300 مليار دولار بين الصين والدول العربية، شراكات استراتيجية تعاونية بين الدول العربية ودولة الصين صاحبة ثاني أكبر أقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، دولة المليار و400 مليون نسمة، دولة التصنيع للمعدات الصغيرة والثقيلة والتكنولوجية التي فرضت وجودها في جميع أسواق العالم، صاحبة المقولة الشهيرة "إذا عطست الصين أصيب العالم بالزكام".

زيارة الرئيس الصيني للسعودية لمد يد التعاون والبناء الاستراتيجي في مجال الطاقة والتصنيع والتجارة والثقافة والسياسة، تعد بمثابة قوة حقيقية لبناء حائط صد لمواجهة الأزمات الطاحنة التي يعاني منها العالم، اقتصادياً وسياسياً، فإحياء مبادرة الحزام والطريق، ومشروعات التنمية الخضراء والطاقة النظيفة التي تعمل الصين على تطبيقها في الشرق الأوسط والوطن العربي، محاولة أن يكون لها دور في مساندة القضية الفلسطينية، بمثابة تكتل جديد في عالم قلق، يظهر بتكتلات في عالم أحادى القطبية أملاً أن يصنع عالم متعدد الأقطاب، على المستوى الدولي نجد أن هناك دولا أوروبية مثل ألمانيا تبحث عن تعدد القطبية، من أجل فك الحصار الذى أحاط العالم اقتصادياً من قبل قوة واحدة مهيمنة على اقتصادات جميع الدول و روسيا تبحث عن إعلان اتحاد روسي جديد، لرد اعتبارها التاريخي الطويل الذى أنهاه غورباتشوف زعيم السوفييت الذي أنهاه، و الصين تتحدث بأنها الصين الواحدة.

هذا مبدأها التي تخطو عليه خطاها الآن، أما عن العرب ودول التعاون الخليجي، فقد شاهدنا في الشهور القليلة السابقة العديد من القمم العربية، الثنائية بين زعماء العرب، ما بين قمم ثنائية وثلاثية وخماسية، من أجل تعاون وتكتل عربي عربي يستطيع مواجهة هذه التكتلات الجديدة، والاكتفاء بمواردها الداخلية وتوطين الصناعات، والتبادل العربي المشترك، فتعمل الدول العربية دائماً وعلى رأسها الدولة المصرية، نحو التنمية محاولة تحقيق التنمية المستدامة رغم كل هذه الظروف الدولية الصعبة، ولا نستطيع أن ننكر الدور المصري البارز الريادي في هذه الأحداث المتلاحقة العالمية والوتيرة السريعة للتسابق الدولي.

فاستطاعت مصر بدبلوماسية قوية أن تكون رائدة سلام في الشرق الأوسط وفي أفريقيا وفي المحيط الدولي، واستطاعت مصر أن تعبر أزمات عالمية شهد لها العالم بانتصارها في أزمة الكورونا وأزمة روسيا وأوكرانيا، بقوة الاستراتيجية المصرية في وجود مخزون أمني استراتيجي من الطاقة و الغذاء للشعب المصري، بل ومدت يد العون للعديد من الدول المجاورة والشقيقة والصديقة، منتهية في نوفمبر 2022 بتنظيم مؤتمر المناخ COP27 الذي أشاد به العالم، الرئيس الصيني أثناء عقد القمة الصينية العربية.. "فخورة بمصريتي".

أضف تعليق